أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - جمال مبارك وقضايا النوبة














المزيد.....

جمال مبارك وقضايا النوبة


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 20:31
المحور: حقوق الانسان
    


‬اعتادت النوبة على استقبال لجان مجلسى الشعب والشورى ووزراء الحكومة غير أنها لأول مرة تلتقى بأمين سياسات الحزب الوطنى السيد جمال مبارك بصحبة ستة وزراء "هم وزراء الإسكان والزراعة والرى والإدارة المحلية والصحة والتضامن الاجتماعى" وبحضور محافظ الإقليم فى مجمع حفصة سلمان البدر بعنيبة يوم الاثنين 7 سبتمبر . لقد أبدى أمين السياسات تعاطفا ملموسا مع مطالب الأهالى التى عبر عنها المشاركون من الشخصيات الطبيعية ومن أعضاء الحزب الوطنى بأسوان. وفى ظنى فإن جمال مبارك حضر إلى النوبة للقاء أهلها بصرف النظر عن اتجاهاتهم السياسية والحزبية. أيا كانت أسباب الزيارة فإن أهالى النوبة يعشقون مصر ويعبرون عن هذا العشق من خلال الحفاوة التى يلقون بها ضيوفهم من مسئولى الدولة. لا شك أن فرحة أهالى النوبة والسعادة التى بدت على الوجوه وغمرت القلوب تدحض ما يردده البعض أن النوبة تمثل خطرا على الأمن القومى المصرى وأن أهل النوبة يرغبون فى إعادة مملكتهم الموحدة التى ازدهرت لمدة سبعة قرون، من القرن السابع حتى القرن الرابع عشر. لقد أوضح هذا اللقاء أن المشكلة التى تعانى منها منطقة النوبة لا تكمن فى قلة الكوادر المدربة أو ندرة الشخصيات التى تلقت تعليما رفيعا لا يقل عن التعليم الذى تلقاه زوارها من رجال الدولة بل تكمن فى تجاهل هذه الشخصيات وتهميش دورها فى المحافل الرسمية.

لقد كان لقاء جمال مبارك والوزراء مع ممثلى النوبة عبارة عن حوار صريح غير موجه حيث عبر فيه الجميع عن المطالب والآمال التى لم تتحقق منذ التهجير فى أوائل الستينيات ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى أن كلمات المتحدثين لم تقتصر على المطالبة بحل المشكلات التى تؤرق مضاجع أهل النوبة بل اقترحوا الوسائل التى من شأنها أن تخفف من وطأة المعاناة وتدعم سبل تنمية المنطقة ومنها إنشاء أربع كليات جامعية واستعرض الحاضرون الأزمة التى تمر بها منطقة نصر النوبة التى لم يعد يمثلها نائب تحت قبة البرلمان وأوضحوا أن الوسيلة الوحيدة للتغلب على هذه المشكلة ولضمان التمثيل النيابى للمنطقة هو ضرورة فصلها عن دائرة كوم أمبو الانتخابية. وأكد أمين السياسات أن الرئيس على دراية كاملة بكل هذه المطالب وأن الحكومة سوف تبذل قصارى جهدها لتحقيق كل ما يمكن تحقيقه من آمال المواطنين وعلى رأسها تخصيص دائرة انتخابية لأهالى نصر النوبة.

ورغم أن اللقاء اشتمل على جوانب ايجابية تجعله لقاءا ناجحا إلا أننا لا نتوقع أن تكون مثل هذه اللقاءات خالية من السلبيات التى ينبغى الإشارة إليها. ومن أهم السلبيات التى يمكن تفاديها فى المرات القادمة هو تجاهل وتهميش بعض الشخصيات المؤثرة فى النوبة حيث لم يتم توجيه الدعوة لهم. من لا يصدق فليتصفح الوجوه التى تصدرت المقاعد فى هذا اللقاء. لقد اندهشت وتساءلت من الذى تولى دعوة الشخصيات التى حضرت اللقاء، ومن المسئول عن عدم دعوة شخصيات مؤثرة على الساحة النوبية حيث لعبت وتلعب دورا لا يستهان به من أجل النوبة وثقافتها وتراثها وقضاياها؟ إذا كنا نتفهم تلك التحفظات الحزبية على دعوة حجاج أدول الروائى المعروف أو أحمد إسحاق رئيس لجنة المتابعة فإننا نجد صعوبة فى تفهم الأسباب التى أدت إلى عدم دعوة الدكتور مجدى يونس ابن الحزب الوطنى وأمين التنظيم السابق الذى أعد ملف النوبة وعرضه على كبار المسئولين عندما كان فى موقعه الحزبى ولا نعرف لماذا لم يتم دعوة اللواء عبد الوهاب أبازيد الذى تطوع بحمل مطالب النوبة حيث عقد عدة لقاءات مع المجموعات النوبية تمخضت عن وثيقة تشتمل على المطالب الرئيسية. ما يثير الدهشة هو أن الدعوة قدمت لشخصيات غير نوبية ولا تعلم شيئا عن قضايا النوبة بل تسعى لاستثمار الموقف بغية تحقيق طموحاتها الشخصية. أما فى محيط النوبة فإن الدعوة قد اقتصرت على أمناء الحزب الوطنى فى قرى النوبة وأعضاء المجالس النيابية وبعض الشخصيات الطبيعية. وحقيقة لا نعرف من الذى يقرر ما إذا كان هذا الشخص أو ذاك قيادة طبيعية أو غير طبيعية وما هى المعايير التى تساهم فى تحديد ذلك.


إننا لا يمكن أن نعقد العزم على لقاء لم يدم سوى ساعة أو ساعتين فى حل كل المشكلات التى بدأت بسيطة ثم أصبحت معقدة بفضل تركها لسنوات طويلة غير أننا نستطيع أن نجزم أن اللقاء كان نموذجا للحوار البناء الذى يجب أن يسود كافة مناحى الحياة.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب النوبة بين الماضى والحاضر
- أهل النوبة ولفظة برابرة
- رجال الأعمال وانتخابات الأندية الرياضية
- سياسة إسرائيل الإعلامية
- قضايا التعليم بين الطلاب والمعلمين فى مصر
- وقوع العقوبة والإفلات منها
- أين مشاعر المودة بين أفراد الشعب الواحد؟
- جنوب أفريقيا: من العنصرية إلى العالمية
- المنتخب المصرى وتجربة كأس القارات
- الإعلام ورجال السياسة فى بلاد العم سام
- شعار أوباما: نعم نستطيع ... أن نتحاور
- انتبهوا أيها السادة...
- من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟
- حزب الله أم حزب إيران؟
- هل يمكن التخلص من السرقات الفكرية؟
- الصحافة وروز اليوسف وملف النوبة
- أزمة القيادة فى النوبة
- هل من سبيل للقضاء على الشكاوى الكيدية؟
- أهالى النوبة ومنطقة كركر
- فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - جمال مبارك وقضايا النوبة