أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الجمال














المزيد.....

الجمال


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 00:13
المحور: كتابات ساخرة
    


كلما سمعنا في مجالسنا العامه رجلاً يلعن الجمال وحرية المرأه والمساواه على طول نعرف أنه شيخ دين ونناديه يا شيخ ونشكره على حسن حديثه وهو كمان بشكرنا على حسن استماعنا وبتمنى ربنا يوم القيامه يجمعنا فيه بالجنه مع الأولياء الصالحين ومع عمر بن الخطاب الذي أمر رجلاً جميلاً أن يختمر أي أن يلبس خماراً خوفاً على نساء المسلمين من الفتنه.

بس عند الأثينيين كان الموضوع مختلف إكثير وكمان إشويه رايحين إنشوف رجل دين عابد وناسك يبتهل للإله أبولو بأن يعطيه جسماً ووجهاً جميلاً.
يا سلام !! شو راقيين ورايقين ومزاجهم على آخر درجه من الفانتازيا هذول الأثينيين , شو بحبوا الجمال حتى أنه يجب أن تتوافر هذه الخصله في رجل الدين الذي يجلس بالممعبد.

مش مهم إكثير يكون خادم المسجد جميل الوجه والبشره والمظهر , المهم إنها اتكون دشداشته قصيره , ولحيته غزيره وطويله ومعظم الذين يطلقون لحاهم نستطيع وصفهم بأنهم شيوخ وتكون لحاهم غزيره وكل شَعره طالعه لحالها ودشداش قصير وبيدهم مسابح وسواك يلعب بالفم وطاقيه في أعلى الرأس وكل هذه الأمور شروط يجب توافرها في الشيخ المسلم حتى أننا إعتدنا أن نقول لأي رجل لحيته طويله (يا شيخ ) حتى وإن كانت لحيته كلحية (كاسترو).


أنا مش معترض على هذا الكلام بس بحاول أكتشف سر اهتمام العالم الآخر غير العربي بالجمال وسر اهمال العرب الشرقيين فيه.
إبتعرفوا إنه الأثينيين من كثر محبتهم للجمال كانوا يرفضوا رفض بات أي رجل دين شكله مش حلو؟
وفي إحدى القصائد الحلوه الأثينيه الجميله يقف شاب تحت أقدام الإله (أبلو) ويقول )إنني أطمع أن تهبني جسماً جميلاً على أن لا تهبني تاج الملوك).
تخيلوا أن الأثينيين يطلبون جمال الأجسام أكثر من تاج الملوك , فهم لا يكترثون لتاج الملوك وهم بذلك يرون السعادة بالجمال وليس بالصول إلى السلطة والتحكم برقاب الناس , الجمال يعتمدون عليه فهو يضعف حتى أعداءك, والجمال كما كتب العقاد عنه أنه قوة مثيرة تضعف الآخرين فالرجل الجميل المنظر يجعلك تستحي منه وانت تحدثه ويحملك لعوالم أخرى, وكذلك المرأه.

واعتقد أن سر نفور الشباب العرب المسلمين من المساجد هو الجمال بحجيث يبدو فيها كل شيء جامد غير قابل للحركه , وحين لا ننشد الجمال في بيوت العباده فكيف سنطلب الجمال في الآداب والفنون العامه؟

وهذا بخلاف نظرة الشرق المسلم إلى الجمال فالشرق المسلم يرى الجمال فقط في النساء أولاً وأخيراً قبل أن يراه في الرجال , وما زالت هذه النظره مسيطره على فلسفة الجمال عند المسلمين فالمجتمعات العربيه المسلمه نادراً ما تهتم بجمال الرجل وترى أن الرجل ليس من الضروري أن يكون جميلاً المهم أن تكون قدرته في الإنفاق على المرأه مستطاعه, والمرأه هي التي يجب عليها أن تكون جميله, ويتخذ العربي المسلم من الجمال موقفاً يراه هو جوهرياً بحيث أن الله لا ينظر للوجوه بل ينظر للقلوب (إن الله لا ينظر إلى وجوهكم ولا إلى صوركم وأجسامكم ولكنه ينظرُ إلى قلوبكم).

النظره الأثينيه للجمال عند رجل الدين أهم شيء في الشروط التي يجب توافرها في رجل الدين , وهذا يعني أن وظيفة الدين في المجتمع الأثيني هي وظيفه جماليه ليس إلا , والأخلاق العامة والصدق والكذب تديرها مؤسسه أخرى غير مؤسسة الدين , الدين في حياة الأثيني عباره عن ترفيه عن النفس , تدخل المعبد ليقابلك رجل دين جميل الهيئه كما لو أنك في فندق خمس نجوم يقابلك وكأنه موظفة إستقبال رائعة الجمال تغريك بالمكان فتلتصق به.
وهذا يعني أن الأثيني كان يشجع المواطن الأثيني اليوناني بشكل عام على دخوله بيت العباده , فكان الوافدون يلتصقون بالمكان التصاقاً وثيقاً , والإنسان بطبعه يجلس في الأماكن التي يحبها وتتوافر بها شروط الجمال.
وكانت هنالك مسابقات الجمال في أثينا تقام على أشدها بين الرجال وكانت خفيفه وقليله بين النساء كواعب الحسناوات.

وبهذا كان يعمم الجمال في أثينا ويعبدويطلبه المواطن في كافة صنوف الحياه في الشارع والأنديه والحوانيت, ولم تكن النساء تتدثر من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين , بل كانت تظهر زينتها ليراها الناس وكذلك الشباب كانوا يظهرون زينتهم ويتبرجون للنساء عشان هيك صدقوني أبدع الأثينيون في المسرح وفي الشعر وهم أول من مارس فن المسرح وفن التفكير كان مزاجهم راقيا وعالياً لأنهم يعشقون الجمال ولأنهم رسموا الجمال في كل شيء وطلبوه في المأكل وفي الملبس وفي المشرب , فكتبوا فلسفتهم وهم ينشدون الجمال اللغوي وكتبوا الشعر وهم ينشدون فيه معاني الجمال النفسي والسلوكي, وصارت مدارسهم وأكاديمياتهم حلوه اكثير وصارت الناس إتحب تقرأ وتكتب عشانهم تذوقوا الجمال في كتابات (إسخليوس ) و(هرقليطس) وأفلاطون , وسقراط في المحاورات التي نقلها لنا أفلاطون وأجملها كانت محاورة (المأدبة). كان إشي حلو إكثير وبجنن.

لازم إنمارس تالجمال كما نمارس الجنس يعني يجب أن نصل معه لعلاقه حميميه وبعدين نتأثر في حبنا للجمال في كل شيء في الروايه والشعر وكافة صنوف الآداب وفي السيسه والثقافه العامه وأن يكون الجمال وجبه نأكلها كل يوم وسوائل نشربها كما نشرب الماء , ممارستنا للجمال تجعل عقولنا تتفتح وذهننا وأفكارنا تنطلق للأعاني وللآفاق.





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنيون الهمج
- التوراه مصريه؟
- اللغه العربيه لغه أثريه
- ضعف القوى الإستهلاكيهْ للعامل العربي
- لُغتنا الجميله
- القطط المصريهْ وفوبيا المقدسات الاسلاميهْ
- الاردنيون يتطلعون للوراء
- كيف أعيشُ يومي؟
- نظام العائلة المتخلف
- السيقان الناعمة
- الوجه الآخر لحياة الفنان والمُبدع
- الاسلام والحرية1
- الحياة العامة في الأردن 3
- الحياة العامة في الأردن2
- هل العائلة ضورورية ؟الأب الاجتماعي والأم الدادا
- هل العائلة ضرورية في المجتمع؟1
- الحياة العامة في الأردن 1
- تحرير المرأة
- مؤسسة الحب والزواج
- التقليد من أجل السعادة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الجمال