أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جهاد علاونه - نظام العائلة المتخلف















المزيد.....

نظام العائلة المتخلف


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 08:23
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


الدول العربية تحافظ على الإسلام والاسلام يحافظ على القبيلة والعشيرة (العائلة الممتدة) , والقبيلة تحافظ على العادات والتقاليد ,والعادات والتقاليد تمنع التنمية الشاملة والديمو قراطية والحرية وحقوق الإنسان من أن تنتشر في جسم المجتمع العربي وتمنع العادات والتقاليد العربية من تحقيق ذاتية الفرد وشخصيته .
والكتب تغير العقائد والمناخُ يغيُر الطبائعَ والثراء ُيغيرُ العادات والتقاليد وهذه أمور كلها تلاحقنا عليها الأنظمة العربية فتمنع ثراءنا أو وصولنا للشبع لكي لا تتغير عاداتناوتقاليدنا .

إذا كان ابن العم (بِنزلْ بنت عمه عن الفرس) فهذا يعني أن القبيلة في نظام متخلف اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وإذا كانت بنت العم وابن العم من حق بعضهما البعض في الزواج فهذه مصيبة كبيرة معناها أننا ما زلنا في ظلام العصور الوسطى وهو الحاصل في بعض مجتمعاتنا الإثنية وهذا يعني أننا لم نتخلص بعد من غبار الماضي ونفاياته .

لماذا يعجز الانسان العربي والمسلم عن تحقيق ذاته؟ ومشروعية وجوده في الكون وحريته الفكرية والسياسية والثقافية ؟ لماذا لا يعيش العربي حياته كمايريدها أن تكون؟

لا بدّ أن نظام الأسرة والقبيلة والعشيرة هو إحدى أهم تأخر وتخلف النظام العربي الإجتماعي فكما أسلفنا نظام الأسرة والقبيلة قانون يرفض التطور إذل إنبثق أصلاً عن نظام ديني إلهي ثابت (إستاتيكي) .

فالإسلام يصر على روح القرابة والدم وهذا مرفوض من أوله لآخره في المجتمعات المدنية الحديثة ففي المجتمعات المدنية الحديثة الفرد يحقق ذاته بعيداً عن نظام الأسرة والقبيلة ففي نظام الأسرة والقبيلة لا يحقق الانسان ذاتيته ومعنوياته تبقى هابطة , ففي المجتمع المدني تحب البنت وتعشق وتستقل بحياتها بعيداً عن نظام (بابا وماما) والأسرة الكبيرة بشكل عام تبقى هي أيضاً بدون تدخلات , لذلك يحقق الإنسان وجوده وفلسفته الوجودية وحريته الفردية وكأنه في أثينا دولة المدينة ومؤسسات المجتمع المدني.


لا بد أن التطور والتقدم تاريخيا وصعوداً نحو المجتمعات المدنية لم تحققه الدول العربية نظراً لغياب آليات التطور التقني ومن ثم الإجتماعي , فالإسلام نشأ في ظروف اقتصادية سيئة وفي مرحلة طفولية من مراحل نمو الحضارة وهو ما زال إلى اليوم في مثل تلك الظروف نظراً لوقوف الحكام العرب ضد التطور والتنمية الشاملة .
وعلى هذا الأساس تتراجع أيضاً قيم (قيمة) المرأة في المجتمعات التكافلية الزراعية والرعوية معاً نظراً لتداخل ظروف المرأة في ظروف القبيلة والعشيرة اقتصادياً واجتماعياً من خلال إعطاء ابنة العم لإبن عمها فهو الوحيد الذي يستأثر بها من دون أبناء العشيرة ولكن لماذا؟
وقبل أن نشرح لماذا كانت هذه العادة وما زالت يجب أن نعلم أن في مثل تلك الظروف الصعبة والسيئة والمًهينة للمرأة تكون المرأة عاجزة عن تحقيق ذاتها ومشوارها لأي وجهة كانت ففي مثل تلك الظروف يحرم الفرد المرأة والرجل من قصص الحب والعشق فالرومنسية إحدى تلك المتطلبات المنبثقة عن تحقيق الذات .
والاسلام هنا قانون يحكم نمو العائلة والأسرة وهو يبقى بعيداً عن الإعتناء بروح الفرد قبل الجماعة فالفرد خانع وذليل ولا حول له ولا قوة وكل تعاليم الإسلام تجعل من الإنسانم شيئاً تافهاً ووجوده وعدمه أمام الله لا يساوي أية قيمة عن الله فالله ليس بحاجة إلى العبد بل العبد هو المحتاج إلى الله , إن تلك العلاقة هي نفسها علاقة الأسياد بالعبيد .

لا بد أن هنالك سببان أساسيان يدفع المجتمعات العربية والإسلامية حتى اليوم لمثل تلك العادات السيئة وهي تزويج ابنة العم من ابن عمها سواء رضيت أم أبت سواء وافقت أم رفضت سواء أكانت موجودة يوم عقد القران أم غائبة , وكذلك الرجل فهو لم يكن له خيار بذلك إن الخيار للظروف الصعبة والسبب الأول في ذلك معروف والثاني معروف فواحدٌ مرتبطٌ بالنمط السلوكي الاجتماعي والآخر مرتبط بالنمط الإقتصادي إذ أن المجتمعات الفلاحية والرعوية تعيشان بجهد أبناء العشيرة وقرابة الدم وبتكاتفهما مع بعضهما البعض كما يعيش البرجوازي الوطني اليوم بجهد العامل وتعبه فكانوا يحصدون ويقلعون في الصيف مع بعضهم البعض نظراً لغياب الآلة الزراعية الحرثية والحصادية فمثل تلك الآلات لم تكن مثل اليوم منتشرة بل كانت الناس تتكاتف وتتكاثف مع بعضها البعض وتعمل مع بعضها البعض من خلال استعمالات آلات يدوية بسيطة مثل المنجل والمحراث الذي يجره الحصان أو الدابة مهما كان نوعها , لذلك العامل الشاب النشيط الذي يعملُ مع أبناء عمومته إذا كان يريد ابنة عمه ورفض ابناء العمومة اعطاءه إياها انشق عن الجماعة وخرج عليهم (عنهم) عنوة وعامداً متعمداً وبهذا فإنهم يفقدون يداً نشيطة تساعدهم في الأعمال الشاقة وربما كان من المؤكذ أن ينسحب معه إخوانه وبهذا تضعف عملية التكاثف والتكافل الاجتماعي بينهم , لذلك يرضخون لأمر الواقع ويزوجونه من ابنة عمه ولطالما كانت الأرض رمزاً للبؤس وللتعب وللعناء وللكد لهذه الأسباب لا يستطيع الإنسان الإنفراد لوحده والعيش ضمن جماعة بمفرده , وهنالك شيء ٌ آخر وهو إذا كان ابن العم راغبٌ عن ابنة عمه وزاهدٌ بها ورافض ٌ لها فإن أهلها ينشقون عن العائلة كما يفعل الذكر , وهنا تكمن خطورة عدم قدرة المجتمعات القديمة على تحقيق ذاتها فالفرد ينصاع لرغبة وقانون الأسرة الكبيرة العائلة الممتدة(العشيرة _القبيلة) ولا يصل إلى تحقيق الذات الفردية لذلك المجتمعات التكافلية الزراعية الرعوية والفلاحية تتراجع بها حقوق الإنسان وينتشر الحاكم المستبد بفضل وجود نظام إقتصادي هو في الأصل مستبدٌ بالانسان , فعن هذه الأمور انبثقت الديانات الذكورية, لذلك إذا طلب ابن العم ابنة عمه فهي من حقه وأحياناً دون أن يطلب يدها لأن مثل تلك الزيجات لها قانون واحد وهو (بنت العم لإبن عمها) وقد شاهدتُ أنا زيجات في طفولتي من هذا النوع إذ أنهم كانوا يعطون ابنة العم لإبن العم من مولدها فحين تلدها الداية كانوا يسمون اسمها ويسمون زوجها ونصيبها لذلك الزواج في المجتمعات الرعوية والفلاحية قسمة ونصيب قسمها الله من قبل وكتبها عنده في كتابٍ لا يظل ربي ولا ينسى.

وهنالك مخاوف من ردة فعل المتمردون وهي الإبتلاء بالدم فكان الفرد في القبيلة والعشيرة إذا غضب من قومه وأهله اترتكب جريمة قتل ِ بحق فرد آخر من قبيلة أخرى لذلك تتعرض ُ قبيلة القاتل إلى التهجير (الجَليْ) و (التشميس) أي ترك أبناء عمومته من دون حماية لكي يثأر منهم أهل المجني عليه , وما زالت المجتمعات الأردنية في كل يوم تتعرض قبائلها لهذا النوع من الإنتقام ولهذا النوع من الإذلال والإسفاف بحق الفرد فيبقى الفرد الذي يعيش ضمن نطاق قبلي يدعمه الإسلام ويوحد أركانه يبقى في حالة تهشيم الذات عاجزاً عن تحقيق ذاته راضخاً لنظام الأسرة والقبيلة وقوانينهما العصية على التعايش معها .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيقان الناعمة
- الوجه الآخر لحياة الفنان والمُبدع
- الاسلام والحرية1
- الحياة العامة في الأردن 3
- الحياة العامة في الأردن2
- هل العائلة ضورورية ؟الأب الاجتماعي والأم الدادا
- هل العائلة ضرورية في المجتمع؟1
- الحياة العامة في الأردن 1
- تحرير المرأة
- مؤسسة الحب والزواج
- التقليد من أجل السعادة
- ولدي علي
- تحرير النساء1
- لحم الخنزير وحرية المرأة
- ولد خرباني
- -حب أحلى من حب-
- المساواة بين الجنسين
- غرائب الحب1
- امرأة في البرلمان
- شيوعية النساء؟ أم شيوعية الرجال؟


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جهاد علاونه - نظام العائلة المتخلف