أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الوجه الآخر لحياة الفنان والمُبدع














المزيد.....

الوجه الآخر لحياة الفنان والمُبدع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 01:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الانسان العادي غير المهموم ثقافياً وإعلامياً ينام نوماً طبيعياً ويصحو صحياناً طبيعياً ويأكل طعاماً طبيعيا وكذلك المثقف والمهموم ثقافيا مع إختلافات بسيطة وهي أن المثقف والمبدع والفنان حين يغلق الباب على نفسه ويدخل غرفة نومه تظهر لديه كل أحزانه وأوجاعه فقبل أن يضع رأسه على الفراش يتألم جدا لذلك معظم المثقفين يرون أنفسهم أقل من الناس العاديين أثناء الليل رغم أنهم نجوم لامعة في السماء أثناء النهار ومشهورين شهرة واسعة فهم أثناء النهار نجوم ومصابيح لامعة وأثناء الليل مصابيح ونجوم مطفية .

الفنانة يسرى تحلم بولد وشريهان نجمة الاستعراض العربي أصيبت اصابة بليغة في العمود الفقري وإلهام شاهين فاشلة في كل قصص الحب والغرام وتقول (كلهم خدعوني وضحكوا عليّ أنا ما أعرفش أحب) ومع ذلك البنات العاديات غير النجوميات عشقن ونجحن في قصص الغرام .

والناس أثناء النهار يرون المثقفين والمبدعين أفضل منهم وكذلك المثقفون والمبدعون والنجوم يرون أنفسهم أفضل من الناس ولكن في ساعات الليل داخل غُرف النوم وبين أربعة جدران وأمام خزانة غرفة النوم يرى المثقف والمبدع غالبية الناس أفضل منه , والداعية إلى تحرير المرأة ونيل حقوقها في المساواة ترى غير الداعيات لما تدعو إليه قد نالت حقوقها أكثر منها أي أن غير الناشطة الحقوقية تعيش حياة راضية ومرضية وفيها نجومية , والفنان النجومي حين يضع رأسه للنوم يتذكر أنه غير سعيد بحياته وأن الانسان العادي يعيش حياة نجومية أكثر منه كلنا نعرفُ الوجه الحقيقي لحياتنا اليومية فكلنا نستيقظ من الصباح ونذهبُ لأعمالنا ونختلف ونتزاحم مع بعضنا البعض نكتبُ مقالنا بشهية ونقرأ لغيرنا بشهية نشربُ الماء ونأكل ُ الطعام وندخلُ الحمام ونخرج منه ونتنفس الهواء ولكن لا أحد يعرفُ الوجه الآخر لحياتنا اليومية .؟

في إحدى أعياد ميلاد الفنانة المصرية (نبيلة عبيد) تغادر نبيلة عبيد الحفلة وتدخل شقتها فيتصل فيها الإعلامي المصري الشهير (مصطفى ياسين) ويقول لها :""انت عملت عيد ميلاد وروحت البيت وسكرت الباب على نفسك قعدت بين أربعة جدران ..وبعدين؟""
فبكت الفنانة نبيلة عبيد.

ولو كنت ُ مكانه لقلتُ لها بالتفصيل الممل :انتِ عملتِ عيد ميلادك وتلقيتِ الهدايا والمباركات ..ضحكتِ ضِحكتك الواسعةَ والجميلة وملأت المكان بهجة وسرورا وغادرتْ الناسُ الحفلةَ وانت غادرتها(غادرتيها) كما غادرها المعازيم ودخلت شقتك فتحت الباب بيديك وأقفلته خلفكِ بيدك أو برجلك ليس مهما والمهم أنك غادرت الحفلة ودخلت شقتك وأغلقت الباب على نفسك مشيت بخطوات بطيئة نحو غرفة نومك وأيضاً فتحت الباب بيديك ومن ثم أغلقته برجلك ضربتيه من الخلف ضربة واحدة رميت حقيبتك على السرير ومن ثم خلعت كل ملابسك واحدة بعد الأخرى دخلت الحمام أخذت حماما وخرجت من الحمام ليس كما دخلت لبست ثياباً للنوم وجلست جلسة القرفصاء في غرفة نومك قابلت الجدران والخزانة والابتسامة التي كنت تبتسميها للناس الآن تبتسميها للخزانة وللجدران وللسقف وللموكيت أو للسجاد تنظرين لنفسك بالمرآة صورة موحشة وقاتمة تتذكرين المعجبين والمعجبات وحياتك جميلة بالنسبة للبعض وقاسية فقط بالنسبة لكِ أنت ماذا تريدين ؟. وماذا تبغين ؟ إلى أين ستصلين ؟ماذا ستصنعين للعشاق وللمعجبين ؟ أين أولادك ؟ أين بناتك ؟ أين ذريتك ؟ من سيسلم عليك في عيد ميلادك الخمسين أو الأربعين .

كل يوم تستيقظين من نومك وأحلامك كما هي , فما زالت يدك مرفوعة تدعين وترتجين وما زالت عيونك تسأل الجفاف من البكاء والاستغراب , ما زلت طفلة لم تتعلم بعد أن للحياة وجهها الآخر حين نقفل الأبواب على أنفسنا ونحن نراجع حساباتنا مثل موظفي البنوك حين يغلقون الأبواب على أنفسهم في آخر ساعة من الدوام يراجعون حساباتهم ويصححون أخطاءهم , هذه حياتنا وهذا هو الوجه الآخر لها .

هي ليست حياة نبيلة عبيد بل هي حياتنا كلنا هكذا والأكثر نجومية أكثرُ آلاماً يهربُ الفنان والمبدع من أحزانه إلى فنه وأوهامه يعيش لقطات جميلة مع الكتب والمقالات التي يحبها ويعيش مع الكاتب الذي يحبُ أن يقرأ له يتمنى لو أنه يعيش حياة عادية ليس فيها ثقافة, ننظر في التلفاز ونغلقه نفتح الصحف لنقرأها وإذا بأخبارها ومقالاتها مملة نغلقها قبل أن نكمل قراءة ولو مقال واحد أو خبر واحد ندخل مواقع العمل نعملُ وكأننا مناضلون وندافع عن وجهات نظرنا وعن المعجبين بهم ونعود لمنازلنا نفتح الأبواب ونغلقها نشرب الماء ونتناول الغداء أو الطعام ليس مهما المهم أننا نتناول الطعام لكي نستطيع الاستمرار باليوم التالي ولكي نستطيع أن نتألم من جديد ففي كل يوم معركة جديدة ويوم جديد وفي النهاية حين نضع رؤوسنا للنوم نكون قد ارتمينا على الفراش مثل جنود مجاهدين قادمين من حروبهم ومعاركهم الطويلة , ومن ثم ننام ونحن نفكر بحياتنا وبتناقضاتنا وبأوهامنا نحاول أن نكذب أنفسنا وظنوننا فلا نقدر , ونحاول أن نستيقظ من أحلامنا فلا نستطيع .

لأننا بدون أوهام سوف نصاب بالجلطة القلبية أو الدماغية وبدون أحلام لا نستطيع أن نبدع أو أن نواجه واقعنا المرير والمكتئب في كثيرِ من الأحيان



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والحرية1
- الحياة العامة في الأردن 3
- الحياة العامة في الأردن2
- هل العائلة ضورورية ؟الأب الاجتماعي والأم الدادا
- هل العائلة ضرورية في المجتمع؟1
- الحياة العامة في الأردن 1
- تحرير المرأة
- مؤسسة الحب والزواج
- التقليد من أجل السعادة
- ولدي علي
- تحرير النساء1
- لحم الخنزير وحرية المرأة
- ولد خرباني
- -حب أحلى من حب-
- المساواة بين الجنسين
- غرائب الحب1
- امرأة في البرلمان
- شيوعية النساء؟ أم شيوعية الرجال؟
- حب للأبد
- الازدواج في الزواج


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الوجه الآخر لحياة الفنان والمُبدع