أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية














المزيد.....

هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يحقق أوباما هذا الفوز الكاسح فى الانتخابات الأمريكية. ورغم أن كل استطلاعات الرأى كانت تشير إلى تقدم أوباما تقدما ملحوظا على منافسه الجمهورى جون ماكين فإن معظم المحللين كانوا يشككون فى نتائج هذه الاستطلاعات ويتوقعون انهيارها أمام صناديق الاقتراع تماما كما حدث مع الأمريكى ذى الأصول الأفريقية توم برادلى، مرشح الحزب الديمقراطى لمنصب حاكم كاليفورنيا فى عام 1982م الذى كان يتقدم على منافسه الجمهورى فى استطلاعات الرأى بفارق كبير ولكنه انهزم فى الانتخابات حيث تبين أن الناخبين فعلوا شيئا مختلفا عندما اختلوا بأنفسهم داخل قاعة الاقتراع وهذا عرف فيما بعد ب"ظاهرة برادلى". الغريب أن أوباما اثبت عدم صحة هذه الظاهرة حيث اكتسح منافسه حتى فى الولايات التى فاز فيها مرشحو الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية السابقة. كما اثبت إخفاق الكثير من المحللين والكتاب العرب وعلى رأسهم الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل فى قراءة الانتخابات الأمريكية. لقد ظل هيكل يؤكد فى أحاديثه الفضائية استحالة فوز أوباما فى ظل التمييز العنصرى الذى يقبع على صدر المجتمع الأمريكى.

لقد عبر هيكل فى قناة الجزيرة عن توقعاته ورؤيته لنتائج الانتخابات الأمريكية حيث قال إنه لا يتصور أن يقوم المجتمع الأمريكى بانتخاب ملون أو امرأة لأن "المجتمع الأمريكى ليس مؤهلا لهذا" وزعم أنه يعرف المجتمع الأمريكى حق المعرفة ويعرف خبايا التمييز العنصرى فى هذا المجتمع. لقد أظهرت النتائج خطأ هذا التحليل وعندئذ جاء هيكل مرة أخرى لتفسير النتيجة التى لم يتوقعها حيث يقول إن انتخاب أوباما "دليل على المرونة الهائلة الأمريكية، دليل على انفتاح العقل الأمريكى لتقبل ما لا يمكن التفكير فيه." من اللافت للنظر أن هيكل لم يشر إلى هذه المرونة إلا بعد أن فاز أوباما فوزا كاسحا. ومن الملاحظ أيضا أنه قلل من أهمية العوامل التى أدت إلى فوز أوباما على منافسه الجمهورى حيث يرى أن أوباما شاب صغير يفتقد إلى الخبرة وأن الأمريكيين تعاطفوا معه. لا شك أن هذا التفسير يتناقض كليا مع الأسباب التى ساقها لإثبات استحالة فوز أوباما ومنها أن "المجتمع الأمريكى ليس مؤهلا لهذا" أى أن المجتمع الأمريكى ليس مؤهلا للتعاطف مع شاب ملون لا يمتلك خبرة أو تجربة.

لعل مثل هذه التفسيرات المتناقضة كانت جاهزة بصرف النظر عن النتيجة: إذا فشل أوباما فهذا معناه "التمييز العنصرى"—الذى يمثل عدم مرونة—وإذا نجح فإن ذلك "دليل على المرونة الهائلة الأمريكية". وفى ظنى فإن هيكل ربما تأثر بالحقبة التى قضاها فى الولايات المتحدة فى الستينيات حين كان صحفيا يغطى الأزمات العنصرية التى خاضها المجتمع الأمريكى. وهذه التجربة دفعته إلى الاعتماد على "التمييز العنصرى" كأحد العوامل التى قد تعرقل انتخاب رئيس ملون. من الواضح أن أوباما نجح فى أمرين: 1. الانتخابات الأمريكية 2. اثبت أن كتابنا قد جانبهم الصواب فى فهم التغير الذى طرأ على المجتمع الأمريكى بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر.

قد تذكرنا الرؤية التى طرحها هيكل بأقوال ماكين خلال الحملة الانتخابية حيث ظل يردد أن منافسه يعوزه الخبرة والتجربة، إذ لم يقض فى الكونجرس سوى سنوات قليلة قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وهذا صحيح غير أن هذا الكلام لم ينجح فى إثناء الأمريكيين عن إعطاء أصواتهم لأوباما. لقد قارن الناخب الأمريكى بين الرؤى التى يقدمها المرشحون للتعامل مع الأزمات التى يعيشها. لقد استطاع أوباما أن يعبر عن فهمه للأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد واستطاع أن يقدم منهجا واضحا للتقليل من أثاره. وربما يعتقد القارئ أن أوباما امتلك عصا سحرية جذبت له الناخبين. صحيح أن أوباما يمتلك قدرات خطابية هائلة وتعبيرات ساحرة يفتقدها منافسه الجمهورى إلا أنه فى الوقت نفسه استعان بجيش من الخبراء الذين استطاعوا بلورة برنامجه الانتخابى. ومن المسلم به أن أوباما لم يكن ليحقق النجاح المأمول لو أنه خاض الانتخابات بعيدا عن مؤازرة الحزب الديمقراطى الذى سخر له كل كوادره وإمكاناته. ورغم كل ذلك فإننا نقول إن المجتمع الأمريكى قد قفز قفزات هائلة فوق أسوار العنصرية التى ظلت تحاصره وتقبع على أنفاسه منذ زمن بعيد.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة المتناقضات فى الشخصية المصرية
- العنف من المدرسة إلى الشارع المصرى
- جامعة أسوان ... متى سترى النور؟ __1
- لايزال التحقيق مستمرا فى النوبة....
- سارة بالين: هل تصلح نائبة للرئيس الأمريكى؟
- مشاعر عامة الناس ومقتل سوزان تميم
- ملاحظات حول قانون المرور بعد تطبيقه
- الشركات المصرية الحديثة وحقوق المستهلك
- خطورة تعارض المصالح والاحتكار على مستقبل البلدان
- دروس اولمبياد بكين
- من ينقذنا من أخطاء الأطباء؟
- لا تصافحنى.. فإننى لا أصافح
- لا للمتاجرة بمطالب أهل النوبة
- هل فشلنا فى مواجهة الغش فى الامتحانات؟
- جرائم فى حق التعليم فى مصر
- هل يمكن أن تتحاور الثقافات المتباينة؟
- المحمول وسنينه
- هل سيرقص المسلمون إذا فاز حسين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ...
- ماذا نعرف عن التعليم فى إسرائيل؟
- حماس وحزب الله والأيادى الغريبة خلفهما


المزيد.....




- والد جاريد كوشنر يشعل تفاعلا بصور أداء القسم سفيرا لأمريكا ف ...
- قائمة أفضل شركات طيران في العالم لعام 2025
- -رجعنا للدار-.. بسمة بوسيل توضح آخر التطورات الصحية لابنها آ ...
- البدلة البيضاء تتصدّر صيحات صيف 2025 مع إطلالات النجمات
- إيران تكشف سبب استهداف مستشفى سوروكا
- صاروخ إيراني يضرب منطقة تجارية قرب تل أبيب.. ومراسل CNN يرصد ...
- الصراع الإيراني-الإسرائيلي يخلق انقسامًا بين صفوف الجمهوريين ...
- إسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف ع ...
- استهداف مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إيران بالرد
- لغرض حمايتها.. واشنطن تحرك سفنا وطائرات من قواعد في الخليج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية