أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟














المزيد.....

فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:28
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لن ينسى النوبيون حدثين عظيمين لسنوات طويلة قادمة. الحدث الأول هو تهجيرهم إلى موقعهم الجديد فى شمال كوم أمبوا منذ أكثر من أربعين عاما. أما الحدث الثانى فهو يتمثل فى يوم الخميس 19 مارس 2009م حيث تم وضع حجر الأساس لبناء منازل مغتربى النوبة (الكنوز) فى الموقع الأول وهو وادى كركر أو وادى الأمل. وهذا اليوم يتواكب أيضا مع استقلال طابا الذى أصبح عيدا قوميا تتعطل فيه المدارس والجامعات. وتشاء الأقدار أن يكون الرئيس الذى أعاد لنا طابا هو الذى أدخل الفرحة فى قلوب النوبيين بعد أن كاد أن يستبد بهم اليأس وينال منهم الكلل والملل.

لقد عمت الفرحة القرى النوبية وانطلقت الزغاريد فى أرجائها فور تلقى خبر وضع حجر الأساس لبناء منازل مغتربى النوبة من الكنوز فى منطقة كركر وهى بالمناسبة عبارة عن وادى لا يبعد كثيرا عن ضفاف الشاطئ وعلى بعد خطوات من مطار أسوان. وقد انتقلت أكثر من مائتى سيارة وأتوبيس حاملة الجماهير من كل قرى النوبة شمالها وجنوبها إلى موقع الاحتفالية لتمتلئ القاعة عن بكرة أبيها بأهل النوبة من الشباب والرجال والنساء اللاتى لم يكتفين بالفرجة بل لعبن دورا بارزا سواء بالهتاف أو الزغاريد أو توزيع البلح والفشار على الحاضرين.

ثم توالت الكلمات التى ألقاها ممثلو القيادات الحزبية والطبيعية حيث أكد خبير جمال وهو من القيادات الطبيعية أن النوبيين معتزون بوطنيتهم ولا يقبلون المزايدة أو التشكيك فى هذه الوطنية تحت أى ظرف من الظروف وهم مواطنون مخلصون يعشقون تراب الوطن ولا يتوانون عن تقديم التضحيات كلما كانت الحاجة إلى ذلك وهذا ما فعله آباؤهم عندما قبلوا دون تردد الانتقال لموقعهم الحالى تاركين خلفهم عظام أجدادهم التى تقبع الآن تحت مياه البحيرة. أما كلمة اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان فقد أثلجت قلوب الأهالى الذين ربما ظلوا لفترة طويلة غير مصدقين ما يحدث وربما ظن بعضهم أنهم مازالوا يغطون فى نوم عميق يحلمون فيه بالعودة إلى ضفاف النيل الذى عشقوه فعشقهم. لم يصدق أهل النوبة لأنهم اعتادوا على صمت المسئولين ولم يخطر ببال أحدهم أن محافظا سوف يحقق ما تحقق قبل مضى عام على تعيينه. فبعد مضى ثلاثة أيام على تعيينه محافظا لأسوان فى 14 إبريل الماضى وفور تلقيه الضوء الأخضر من الرئيس مبارك قام المحافظ الجديد بفتح الملف الشائك بالتنسيق مع القيادات الحزبية والشعبية والطبيعية حيث قرر وقف كافة المشروعات الاستثمارية حول البحيرة وتم اختيار الموقع الأول فى منطقة كركر بناءا على رغبة الأهالى لتتبعها فى المستقبل القريب المواقع الثلاثة أو الأربعة التالية حول البحيرة لبناء 4721 منزل لمغتربى النوبة ليتبقى 500 منزل طالب مستحقيها ببنائها داخل مركز نصر النوبة. والجدير بالذكر أنه تم تخصيص 3500 فدان لتعويض المضارين من المغتربين ليتبقى 6500 فدان (منحة من رئيس الجمهورية) يتولى أبناء النوبة توزيعها فيما بينهم. وبالإضافة إلى ذلك فقد قرر المحافظ إلغاء نظام المزاد العلنى لبيع أراض متخللات المساكن حيث قدر بيع المتر ب10 جنيهات بدلا من خمسين جنيها على أن تؤول حصيلتها لإضافة المزيد من الخدمات.

اللافت للنظر أن فرحة جموع الأهالى كادت تتبخر بفضل الكلمات الطائشة التى وردت فى جريدة الشروق الصادرة فى 19 مارس 2009م— أى فى نفس يوم الاحتفال المشهود— ومفادها أن النوبيين يدعون إلى انتفاضة شعبية فى 6 ابريل يتضمن وقفات احتجاجية متزامنة داخل وخارج مصر وأمسيات بالشموع. وأن تلاميذ وطلاب النوبة لن يذهبوا إلى المدارس والجامعات وهذه المواقف سوف تستمر لحين تنفيذ مطالبهم وفى مقدمتها حق العودة الأصلى لمواطنى النوبة حول بحيرة السد العالى. ويبدو أن هذا الخبر قد تم صياغته ليلا قبل حلول فجر الخميس 19 مارس وربما يصدق المرء الخبر لو أنه لم يحضر اللقاء أو لم يشهد بأم عينيه الجماهير الممثلة لكافة قرى النوبة وعددها 43 قرية حيث جاء من يمثل كل فئات المجتمع من كبار السن والشباب والنساء.

ولعل المحافظ على حق فى إبداء مشاعر الضيق جراء الكلمات الشاردة التى جاءت فى جريدة الشروق غير أن المصادر التى مدت الجريدة بالمعلومات المضللة ربما تهدف إلى سرقة الفرحة من قلوب أهل النوبة وتهدف إلى تحطيم المصابيح التى تنير طرقاتهم وشوارعهم ولا ترغب فى أن تشرق الشمس مرة أخرى لنعيش على الدوام فى ظلام حالك. لسنا فى حاجة إلى أن نذكر المحافظ الهمام ذا الصدر الرحب بالكلمات التى جاءت على لسانه خلال الاحتفال حيث طالب أهل النوبة بعدم الالتفات لبعض الصغائر ولبعض مثيرى الفتن مع التأكيد على توحيد الصف النوبى. روز اليوسف، عدد 1129، 23 مارس 2009م، ص9.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد فى ولاية أوباما
- قضية الفرص الضائعة
- حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة
- هل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟
- متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟
- سقوط أقنعة وعمامات التحريض
- المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟
- مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة
- هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- ظاهرة المتناقضات فى الشخصية المصرية
- العنف من المدرسة إلى الشارع المصرى
- جامعة أسوان ... متى سترى النور؟ __1
- لايزال التحقيق مستمرا فى النوبة....
- سارة بالين: هل تصلح نائبة للرئيس الأمريكى؟
- مشاعر عامة الناس ومقتل سوزان تميم
- ملاحظات حول قانون المرور بعد تطبيقه
- الشركات المصرية الحديثة وحقوق المستهلك
- خطورة تعارض المصالح والاحتكار على مستقبل البلدان
- دروس اولمبياد بكين
- من ينقذنا من أخطاء الأطباء؟


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟