أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - أزمة القيادة فى النوبة














المزيد.....

أزمة القيادة فى النوبة


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 07:06
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


من الواضح أن بعض المجتمعات باتت تربة خصبة وصالحة لتعدد القيادات من ذوي الآراء المتباينة. فالنوبة المصرية تكتظ بالقيادات الطبيعية والشعبية والحزبية وهذه القيادات تتبني آراء مختلفة حول القضايا المطروحة علي الساحة وتتنافس فيما بينها للاستئثار بمفاتيح الحل. والملاحظ أن الأزمة الحقيقية التى تمر بها النوبة تكمن فى تلاشى دور حملة العلم والثقافة الذين تواروا بعيدا عن الأضواء تاركين مواقع القيادة للطامعين من ذوى القدرات المحدودة والذين ترتكز شعبيتهم على تقديم الخدمات الفردية للبسطاء من المواطنين ولا يمكن بأى حال من الأحوال الاعتماد عليهم حين يتعلق الأمر بالقضايا المصيرية.

لقد لاحظ القاصى والدانى أن هنالك تباينا وتضاربا فى الآراء الواردة من النوبة والتى تتعلق بمدى صلاحية الموقع الأول لمنازل المغتربين (كركر)، وهو الموقع الذي شهد احتفالية وضع حجر الأساس في 19 مارس المنصرم. من المهم أن نشير إلى أن محافظ الإقليم قد أكد في أكثر من مناسبة بأنه لم يتدخل من قريب أو بعيد في اختيار الموقع. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: إذا كان المحافظ يبرئ ساحته من هذا الاختيار فمن هم أصحاب القرار المصيري. لقد تبين أن لجنة سداسية أو سباعية من قيادات نوبية قد قامت بالموافقة علي هذا الموقع. وفى المقابل فإن هنالك مجموعه أخري من قيادات النوبة تعارض هذا الاختيار وهذه المجموعة تتساءل: ما هي مبررات اختيار الموقع؟ وهل تم أخذ رأى المتخصصين في أمور التربة أو طبقات الأرض؟ ولماذا لم تستعن اللجنة برأى علماء معهد الزلازل في أسوان؟ وهل الطموحات والتطلعات الشخصية حالت دون التريث؟ أؤكد مرة أخرى أن هذه التساؤلات ليست من بنات أفكارى ولكنها تساؤلات تتناقلها الألسن عبر الهاتف وفى جلسات السمر وفي مواقع مختلفة على شبكه المعلومات.

أعتقد أن المشكلة التي تعاني منها النوبة لا تكمن في ضرورة بناء منازل مغتربي الكنوز والعرب والفاديجا حول ضفاف البحيرة بقدر ما تشير إلى أحوال النوبة فى منطقة التهجير التى لم تعد يمثلها نائب تحت قبة البرلمان كما كان يحدث طوال العقود الماضية. ما يثير الأسى هو أن النوبة لم تعد قادرة علي إنجاب شخصية كاريزمية تعبر عن آمال الجماهير وطموحاتها دون الالتفات لإحراز أهداف رخيصة، شخصية تمتلك فكرا وضميرا وطنيا ولديه القدرة علي بناء ودعم جسور الثقة بين الأهالي والحكومة كما كان يحدث في عهد النائب ماهر إسماعيل وعبد الستار ميرغني ومختار جمعة وغيرهم. من المؤكد أن اختفاء مثل هذه الشخصيات الكاريزمية المخلصة قد أحدث فراغا كبيرا فى الساحة السياسية. ولأن الطبيعة تكره الفراغ فقد تهافت الكثيرون لملء هذا الفراغ وهذا الموقف أدى إلى تعدد المتطلعين لتناول كاس الزعامة الذي تحطم بين أيديهم لتنتشر رائحة الدماء التي تتساقط من أطراف أصابعهم. ومن سخرية القدر أن تسعي شخصيات معروفة لملء هذا الفراغ معتقدين أن الزهايمر محا من ذاكرة الأهالى المواقف التى ساهمت فى إسقاط مرشح الحزب الوطني وممثل نصر النوبة وأدت إلى الفراغ السياسى الذى تعيشه المنطقة الآن.

لا أبالع إذا قلت إن الفرق بين أهالى النوبة وأهالى القرى المتاخمة لها هو أن أهالى القرى الأخرى تشجع وتدفع وتعلى من شأن شبابها المثقف بينما أهالى النوبة لا يعيرون اهتماما لأصحاب العلم والثقافة بل ربما ينظرون بعين الريبة لكل من له صلة بهما تماما كما كان يفعل غوبلز وزير إعلام هتلر الذى قال: "عندما أسمع كلمة ثقافة أتحسس مسدسى". الدليل على هذا الطرح هو أن النوبة تشهد بين الفينة والفينة مذبحة لكل من يسطع نجمه من الشباب. فبالأمس القريب كان هنالك شاب مثقف وحاصل على أرفع الشهادات الجامعية يتولى موقعا قياديا مؤثرا فى الحزب الوطنى حيث عمل بكل إخلاص وجهد لنشر مبادئ الحزب فى القرى والنجوع التى كان يجوبها دون كلل أو ملل واستطاع بما لديه من قدرات خطابية فائقة أن ينال إعجاب الشيوخ والشباب غير أنه لقى جزاء سنمار حيث اتفقت عليه طيور الظلام وحاكت المؤامرات تلو المؤامرات حتى نجحت فى استبعاده من صفوف هيئة المكتب.

لن تقوم قائمة للنوبة وأهلها إذا لم تعل قيمة العلم والثقافة فى ربوعها ويتولى الأكفاء من أبنائها المواقع القيادية سواء فى الحزب أو المجالس الشعبية. أما إذا بقيت الأحوال على ما هى عليها فسوف نعيش فى ظل تعدد القيادات من ذوي الآراء المتضاربة التى تمثل عائقا نحو التوصل لحل القضايا المصيرية. روز اليوسف، عدد 1147، 13 إبريل 2009م، ص 9.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من سبيل للقضاء على الشكاوى الكيدية؟
- أهالى النوبة ومنطقة كركر
- فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟
- الفساد فى ولاية أوباما
- قضية الفرص الضائعة
- حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة
- هل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟
- متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟
- سقوط أقنعة وعمامات التحريض
- المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟
- مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة
- هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- ظاهرة المتناقضات فى الشخصية المصرية
- العنف من المدرسة إلى الشارع المصرى
- جامعة أسوان ... متى سترى النور؟ __1
- لايزال التحقيق مستمرا فى النوبة....
- سارة بالين: هل تصلح نائبة للرئيس الأمريكى؟
- مشاعر عامة الناس ومقتل سوزان تميم
- ملاحظات حول قانون المرور بعد تطبيقه
- الشركات المصرية الحديثة وحقوق المستهلك


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - أزمة القيادة فى النوبة