أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - سقوط أقنعة وعمامات التحريض














المزيد.....

سقوط أقنعة وعمامات التحريض


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما بدأت القوات الإسرائيلية هجوما بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة تولى أمين عام حزب الله الشيخ حسن نصر الله مهمة التصدى لهذا العدوان الغاشم من خلال اتهام مصر بالخيانة والتواطؤ مع الكيان الإسرائيلى ولم يكتف بذلك بل قام بتحريض الشعب المصرى للخروج فى مظاهرات عارمة وحث الجيش للضغط على قادته لإنهاء معاناة الفلسطينيين فى غزة، حينئذ تعرض الشيخ لهجوم عنيف من الصحافة المصرية سواء القومية أو الحزبية أو المستقلة حيث تحداه الصحفيون بأن يقدم نموذجا للتضحية التى من شأنها أن تخفف الضغط على مقاتلى وأهالى غزة لاسيما أن لدى حزب الله ترسانة من الصواريخ ذات قدرات متقدمة وتختلف عما فى حوزة حماس لكن مداها لا يتجاوز شمال حيفا كما تبين خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان فى عام 2006م. الغريب أن الشيخ حسن نصر الله لم يكذب خبرا حيث ظهر على شاشات الفضائيات يوم الأربعاء 7 يناير ليلقى خطبة عصماء من مخبأه السرى فى جنوب لبنان، وأخذ يهدد الكيان الإسرائيلى بالثبور وعظائم الأمور قائلا إن كل الخيارات مفتوحة أمام حزب الله إذا استمرت إسرائيل فى اعتداءاتها على أهالى غزة أى أن حزب الله سوف يمارس هوايته فى إطلاق الصواريخ على المدن والقرى فى شمال إسرائيل. وهنا علت أصوات وهتافات مؤيديه ومريديه سواء فى لبنان أو فى الدول العربية والإسلامية التى تختبئ وراء حزب الله. لقد كان الشيخ يعتقد ويتمنى أن ترتعد أواصل إسرائيل فور سماع التهديدات وتتوقف بوارجها عن إطلاق الصواريخ وتتوقف طائراتها عن إلقاء القنابل الفسفورية والعنقودية وتهتز فوهات مدافعها ودباباتها غير أن إسرائيل لم تلتفت لكلمات الشيخ ولم تأخذ بعين الاعتبار العبارات النارية التى انطلقت من فمه وظلت تمارس هوايتها فى ضرب أهدافها فى غزة.

من المؤكد أن هذه الكلمات والعبارات النارية التقطتها بعض العناصر فى لبنان لكى يتسلل بعض أفرادها يوم الخميس 8 يناير إلى جنوب لبنان حيث أطلقوا منها أربعة صواريخ من طراز كاتيوشا أسفرت عن إصابة بعض المدنيين فى شمال إسرائيل. وكان الهدف من هذه الصواريخ هو استدراج إسرائيل لفتح جبهة فى جنوب لبنان، جبهة من شأنها تخفيف الضغط على سكان غزة. وبالفعل ردت المدافع الإسرائيلية على مواقع إطلاق الصواريخ. لقد كنا نظن أن حزب الله لن يفوت الفرصة التى قدمت له على طبق من فضة وسوف يرد على الاعتداء الإسرائيلى بإطلاق صواريخها على المدن والقرى فى شمال إسرائيل غير أن حزب الله سارع بنفى صلته بصواريخ الكاتيوشا مؤكدا التزامه ببنود القرار الدولى 1701. وقامت الحكومة اللبنانية بإصدار بيان يدين الاعتداء على إسرائيل وأنها سوف تجرى تحقيقا لكشف الجهة التى قامت بإطلاق الصواريخ. وفى الواقع فإن الصواريخ الأربعة التى انطلقت تجاه إسرائيل لم تحدث أضرارا فى الدولة العبرية بقدر ما أزاحت الأقنعة عن بعض الوجوه وأسقطت العمامات السوداء من بعض الرؤوس ووضعت نهاية لبعض الأساطير فى النفوس. لقد راهن مطلقو الصواريخ على حزب الله كمنقذ لأهالى غزة ليكتشفوا سريعا أن الشعارات والكلمات الرنانة لا أساس لها على أرض الواقع.

لا شك أن منفذى هذه العملية فى جنوب لبنان يضربون الآن أخماسا فى أسداس ولا يملكون سوى تساؤلات تعبر عن دهشتهم وتعكس حماقتهم حين انساقوا وراء العبارات والأصوات التى تعشق الفضائيات. ولعل القارئ يساهم فى الإجابة عن بعض هذه التساؤلات: منها إذا كان حزب الله يحرض المصريين ويحثهم على نقض بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل فلماذا سارع بإعلان التزامه بنصوص القرار الدولى 1701؟ ولماذا لم نر مظاهرات فى لبنان تندد بالموقف المتخاذل لحزب الله الذى سارع بتبرئة ساحته مؤكدا عدم مسئوليته وعدم تأييده لإطلاق الصواريخ؟ بالطبع يعى حزب الله الدرس ويدرك الثمن الذى دفعه اللبنانيون فى حرب تموز "يونيو" 2006م وهى الحرب التى استمرت أكثر من شهر. وحسب التقرير الذى قدمه الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن فى 12 سبتمبر 2006م فإن أكثر من ألف وخمسمائة مواطن لبنانى من المدنيين والمسلحين لقوا مصرعهم وسقط أكثر من أربعة آلاف جريح واضطر نصف مليون مواطن لترك منازلهم والنزوح بعيدا عن مناطق القتال وتحول بعضهم إلى لاجئين فى مصر وسوريا، كما تم تدمير البنية التحتية والفوقية للمدن والقرى اللبنانية خاصة فى المناطق الجنوبية والشرقية وحتى بيروت لم تجد من ينقذها من قصف الطائرات الإسرائيلية. وفى المقابل فإن إسرائيل لم تخسر سوى 43 قتيلا من المدنيين و117 من العسكريين. لعل هذه هى الدروس التى ساهمت فى سقوط أقنعة وعمامات التحريض.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟
- مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة
- هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- ظاهرة المتناقضات فى الشخصية المصرية
- العنف من المدرسة إلى الشارع المصرى
- جامعة أسوان ... متى سترى النور؟ __1
- لايزال التحقيق مستمرا فى النوبة....
- سارة بالين: هل تصلح نائبة للرئيس الأمريكى؟
- مشاعر عامة الناس ومقتل سوزان تميم
- ملاحظات حول قانون المرور بعد تطبيقه
- الشركات المصرية الحديثة وحقوق المستهلك
- خطورة تعارض المصالح والاحتكار على مستقبل البلدان
- دروس اولمبياد بكين
- من ينقذنا من أخطاء الأطباء؟
- لا تصافحنى.. فإننى لا أصافح
- لا للمتاجرة بمطالب أهل النوبة
- هل فشلنا فى مواجهة الغش فى الامتحانات؟
- جرائم فى حق التعليم فى مصر
- هل يمكن أن تتحاور الثقافات المتباينة؟
- المحمول وسنينه


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - سقوط أقنعة وعمامات التحريض