أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مطالب النوبة بين الماضى والحاضر














المزيد.....

مطالب النوبة بين الماضى والحاضر


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 08:02
المحور: حقوق الانسان
    


أبدى الرئيس مبارك تفهما لمطالب أهل النوبة وأصدر تعليمات صريحة بضرورة تلبية مطالبهم وأحدثت هذه المواقف وقعا طيبا فى نفوس أهل النوبة فى الداخل والخارج حيث استقبله أعضاء الجالية النوبية بواشنطن بباقات الورود. ما يثير الدهشة هو أن المرحلة السابقة شهدت أيضا تباينا فى الآراء التى تتعلق بطبيعة المطالب وأولويات تنفيذها وهذا التباين هو رد فعل طبيعى لتعدد قيادات النوبة والأصوات التى تعبر عن أمال الأهالى وطموحاتهم. الجدير بالذكر أن أحدا لا يستطيع أن يشكك فى وطنية وإخلاص هذه القيادات غير أن الطموحات الشخصية والولاءات الحزبية تجعلها أحيانا غير قادرة على كسب ثقة المواطنين. لقد شهدنا فى الفترة السابقة انفراجا للازمة حين اتفق الجميع على اختيار شخصية نوبية متزنة هو اللواء عبد الوهاب أبازيد الذى عقد عدة لقاءات مع المجموعات النوبية والتى أسفرت عن وثيقة تعبر عن المطالب الأساسية لأهل النوبة. وتوضح الوثيقة النوبية الأخيرة أن أهل النوبة يرغبون فى العودة إلى وطنهم الذى تم تهجيرهم منها فى الستينيات من القرن المنصرم. وهذه العودة تتطلب إعداد 41 منطقة تمثل القرى التى تركوها خلفهم. ربما يشعر البعض بالدهشة لأن مطالب النوبة كما هو مبين فى الوثيقة تختلف عن المطالب التى كانت مطروحة فى المراحل السابقة. والأسئلة التى تسنح فى الذهن هى: لماذا اتفق النوبيون على اختيار اللواء أبازيد لكى يمثلهم أمام الجهات الرسمية؟ ولماذا يطالب النوبيون ب41 منطقة بدلا من المناطق الست التى تم الإعلان عنها؟

لا شك أن اختيار اللواء أبازيد لقيادة المشهد النوبى يعد اختيارا سليما لأسباب مختلفة: أولا: اللواء أبازيد من أبناء النوبة ومن القيادات الأمنية المحترمة التى تولت مسئولية الأمن فى مواقع عديدة فى فترة حرجة ولا يمكن أن يشكك أحد فى وطنيته وولاءه. ثانيا اللواء أبازيد لا يتحرك من منطلق طموحات وأهداف شخصية يرغب فى تحقيقها، إذ إنه لم يعلن عن رغبة فى الترشيح لانتخابات قادمة وهو بذلك شخصية متحررة من القيود التى تكبل الآخرين. من المعروف أن بعض الشخصيات التى تحدث صخبا فى الساحة النوبية لديها أجندتها الخاصة وطموحاتها الشخصية التى تقف عائقا أمام التواصل مع مطالب الأهالى.

لا اعتقد أن مشكلة النوبة تكمن فى بناء منازل المغتربين التى تقاعست حكومات متعاقبة عن توفيرها بل المشكلة تتمثل فى جهل الكثير من المصريين بحقيقة تهجير النوبيين والظروف التى صاحبتها. لقد توصلت لهذا بعد قراءة تعليقات بعض المواطنين حول المطالب النوبية. من الملاحظ أن المشهد فى النوبة أشبه بمسرحية كوميدية ممزوجة بالتراجيديا، فالجاهل بجغرافية النوبة ربما يتساءل لماذا يطالب أهل النوبة بالعودة إلى 41 منطقة بدلا من المناطق الست حول البحيرة. قبل التهجير كانت هناك ثلاث مجموعات هى الفاديكا والكنوز والعرب وهذه المجموعات كانت تعيش على ضفتى النيل فى مناطق مختلفة تمتد من الشمال إلى الجنوب على امتداد 350 كيلومترا. وكان عدد قرى النوبة حوالى 41 قرية: 17 قرية فى الشمال للكنوز و 8 قرى للعرب و16 قرية فى الجنوب يقطنها مجموعة الفاديكا. هذه القرى موجودة الآن بمسمياتها القديمة فى منطقة التهجير غير أن المساحة التى تحتلها لا تتعدى 40 كم. الجدير بالذكر أن سكان النوبة فى هذه المنطقة موزعون بنسب متباينة بين هذه المجموعات الثلاث حيث تمثل مجموعة الفاديكا حوالى 8و57% والكنوز حوالى 7و32%. أما العرب فتتراوح نسبتهم 5و9%.

لقد كانت مطالب أهل النوبة فى الماضى القريب بسيطة بحيث لا تتعدى بناء منازل المغتربين التى فشلت حكومات متتالية فى إنهائها وكذلك إجراء ترميمات للمنازل الحالية التى شيدت فى مواقع ذات تربة غير صالحة للبناء. قد لا يعلم البعض أن الأهالى لم يتوقفوا عن المطالبة بحقوقهم مستخدمين كل الوسائل المتاحة من عرائض والتماسات غير أنهم لم يلقوا سوى التسويف أو المماطلة. ومع مرور السنين تغيرت الظروف وارتفع سقف الطموحات والآمال. فى الماضى لم تكن البطالة تحتل مكانا فى قائمة المطالب إذ كان الشباب يجدون وظيفة بمجرد إتمام الدراسة. أما الآن فإن نسبة البطالة ارتفعت ارتفاعا ملحوظا لدرجة أنها باتت تهدد السلام الاجتماعى، هذا فضلا عن أن معظم قرى النوبة لا تشتمل على ظهير صحراوى يستوعب الزيادة السكانية ومن ثم فإن الأهالى باتوا غير قادرين على توفير منازل لأبنائهم. فى الماضى كانت النوبة دائرة مستقلة يمثلها نائب تحت قبة البرلمان. أما فى الوقت الحاضر فإن النوبة جزء من دائرة كوم أمبو ومن ثم فإنها لم تعد قادرة على اختيار مرشح لها وهذا الوضع يفسر التخبط والارتباك الذى نشهده على الساحة السياسية.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل النوبة ولفظة برابرة
- رجال الأعمال وانتخابات الأندية الرياضية
- سياسة إسرائيل الإعلامية
- قضايا التعليم بين الطلاب والمعلمين فى مصر
- وقوع العقوبة والإفلات منها
- أين مشاعر المودة بين أفراد الشعب الواحد؟
- جنوب أفريقيا: من العنصرية إلى العالمية
- المنتخب المصرى وتجربة كأس القارات
- الإعلام ورجال السياسة فى بلاد العم سام
- شعار أوباما: نعم نستطيع ... أن نتحاور
- انتبهوا أيها السادة...
- من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟
- حزب الله أم حزب إيران؟
- هل يمكن التخلص من السرقات الفكرية؟
- الصحافة وروز اليوسف وملف النوبة
- أزمة القيادة فى النوبة
- هل من سبيل للقضاء على الشكاوى الكيدية؟
- أهالى النوبة ومنطقة كركر
- فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟
- الفساد فى ولاية أوباما


المزيد.....




- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مطالب النوبة بين الماضى والحاضر