أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟














المزيد.....

من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 08:34
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا شك أن العنوان الذى يختاره كاتب مقال أو مؤلف كتاب هو بمثابة عقد غير مكتوب بين الكاتب والقارئ، فالقارئ ينتقى ما يقرأه بناءا على عنوان المقال أو الكتاب غير أن ما يحتويه المقال أو الكتاب قد يأتى مخالفا للحقيقة ومرتكزا على أدلة باطلة، وهذا ما حدث فى مقال نشر فى جريدة مستقلة خلال الأيام الماضية. وهذا المقال كما هو مبين فى العنوان (الثروة والبيزنس والعبيد في عائلة الهضيبي) يتناول أسرة الهضايبة أى أسرة حسن الهضيبى الذى أصبح مرشدا عاما لجماعة الأخوان المسلمين فى 17 أكتوبر 1951.

لقد اعتقدنا للوهلة الأولى أن كاتبة المقال سوف تتناول حياة أسرة الهضابية وعلاقتها بالنشاط الدينى الذى مارسه أفرادها من خلال الانخراط فى جماعة الإخوان المسلمين غير أننا فوجئنا بكاتبة المقال تقحم النوبيين مشيرة إلى أن حاشية وخدم هذه الأسرة ترجع أصولها إلى أهل النوبة، وحسب قول الكاتبة فإن "أجداد هؤلاء الخدم النوبيين (كانوا) منذ سنوات طويلة عبيدا لدي عائلة حسن الهضيبي من عرب الصوالحة في شبين القناطر". من الواضح أن المقال تحول كليا من الحديث عن الأسرة إلى الحديث عن الخدم والحاشية ليصبح الهدف منه إيجاد العلاقة بين أهل النوبة وهذه الفئة ذات الأصول المتواضعة كونهم ينحدرون من سلالة العبيد. والدليل على هذا الطرح أن الكاتبة تزعم أن "جميع الخدم النوبيين في بيوت الهضايبة هم من عائلة واحدة". قد تجهل الكاتبة أن مجتمع النوبة ينقسم إلى ثلاث مجموعات: الكنوز والفاديجا وعرب العليقات، وهذه المجموعات تقيم فى قرى مختلفة يصل عددها إلى حوالى 43 قرية ولا أبالغ إذا قلت إن هنالك قبائل شتى حتى داخل القرية الواحدة وهذه القبائل بدورها تنقسم إلى سلالات صغيرة بحيث يعرف كل فرد انتماءه العشائرى والقبلى. من المؤكد أن نقص المعرفة يوضح لنا لماذا فشلت الكاتبة أن تحدد لنا الأصول التى تنحدر منها الحاشية التى تعمل لدى أسرة الهضايبة ومن هم أقاربهم فى النوبة وإلى أية مجموعة من المجموعات الثلاث تنتمى هذه الحاشية.

لعل الكاتبة قد فاتها أن الشعب المصرى يختلف عن شعوب الجزيرة العربية فى أنه ينحدر من أجناس وعناصر مختلفة تزاوجت واختلطت فيما بينها. وإذا اعتبرنا لون البشرة هو معيار الانتماء للنوبة فإننا سنواجه معضلة يصعب التعامل معها: أولا: ليس كل النوبيين أصحاب بشرة سمراء، فمنهم من ذوى البشرة البيضاء والشعر الناعم. ثانيا: ليس كل شخص من ذوى البشرة السمراء أو السوداء من أهل النوبة، فهناك مواطنون من ذوى البشرة السمراء والسوداء يعيشون فى الدلتا والبحر الأحمر وغيرها من أرجاء المعمورة ولا صلة أو قرابة لهم بأهل النوبة. إن الصلة الوحيدة التى قد نرصدها هى الانتماء للدين الاسلامى الذى ينبذ العنصرية. لقد طالعت ردا فى ذات الجريدة على المقال العنصرى حيث يسعى كاتبه للدفاع عن أهل النوبة قائلا إن النوبيين كانوا يمتلكون عبيدا فى منازلهم. وفى ظنى فإن ديننا لا يتسامح مع من يتفاخرون بهذه الوصمة التى باتت البشرية تخجل منها وتسعى لمحوها من ذاكرتها. وبالإضافة إلى ذلك فإننى لا أجد مبررا لتقسيم المواطنين إلى سلالة أسياد وعبيد. وإذا كان ذلك مقبولا فى الدول العنصرية فإنه من غير اللائق أن يحدث فى المحروسة حيث يشهد تاريخها أن سلاطين وحكام الدولة العباسية هم أول من جلبوا إلى مصر أطفالا صغارا (من الذكور والإناث) من شرق أوربا وتحديدا من تركيا البيزنطية وشرق أوروبا والقوقاز وتولوا رعايتهم وتربيتهم حتى يشتد عودهم ليصبحوا خدما وحاشية فى بلاط السلطان وكان يطلق على هؤلاء بالدقشرمة، وتشاء الأقدار أن يتولى هؤلاء المماليك حكم مصر أكثر من قرنين ونصف القرن أى فى الفترة من 1250-1517. لقد سعى محمد على للتخلص منهم بأن دبر لهم مذبحة القلعة فى عام 1811م غير أن عددا كبيرا منهم تسلقوا أسوار القلعة ولاذوا بالفرار. لقد كان حريا بالكاتبة ألا تبدد جهدها ووقتها فى إلحاق الألم النفسى لأسرة كادحة تنحدر من سلالة العبيد ويعمل أفرادها على كسب لقمة العيش بكرامة وعفة، كان من الأجدى أن تكشف النقاب عن الأسئلة التى تدور فى الأذهان ولا نرغب فى الإجابة عليها لأننا على يقين أن الحقيقة سوف تؤلمنا وتحدث شروخا فى نفوسنا. لقد كان يتعين على كاتبة المقال الإجابة على أسئلة مختلفة منها: أين أحفاد هؤلاء المماليك الذين فروا من القلعة؟ ولماذا لم يسع هؤلاء الأحفاد إلى التوصل إلى جذورهم والتعرف على أجدادهم؟ من الواضح أن هؤلاء الأحفاد يختبئون الآن كما اختبأ أجدادهم وباتوا مهتمين بسلالة الخدم والحشم فى أسرة هذا وذاك. لعل المحاولة الوحيدة للإجابة على هذه الأسئلة نجدها فى كتاب (تراث العبيد في حكم مصر المعاصرة) نشر عام 1995م غير أن مؤلفه (ع.ع.) لم يستطع كتابة اسمه كاملا ليستبدله بالأحرف الأولى.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله أم حزب إيران؟
- هل يمكن التخلص من السرقات الفكرية؟
- الصحافة وروز اليوسف وملف النوبة
- أزمة القيادة فى النوبة
- هل من سبيل للقضاء على الشكاوى الكيدية؟
- أهالى النوبة ومنطقة كركر
- فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟
- الفساد فى ولاية أوباما
- قضية الفرص الضائعة
- حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة
- هل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟
- متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟
- سقوط أقنعة وعمامات التحريض
- المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟
- مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة
- هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- ظاهرة المتناقضات فى الشخصية المصرية
- العنف من المدرسة إلى الشارع المصرى
- جامعة أسوان ... متى سترى النور؟ __1
- لايزال التحقيق مستمرا فى النوبة....


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟