أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - درس مُهمْ في الفلسفه1















المزيد.....

درس مُهمْ في الفلسفه1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 23:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا حظتْ في آخر رساله أجتني من قارىء إنه هنالك سوآل متكرر لاحظتُ تكراره من سنتين وهو :كيف أتعلم ْ الفلسفهْ؟

أو كيف أصبح فيلسوفاً , ليس كسوآل كيف أصبح مليونيراً فهذا من الممكن أن يتعلمه أي شخص , ولكنه مثل سوآل كيف أصبح رساماً ؟ أو مغنياً أو فناناً , والفلسفه إحدى تلك المهن الفنيه , فهي لا تتأتى لأي إنسان عادي , الفلسفةُ روح ونضج فكري ونضج عاطفي .

اللي بده يتعلم الفلسفة لازم يكون مزاجه راقي وتفكيره عالي وله خواص فردية في رؤية الكون والأرض والسماء والناس , يجب أن تكون لديه قدرات على التحليل والاستنتاج وهذه مرحلة ليس من السهل أن يصل إليها الإنسان اللي مش عاقل ,أو الذي مازال الدين مسيطراً على أنماط تفكيره.

كان يقول ابن رشد الفيلسوف العظيم شارح أرسطو : إن الغزالي جاهل شرير .

ولم يكن ابن رشد أن يقول ذلك لولا أنه يعرف ُ أن هضم الفلسفة لا يتم في في أزمة ثقافية بين الإنسان وسيّده أو صاحب لقمة خبزه , فالغزالي الذي هجم على الفلسفة وسفّه الفلاسفة هو جاهل فعلاً, لأن الفلسفة شغل ومهنة الإنسان المتحضر , والإنسان غير المتحضر يشتغل في الدين .
بس كيف يعني ؟

يعني مثلاً الإنسان المتفلسف يعرفُ عن طريق تأملاته وتحليلاته الفكرية ما ينفعه وما يضره بينما الإنسان المتدين يبقى جاهلاً بالذي يجلبُ إليه النفع لذلك يتواكل على الله ويتخاذل على مبدأ (دع الخلق للخالق) فتضعف عقلية المتدين عن التفكير وتزداد التزاماته الدينية ويفكُ ارتباطه بالمنطق والحكمة والفلسفة فتضعف قدراته الإستنتاجية .

فالفلسفة مرحلة متطورة من مراحل نمو الإنسان وهي آخر ما يمكن أن يبلغه الإنسان من مدنية ومن تطور ومن حضارة فلا يمكن أن يصل الإنسان إلى مرحلة متقدمة على الفلسفة نهائياً فالفلسفة آخر ما توصل إليه الإنسان العاقل.


والإنسان المتفلسف هو الإنسان الذي يتمتع بمزاج راقي وعالي ومهذب ولا يستطيع الإنسان المتخلف عقلياً أو اجتماعياً أن يتفلسف في علم التاريخ أو الاجتماع طالما كان عقله وذهنه مصدوماً بأوهام بدائية عن فكرة نشوء الكون والخالق من العدم إلى السرمد .
فالدين مرحلة بدائية من مراحل تكوين الإنسان العقلي والحضاري , وسبق الفكر الديني الفكر الإسطوري , أي أن الميثولوجيا البدائية هي المرحلة الطفولية من نشأة الإنسان ذهنياً وعقلياً وعاطفياً , تبعها بعد ذلك نشوء فكر ديني بدائي عن الخلق تطورت بفعله الميثولوجيا البدائية إلى فكر ديني.

وجاء بعد الدين الفكر الفلسفي الراقي الذي رقى بالإنسان وصعد به وجعله محط صنع القرار واهتمت الفلسفة بحرية الإنسان بعد أن استعبدته الأديان , والفلسفة جعلت من الإنسان كائناً حراً وطليقاً في الوقت الذي يقول به الدين بتفاهة الإنسان ورداءة مظهره وقلة حيلته وضعف تفكيره أمام الله , فجاءت الفلسفة مشكورة وقدمت الإنسان المفكر بديلاً عن الإنسان النبي أو الرسول .

ولستُ محابياً لأحد حين أقول أن المسيحية الغنوصية هي التي خلقت فلسفة التصوف وجعلت من الإنسان همزة وصل بينه وبين الرب عن طريق بث الحب الإلهي بين الإنسان والرب .

ومن أسباب ضعف الفلسفة في الإسلام هو الخوف من الله , وثانياً نظراً لأنها بضاعة الكفار عبدة الأوثان وهي ليست بأوثان بل رسومات ومنحوتات نحتها مثّالون رسّامون نحّاتون بارعون وأصحاب ذوق رفيع في الفن .

في أي أمة من الأمم وفي أي بقعة حضارية نجدُ أنّ سعي الناس خلف لقمة الخبز قبل لقمة الفلسفة هو أيضا سبب من أسباب فساد الفلسفة وكسادها وهذه مقولة يعرفها كل المتفلسفين (الخبز قبل الفلسفة) .
لذلك الفلسفة في الوطن العربي ضعيفة جداً نظراً لأن العمال والشغيلة مش شبعانين الخبز , فكيف بأولئك العمال والشغيلة أن يتفلسفوا وهم في الأصل مش شبعانين الخبز ؟!.
والفلسفة تأتي بعد الخبز لأنها بحاجة إلى عقليه رياضيه تأملية وإلى مزاج عالي وراقي لخلق الفلسفة وهضمها أي أن طبخ الفلسفة وأكلها يتم في مطابخ ممتلأةً بالطعام .

والفلسفة في الأصل هي عبارة عن مرحلة فكرية متقدمة من اختصاص الإنسان المدني والمتحضر والمتقدم فكرياً على الميثولوجيا الدينية ....ولا يصلُ إليها الإنسان الجاهل أو المتخلف حضارياً أو فكرياً أو اجتماعياً أو سياسياً فكل ألئك المتخلفون يستحيل عليهم أن يقتنوا الفلسفة في بيوتهم , وخصوصاً ألئك المش شبعانين الخبز.

والإنسان المتقدم فكرياً وحضارياً فقط هو الذي يملك الفلسفة نظراً لأنه شبعان الخبز في ظل نظام سياسي آمن ومستقر , فكما هي الفلسفة مرحلة متطورة ومتقدمة من مراحل نمو الإنسان كذلك من الممكن أن نقول أنها مرحلة متطورة من مراحل نمو الحضارات , فكل الحضارات تنتعشُ فيها الفلسفة ويحيا فيها الفلاسفة بكرامة مدنية , بعكس النظم المتخلفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فهذه النظم تعتبرُ بيئة غير مناسبة لنمو العقليات الفلسفية .


قبل سقراط كانت الفلسفة للتجارة فكان السفسطائيون يجعلون من الفلسفة ثمناً لتبرئة المجرمين من جرائم القتل والسرقة والنصب والاحتيال,والسفسطائيون أو المحامون القانونيون هم أول من اخترع علم السفسطة, وكانوا يستفيدون من الجرائم الاجتماعية وكان السفسطائيون هم علماء (الجدل) حتى جاء سقراط فكان واحداً من أولئك التجار الذين يتاجرون في الكلام فكان سقراط سفسطائياً مميزا ً وبارعاً في علم الجدل ثم انشقَ سقراط عن السفسطائيين وأسس لوحده عِلماً جديدة دعاه بعلم (فلسوفيا) وهي كلمة مركبة من (فيلوس) وتعني (الحب-المُحب) و(سوفيا) وتعني الحكمة.

وكلمة (سوفيوس) كانت تُطلق على كل من له اهتمامات في :الطب,الرياضيات , وعلوم الموسيقا, فهذه كلها كانت من اختصاص الحكماء .

لقد كانت الفلسفة عبارة عن علم جدلي يستند على قوة الحجة والبرهان (برهان ذو حدين) فكانت قدرة المجادل تجعله على مقدرة بإدانة خصمه لصالح موكله وأيضاً كانت له القدرة في جعل الحق بكف الخصم ضد موكله , وهذا الإسلوب هو اسلوب محامين رخيصين جداً , يركضون ويلهثون خلف الفائدة والمنفعة المادية , وهذا الشيء جعل سقراط مستاء جداً من إسلوب الديالكتيك , فكان يشفق على أصحاب الحجج الضعيفة الذين لهم الحق وكل الحق فيما يدعونه ولكن ضعف حجتهم وجهلهم يجعلهم غير قادرين على نيل حقوقهم المشروعة لهم .

هذا الجانب كانت فيه قسوة الحضارة على الناس البسطاء وكانت تُعطي الحق لأصحاب الدفاعات القوية بأكل حقوق غيرهم من الناس .

الفلسفة قبل سقراط لم تكن فلسفة , بل كانت (تجارة الكلمات) كان يأتي الناس إلى المجادلين ليتعلموا منهم فن الكلام والخدع وفنون الكذب وفنون النفاق , وهذه المهن يتقنها المحامون محاموا الدفاعات والخصومات في القضايا المدنية , فهؤلاء السفاسطة هم أول من اخترع علم المحاماة بالجدل , وكانت موهبة الجدل وفنون الكذب والنصب والاحتيال تجعل من أصحاب تلك المواهب أصحاب رؤوس أموال , وهذا ما يحدث اليوم في المدن الكئيبة والفاسدة والتي تخلوا من أجواء الفلسفة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام وأنت بخير
- مفطر رمضان
- الخوفْ من الموتْ
- أهداف خُطب الجمعه
- غسالتي الأردنيه وغسالة ماما اليابانيه
- ضع دائره حول الإجابه الصحيحه
- ما فيش أحلى من الشرف
- المرأة الصوفية 2
- المرأه المتصوفه1
- ابلادنا حلوه اكثير وبتجنن
- الدين للفقراء
- الدراما العربيه
- الجمال
- الوطنيون الهمج
- التوراه مصريه؟
- اللغه العربيه لغه أثريه
- ضعف القوى الإستهلاكيهْ للعامل العربي
- لُغتنا الجميله
- القطط المصريهْ وفوبيا المقدسات الاسلاميهْ
- الاردنيون يتطلعون للوراء


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - درس مُهمْ في الفلسفه1