أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الخوفْ من الموتْ














المزيد.....

الخوفْ من الموتْ


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 16:38
المحور: كتابات ساخرة
    



قبل ما نحكي ولا كلمه بحب أحكيلكم إنه أبو سعد ما بخافش من حدى وقلبه قوي بس بخاف من شيء واحد هو الموت , وهذا الموت اللي بخاف منه أبو سعد بجعله يخاف من سيارة الأسعاف , ومن موت أحد الجيران , ومن حوادث الطرق والسرعات العاليه على الطرق , ومن الأمراض المعديه وغير المعديه , وكمان بجعله يخاف من دخول المستشفيات أو من الخروج منها , يعني هاجس الموت امسيطر على عقلية أبو سعد , والمشهد اللي أمامنا سائق سيارة اسعاف يمر من حارة( أبو سعد) وأبو سعد قاعد على بلكونته في واجهة البيت الأماميه وهو يتمتم ويقول :

هاظا سايق سيارة الإمبلنص امبين عليه مش امصلي على النبي لويش إله تقريباً يومين رايح جاي من باب داري؟؟؟!!! (ختّي متّي )؟ أنا لو أعرف بس شو اللي بده إياه , أو مين اللي قاصد يوخذ روحه , كل الناس الأكبر منّي أخذهم من هون جنازات يعني مش باقي غير أنا , هذا أكيد إنّه جاي بيّ دوز دُغري , عليّ الحرام من كلشي بملكه إنه ناويلي على نيه.

وبعدين أبو سعد فقد عقله وصوابه وخرج للشارع يتوعد سايق الإمبلنص إذا رجع من باب داره مره ثانيه , وفعلاً عاد السايق بسيارة نقل الموتى مره ثانيه وثالثه ورابعه حتى وقفله أبو سعد بالطريق يصيّح عليه ويصرخ في وجهه وطلعوا الناس والجيران على صوت (أبو سعد) وكان أبو سعد يصرخ على سايق سيارة الإمبلنص , يصرخ ويتفتف بوجه السايق والسايق بحكيله

السايق : يا رجل شو قاصدك ومش قاصدك!! الأعمار بيد الله أكيد انت صاير لعقلك اشي.. والله هو اللي بعطي وهو اللي بوخذ وانا ما إليش علاقه بللي بصير بالناس , أنا وظيفتي أشيل الموتى من المستشفيات للمقابر بس هيك ,

أبو سعد:شو ششششو ؟ بس أشوفك بحس حالي شايف غزرائيل ,شو بس هيك ؟ انت امبارح ظليتك رايح جاي من شارع (التينه الكبيره ) حتى آخر شي قضيت على أبو إبراهيم, وأبو إبراهيم ما كان في أي شيء كان مثل الحصان (لحصان) .

السايق: يا رجل أنا طريقي للدار من اهناك شو الكلام الفاضي.


أبو سعد: طيب ..لعاد ليش بتمر من هون طالما إنها طريق دارك من هذيك الطريق؟.

السايق: من هون طريقي للشغل ومن هناك طريقي للدار .

أبو سعد: أه آه هيّك قلتها , طريقك للشغل من هون , يعني بدك تشتغل بي , ما فيش عندك موتى وبدك تشتغل بي , حابب إنك إتموتني عشان تنقلني من الدار للمستشفى ومن المستشفى للمقبره وكل هاظا على شان توخذ 20 ليره أجرة النقله , هاظا غير الإكراميه اللي بدك توخذها من أولادي على شانك سُقت السياره مليح وعلى شان حالتك الماديه الصعبه وعشان يصلني أجر الإكراميه , ما هو إنت راح تنقلني وأولادي رايحين يدفعولك عن روحي , معناته جاي على بالك اتشيلني من باب الدار جنازه .
السايق: يا رجل شو اكراميه ومش اكراميه , الله يعطيك طولة العمر.

أبو سعد : عشانك عارف نفسية أولادي الطيّبه والكريمه .

السايق: صدقني بتمنالك طول العمر يا طويل العمر .

أبو سعد : حتى هاي أمنيتك فيها مسبه وشتيمه , طول العمر معناته أكبر اكثير وأضيع عقلي واصير وأصير أوسّخ على حالي وارجع مثل الطفل الصغير .

السايق : حيرتني عن جد مش عارف شو احكيلك !.

أبو سعد: يعني إنت ما بتتمناش موتي؟.
طبعاً أبو سعد حكا هذي الجمله بكل حزن وبصوت رقيق ومنخفض, وكمان مره ثانيه عادها بصوت كله حزن : يعني إنت ما بتتمناش موتي؟.


السايق : لالا ليش هُمّهْ الموتى اللي بالبلد اقلال ؟ والله اني قرفان الميتين اللي عندي , هاي بلدك كلها أموات , صدقني إنهم الأموات أكثر من الأحياء

أبو سعد : هاظا كلامك صار بالسياسه .....وطالما إنك قرفان الميتين اللي عندك , لويش لعاد مستلم باب دار رايح جاي (تسعه بلدي) (9 بلدي)؟ أُخذ منّي عشرين ليره ولا اتمرّش من هون , يا رجل كل ما بشوفك بحس حالي شايف عزراييل (عزرائيل) .


صار عمر أبو سعد أكثر من 90 سنه عاشهن في مرح وإثاره , وكل أجياله تقريباً ماتوا , وما في منهم إلا هو , وإذا أي واحد أصغر منّه بالعمر بموت بتصيبه عوارض صحيه , مثل ارتفاع في ضغط الدم وألم في المفاصل وخصوصاً الركبتين .

وكمان إذا بموت واحد أكبر منّه في العمر بتصيبه كمان عوارض جديده مثل الوساوس والهلاوس وبصير يحكي :إذا هاظا إلأكبر منّي مات ! معناته (عزراييل) واقف على الباب .

وبس يموت واحد من بلدتهم أو من حارتهم أو من الحارات المجاوره بتصيبه حاله من الهستيريا وبصير إيقول : "بكره أو اليوم بلحقني الدور" , وبعتقد إنه الموت على حسب نسبة الأعمار يعني بالدور ودايمن في حالة استنفار وهالك الناس معاه ,أولاده وأولاد أولاده بتّصل فيهم وبحكيلهم أنا تعبان قلبي بوجعني ,وبيجوا أولاده وأولاد أولاده وبناته وبناتهن وجيزانهن , وبدخلوا معاه العياده الصحيه وككل مره بعد إجراء الفحوصات يتبين لهم أنه بحاله صحيه جيده ولا يظهر عليه أي عارض من عوارض مرض القلب أو السرطانات .

وإذا بحكوله ألدكاتره هيك بصير يقول :هذول الدكاتره بفهموا بالطب ؟؟؟ بفهموا بالطب من ذيلها , بدهم يتعلموا الطب في حمير النور , عليّ الحرام من كلشي بملكه إنهم ما بفهوا ولا حبه في الطب .

بعدين صدقوني إنه كان دمّه خفيف جداً , مره راح على مركز طبي تجاري على شان يفحص السُكري عنده علماً أنه لم يكن يشكو من ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم , بس حب يجرّب ويشوف حاله , معاه سُكري أو ما معهوش , وبس حاولت الممرضه تسحب منّه عينة دم ما نزل منّه أي نقطة دم , كان بخيل جداً حتى في إعطاء الدم كعينة فحص , طبعاً الممرضه زهقت جداً من حالته فوضعت إصبعه في ثمها (فمها) ومصّت إصبعه وأخرجت منّه عينه للفحص , والظاهر إنها المسأله عجبته جداً فعاد إلها ثاني يوم وطلب منها تفحصله بوله .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهداف خُطب الجمعه
- غسالتي الأردنيه وغسالة ماما اليابانيه
- ضع دائره حول الإجابه الصحيحه
- ما فيش أحلى من الشرف
- المرأة الصوفية 2
- المرأه المتصوفه1
- ابلادنا حلوه اكثير وبتجنن
- الدين للفقراء
- الدراما العربيه
- الجمال
- الوطنيون الهمج
- التوراه مصريه؟
- اللغه العربيه لغه أثريه
- ضعف القوى الإستهلاكيهْ للعامل العربي
- لُغتنا الجميله
- القطط المصريهْ وفوبيا المقدسات الاسلاميهْ
- الاردنيون يتطلعون للوراء
- كيف أعيشُ يومي؟
- نظام العائلة المتخلف
- السيقان الناعمة


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الخوفْ من الموتْ