أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - جنوب أفريقيا: من العنصرية إلى العالمية














المزيد.....

جنوب أفريقيا: من العنصرية إلى العالمية


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 05:51
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لا جدال أن الأحوال الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية فى دولة من الدول قد تسوء لدرجة أن بعض مواطنيها قد يصابون بيأس بالغ يفقدون على أثره أى أمل فى إنصلاح الأحوال غير أن الأوضاع الخاطئة والسياسات الفاشلة المنبوذة لا تدفع عجلة التقدم إلى الإمام بل تدفعها إلى الخلف وهذا الأمر قد يؤدى إلى انهيار كيان الدول والإمبراطوريات. وفى ظنى فإن إيمان فئة من أفراد الشعب، قل عددهم أم كثر، قد يبدل الأوضاع ويعجل بتصحيح الأخطاء لإنقاذ الوطن وهذا ما حدث فى جنوب أفريقيا. لا نضيف جديدا إذا قلنا إن جنوب أفريقيا قد قامت على سياسات عنصرية أدت إلى عزلتها عن العالم وأكسبتها سمعة سيئة لم تستطع تحملها حتى النهاية. وفور الرجوع عن السياسات والممارسات غير الأخلاقية فإن جنوب أفريقيا استطاعت أن تتبوأ مكانة عالمية فى مجالات مختلفة لم تستطع أية دولة افريقية تحقيقها. وفى نفس الوقت نقول إن المعاناة الطويلة والحرمان الذى عانى منه السكان السود والملونون ترك جرحا غائرا لم يندمل بعد، جرح نراه متجسدا فى نسبة الجرائم التى تعانى منها هذه الدولة.

من المعروف أن جنوب أفريقيا تقع فى جنوب القارة السوداء وتبلغ مساحتها 2798كم2 ولا يزيد عدد سكانها عن 48 مليون نسمة، حوالى 80% منهم ينتمون إلى الأفارقة السود. لقد عانت هذه الدولة من سياسات الفصل العنصرى أكثر من ستين عاما وتحديدا منذ عام 1948م ولم تتخل عن هذه السياسات بعد أن حصلت على استقلالها من بريطانيا العظمى فى عام 1961م حيث تم تقسيم الشعب إلى ثلاثة عناصر: البيض والملونون والسود. قد لا يعلم الكثيرون أن البيض هم النازحون من أوربا إبان اكتشاف الثروة المعدنية والملونون هم الأسيويون الذين تم جلبهم للعمل فى مناجم الذهب. أما السود فهم السكان الأصليون الذين ينتمون الى قبائل الهوسا والزولو. ويعتبر الرئيس فردريك دى كليرك (1989م-1994م) هو أول من هوى بمعوله على صخرة العنصرية فى جنوب أفريقيا، الصخرة التى احتوت أحشاؤها على ترسانة من التشريعات العنصرية البغيضة وعقب انتهاء العنصرية فى جنوب إفريقيا فى عام 1990م وما تبعه من إطلاق سراح نيلسون منديلا الذى قضى قرابة 27 عاما فى سجون بريتوريا، فقد تبنت الدولة النظام الديمقراطى كوسيلة لانتقال السلطة وتجلى ذلك فى الانتخابات التى أجريت فى 27 ابريل عام 1994م حيث نجح حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى برئاسة مانديلا فى الحصول على أغلبية الأصوات . لقد قرر منديلا أن يتخذ خطوات جريئة لرأب الصدع فى المجتمع ذى الثقافات المتعددة حيث بادر بتشكيل لجنة مصالحة وتقصى حقائق مهمتها إماطة اللثام واللجام عن الجرائم التى ارتكبت خلال مرحلة الفصل العنصرى.

ولم تدخر لجنة المصالحة والبحث عن الحقيقة التى ترأسها القس ديزموند توتو جهدا فى سماع شهادة كل من تعرض للتعذيب أو التنكيل فى ظل النظام العنصرى وتقدم إليها أيضا بالشهادة مرتكبو الجرائم السياسية طالبين العفو والمغفرة عن الجرائم التى ارتكبوها وكان الهدف من وراء ذلك هو إحداث مصالحة قومية من شأنها أن تساهم بشكل إيجابى فى التحول إلى النظام الديمقراطى. ورغم جهود لجنة المصالحة فى تضميد الجراح إلا أن الآثار المترتبة على سنوات الفصل العنصرى ستظل تلقى بظلالها على السلام الاجتماعى فى جنوب أفريقيا. لقد أجرت الأمم المتحدة إحصائية للجرائم التى ارتكبت حول العالم فى الفترة من 1998-2000 حيث تأتى جنوب أفريقيا على قمة دول العالم قى جرائم الاغتصاب وفى جرائم اختطاف السيارات والسرقة والمخدرات وتعتبر العاصمة جوهانسبرج أخطر مدن العالم قاطبة مما حدا بكل مواطن بحمل سلاح نارى لحماية النفس والعرض.

من الواضح أن اللجنة استطاعت تحقيق الكثير من أهدافها وأهمها ترسيخ الحس القومى وتدعيم الانتماء الوطنى. وهذا كان كافيا لتتفرغ الحكومة لتحقيق الوئام مع العالم الخارجى وفى ظنى فإنها نجحت فى تحسين صورة البلاد من خلال تنظيم واستضافة حدثين كبيرين. لقد استضافت جنوب أفريقيا كأس العالم للقارات فى يونيو 2009م وهو المحفل الذى لن ينساه المصريون حيث تألق فيه الفريق المصرى ملحقا الهزيمة بالفريق الايطالى الذى حصل على كأس العالم فى عام 2006م وكاد أن يفعلها مع الفريق البرازيلى لولا سوء الحظ. أما الحدث الثانى الذى سيشهده العالم فى جنوب أفريقيا فهو كأس العالم رقم 19 فى عام 2010م وهذا حدث تاريخى بالنسبة لهذه الدولة التى تعتبر أول دولة افريقية تشهد مدنها فعاليات هذا الحدث العظيم. لقد استطاعت جنوب أفريقيا فى فترة وجيزة اعدد وتجهيز تسع ملاعب رياضية فى تسع مدن هى ديربان وكيب تاون وبلومفنتين ونلسبرويت وبورت اليزابيث وبريتوريا وجوهانسبرج وراستنبرج وبلوكوين.

وليس سرا أن انجازات هذه الدولة التى كانت مثار سخرية واستهجان العالم إبان مرحلة الفصل العنصرى أو الأبارتايد لا ينحصر فى المجال الرياضى فحسب بل امتدت إلى مجال حيوى وهو التعليم. لقد أصبحت لدى جنوب أفريقيا ثلاث جامعات فى قائمة الخمسمائة جامعة وهى جامعة كيب تاون "رقم 201" وجامعة ويتووترساند "رقم 303" وجامعة كوازولوناتال "رقم 402". روز اليوسف، عدد 1219، 6 يوليو 2009م، ص9.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتخب المصرى وتجربة كأس القارات
- الإعلام ورجال السياسة فى بلاد العم سام
- شعار أوباما: نعم نستطيع ... أن نتحاور
- انتبهوا أيها السادة...
- من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟
- حزب الله أم حزب إيران؟
- هل يمكن التخلص من السرقات الفكرية؟
- الصحافة وروز اليوسف وملف النوبة
- أزمة القيادة فى النوبة
- هل من سبيل للقضاء على الشكاوى الكيدية؟
- أهالى النوبة ومنطقة كركر
- فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟
- الفساد فى ولاية أوباما
- قضية الفرص الضائعة
- حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة
- هل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟
- متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟
- سقوط أقنعة وعمامات التحريض
- المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟
- مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - جنوب أفريقيا: من العنصرية إلى العالمية