إحذروا الكولا!!!

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)

الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 01:24
المحور: الطب , والعلوم
    

"أنا عاوز كوكا كولا"، من يذكر تلك العبارة الشهيرة الموجهة من عادل إمام، في مسرحيته الكلاسيكية الشهيرة: "شاهد ما شفش حاجة"، ورغم أن للعبارة، طابعاً عفوياً، شعبياً فكاهياً، فهي تنطوي على دعائية كبيرة مبطنة لهذا المنتج الأمريكي، الذي يقال بأن تركيبته الأصلية لا أحد يعرفها غير الأمريكان، وأن كل الكولا الموجودة والمتداولة باستثناء الأمريكية هي غير "أصلية"، ومستنسخة فقط. المهم صديقي القارئ، لا تستمع لنصيحة عادل إمام، ولا تشرب الكولا، والدليل هذه الدراسة الحديثة من قبل بعض الباحثين الأكاديميين المختصين.

الكولا هذا المشروب الشعبي الذي أصبح ملازما لحياة الكثيرين والذي حملته رياح الانفتاح والعولمة، ينطوي، وعلى ما يبدو، وكما تشير الكثير من الدراسات الحديثة، على مخاطر صحية جمة، وسنبين فيما يلي أحدث هذه التحذيرات التي أظهرتها دراسة أكاديمية جديدة. فإن تناول الكثير من الكولا سيتسبب مشاكل في العضلات، كما تقول أحدث دراسة،كما يمكن أن يزيد المخاطر لمشاكل تدعى الهايبوكاليميا، في العضلات ، وهذا طبقاً لتحذيرات الأطباء. فالناس الذين يعانون من الهايبوكاليميا، وهي نوع من نقص مستويات البوتاسيوم في الدم، ستؤدي بهم ذلك إلى مشاكل بالوظائف العضلية الحيوية. وعوارض هذا المرض يمكن أن تتراوح بين الوهن، إلى الشلل، كما يقول باحثون يونانيون، أجروا دراسة على أناس كانوا يتناولون ما بين ليترين إلى تسعة ليترات من الكولا يومياً. .

وكانت سيدتان من بين المرضى التي أجريت الدراسة عليهم، حامل، وتم قبولهما في المستشفى وهما تعانيان من معدلات بوتاسيوم منخفضة في الدم. وكان عمر إحداهما 21 عاماً، وكانت تتناول حتى ثلاثة ليترات من الكولا، يومياً، حيث كانت تشكو من التعب، وفقدان الشهية، وحالات من التقيؤ الدائم. وأظهر تخطيط كهربائي لها، بأنها كانت تعاني من انسدادت في القلب والشرايين، وبيـّنت تحاليل الدم بأنه كان لديها مستويات منخفضة من البوتاسيوم، كما أوضح الباحثون في البيان الجديد. أما المرأة الحامل الأخرى المريضة، والتي كانت تستهلك حوالي سبعة ليترات من الكولا، كل يوم، لمدة 10 أشهر، فقد كان لديها أيضاً مستويات منخفضة من البوتاسيوم، وكانت تعاني من إفراط في وهن العضلات، كما لاحظ الباحثون.

غير أنه طرأ تحسن سريع وتام على حالة كلتا المريضتين، بعد أن توقفتا عن شرب الكولا، إضافة إلى أخذهن لجرعات وريدية تحتوي على البوتاسيوم. وقال الدكتور موسى إليساف من جامعة يوانينا، في البيان المذكور: " نحن نستهلك المزيد من المشروبات الخفيفة وأكثر من أي وقت مضى، ولقد تم التعرف، للتو، على العديد من المشاكل الصحية بما فيها مشاكل الأسنان، وترقق العظام، وتطور المتلازمة الأيضية ومرض السكري، وهناك أدلة متصاعدة بأن الاستهلاك المفرط للكولا يؤدي إلى الهايبوكاليميا. وقال إليساف بأن المكونات الثلاثة الشائعة للكولا، وهي الكلوكوز، والفركتوز (سكر الفواكه)، والكافايين، هي التي تؤدي إلى الإصابة بالهايبوكاليميا أي (نقص مستويات البوتاسيوم في الدم) .

وأضاف قوله: "غير إن الدور الأحادي لكل مكون من هذه المكونات، عند تحري أسباب نقص البوتاسيوم، لم يتم التأكد منه، ويمكن أن يتفاوت بين عدة مرضى. لأنه يعتقد، على أية حال، وفي معظم الحالات التي "قابلناها في دراستنا"، بأن التسمم بالكافايين، يلعب الدور الأبرز في ذلك. وتم التأكد من هذا بدراسات ميدانية تركز على منتجات أخرى تحتوي على مستويات عالية من الكافايين ولكن ليس من الكولوكوز، والفركتوز".

وبكل الأحوال،" إن منتجات الكولا الخالية من الكافايين، يمكن أن تتسبب بنقص البوتاسيوم، الهايبوكاليميا، لأن سكر الفواكه الذي تحتوي عليه يمكن أن يتسبب بحالات إسهال"، كما يقول إليساف.

لقد أصبحت الكولا في مرمى النيران، والاستهداف، وفي أكثر من دراسة، وبحث، وتحذير، وهناك الكثير من التحذيرات التي تنطلق بين فينة وأخرى للتأكيد على خطرها منها، وربما، تقف، مع جملة من العوامل "الحضارية"، الأخرى وراء الزيادة المطردة والملحوظة في انتشار أنواع جديدة من الأمراض التي تكثر في كافة المجتمعات في هذه الأيام، وقد تحمل في المستقبل صفة الداء والأوبئة، فيما لو استمرت الارتفاعات بنفس الوتائر العالية التي نشهدها اليوم.

إنها لعنة الحضارة الأبدية على ما يبدو. وسقا الله أيام زمان، أيام الحلبة، والشاي، والمتة، والزهورات "البلدية" الأصلية التي كانت جداتنا يقطفنها من سفح الجبال العذراء، ويصفونها كترياق لكل الأمراض ، وحين كانت الأمراض "محترمة"، وغير أمراض هذا الزمان الكثيرة.

ترجمة وإعداد: نضال نعيسة

#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل