أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نضال نعيسة - هل الثقافة الجنسية ضرورية في المدارس؟















المزيد.....

هل الثقافة الجنسية ضرورية في المدارس؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:04
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


وهل ستصبح الثقافة الجنسية مادة مقررة في المدارس البريطانية؟ هذا ما سيجيب عنه تقرير الإندبندنت لهذا اليوم بقلم المحرر الثقافي ريتشارد غارنر؟
الثقافة كل لا يتجزأ، وإن كانت تفرعاتها تنطوي على عناوين من مثل الثقافة البيئية، أو الصحية، أو الجنسية، والمهنية ....إلخ. ويعتبر مجال الثقافة الجنسية مستحدثاً بالقياس إلى ما اكتنفها من ارتباط بالقيم والعادات وحظرها بالمفاهيم التابوية والدينية. لكن يبدو أن هناك ميلاً، اليوم، ورغبة لجعل هذا النوع من الثقافة شائعاً، ولاسيما بين الصغار حيث سيسهل عليهم، كما يعتقد القائمون على هذه الفكرة والخطوة، على التعاطي مع قطاع حيوي وهام من حياتهم. وستصبح الدروس بهذا الشأن إجبارية اعتباراً من سن الخامسة، بموجب المقترح، لكن المدارس الدينية ستعطى الحق بالاستنكاف الأخذ به. وستصبح، مثلاً، دروس منع الحمل جزءً هاماً، من دروس ثقافة جنسية إلزامية مقررة في المراحل الابتدائية والثانوية، والتي تشتمل على دروس عن الجنس والعلاقات الغرامية. وأما المدارس الدينية فلا مانع أن تشرح، مع ذلك، بأن الكنيسة الكاثوليكية تقف ضد منع الحمل. وسيعطى أولياء أمور الطلبة الحق بموجب هذا القرار الجديد الحق لمنع أبنائهم من تلقي هذه الدروس.

ويمضي التقرير إلى القول بأن الأرقام، التي أصدرتها منظمة أوفستد، لمراقبة المعايير الثقافية، تظهر بأن أربعة فقط من بين ألف قد مارسوا هذا الحق على الرغم من أن بعض المراقبين يعتقدون أن هذه الأرقام سترتفع حين تقونن الثقافة الجنسية. وكنتيجة لقرار الأمس المبني على مطالعة مجموعة ترأسها الموجه الأول السير الاسداير ماكدونالد، فإن الأطفال في سن السابعة سيشرعون باكتساب معارف عن مرحلة البلوغ والولادة. وأما الأطفال في سن الخامسة فسوف يتعلمون كيف يتحكمون بمشاعرهم وعواطفهم.

ويمضي التقرير إلى القول، في الوقت الذي يصل فيه التلاميذ إلى المرحلة الثانوية فإنهم سيتلقون تعليماً عن موانع الحمل، وفيروس الـHIV والإيدز، والحمل، وفي المرحلة الرابعة الرئيسية، والتي هي من سن الرابعة عشرة إلى السادسة عشرة، فإنهم سيتعلمون كيف سيقومون بإجراء تقييمات على ما أسماه التقرير "أنشطة أنماط الحياة"، المختلفة، ما يعني اطلاعاً على العلاقات المثلية الذكورية. وسيكون هناك نتيجة لذلك ثمانية قطاعات قانونية أخرى مضافة إلى المنهج بموجب قرار الأمس. ومنها المخدرات، وثقافة الكحول، وتدريس الصحة العاطفية، والإحساس بالتفاؤل، الحمية والصحة، أنماط الحياة، بما فيها الحاجة لتبني نظام غذائي صحي، ثقافة الأمان والسلام ( التعلم عند التورط بأعمال العصابات أكثر مما هي عن الثقافة الصحية المجردة والأمان الشخصي)، ثقافة اختيار المهن المستقبلية، تدريس الطلاب القدرات المالية، كإدارة أموالهم مثلاً وإدارة الرهن العقاري، ومهارات أخرى تتعلق بالأعمال. وقد علق وزير الطفولة إد بولز، بأنه قد قبل بكل توصيات السير الاسداير قائلاً: " من الواضح أنه فيما إذا كان الطلاب بصدد تلقي ثقافة جامعة تؤهلهم لاستقبال الحياة في سن الواحدة والعشرين فإن تلك المقترحات عن الثقافة الجنسية ستلعب دوراً محورياً في الأمر، ومعظم المدارس تتبع للتو المنهج الثقافي غير المعتمد قانونياً حالياً، غير أن المقترحات الجديدة ستسد الفجوات الموجودة هناك". وأردف بالقول: " على كل فالآباء هم من يقوم بتنشئة وتربية الأطفال وليس الحكومة، غير أن المدارس يمكن أن تلعب دوراً بارزاً في تدريس المهارات الأساسية للعلم والحياة". فيما قال زعماء الخدمة الثقافية الكاثوليكية بأنهم يدعمون مبدأ جعل الدروس إلزامية، ولكنهم أضافوا، بأن ما يتم تدريسه يجب أن يتماشى مع خط رغبات أولياء الأمور ويجب أن يتحلى بالأخلاقيات للمدارس المعنية.

وبعيداً عن تلك المساجلات التي يوردها التقرير بين مؤيد ومتحفظ، وشارح، ومفسر، فإنه يمضي في النهاية إلى تبيان ما يجب أن يتعلمه التلاميذ عن الثقافة الجنسية إلى القول:

في سن الخامسة عليهم التمييز وإدارة، والتحكم بعواطفهم ومشاعرهم الطاغية.

وفي السن السابعة، سيكون حول كيفية تشكيل وصيانة العلاقات مع شرائح متنوعة من الناس. وعليهم في هذه المرحلة، أيضاً، معرفة وتسمية المناطق الرئيسية في أجسادهم.

وأما في سن الحادية عشرة: فإنه يوضح كيف سيتعاملون مع تحول العواطف والعلاقات وكيف يمكنهم تطوير علاقات جديدة. ويتوجب عليهم ها هنا، ومن خلال عملية دورس استيعابية تقنية وعلمية، أن يكونوا قادرين على وصف وشرح تركيبة ووظيفة أنظمة الجسد البشري الرئيسية، بما فيها عملية التناسل. وفي الفصل الدراسي، ينبغي على التلاميذ أن يكونوا قادرين على مناقشة بعض التغيرات الجسدية والعاطفية في سن البلوغ، وتبيان طرق التعامل معها بنهج إيجابي.

وفي سن الرابعة عشرة، عليهم التمييز ومناقشة أهمية العلاقات بالنسبة للنشاط الجنسي، ( في شروط التناسل البشري، استخدام موانع الحمل، والأمراض المنتقلة عن طريق ممارسة الجنس), والزواج، والأبوة والحياة الأسرية. وينبغي عليهم أن يكونوا متمكنين من إدارة حوار في الفصل عن كيفية تمييز العواطف الطاغية وتحديد طرائق لإدارة تلك العواطف بشكل إيجابي (مثلاً التحدث إلى صديق أو مدرس عن المشاعر إزاء الطلاق، أو فيما يتعلق بالحب والغرام).

وأخيرًاً، خلص التقرير إلى تحديد طبيعة المهام والعمل في سن السادسة عشرة، هذه المرّة، فيما يتعلق بالجنس وتداعياته، بالإشارة إلى ضرورة تقييم كل المجازفات والمنافع الملازمة لنشاطات أنماط الحياة كالجنس، والقدرة على جعل خيارتهم أكثر أماناً بالاعتماد على منهج تقييم المجازفات هذا. وعليهم أن يقرّوا أيضاً، بأنهم يعلمون أين سيجدون النصيحة الصحية المحترفة حول قضايا من مثل الأمراض الجنسية، ويكونون على دراية بكيفية تمتعهم بالثقة في حال البحث عنها من طبيبهم العام الـ GP أو أية خدمة طبية أخرى متوفرة.

كان ذلك ملخصاً لتقرير الإندبندنت، حول فرض الثقافة والتعليم الجنسي في المدارس البريطانية التي تساهم كثيراً في الحد من انتشار الأمراض كما الجرائم والانحرافات الجنسية، ناهيك عن تبلور رؤية علمية وموضوعية وعضوية للجنس تساهم في الحد بالكثير من تداعياته المجتمعية السلبية وتخلق إنساناً متوازناً يرى في الجنس وظيفة عضوية ليس إلا كالشراب والطعام وللحفاظ على النوع البشري من دون أية اعتبارات ميتافيزيقية أو تابوية أو كهنوتية ما زال الكهنوت الديني يحاول تسويقها والنظر للجنس فقط من خلالها، ويخلق الكثير من العقد والمركبات النفسية المربكة والمؤرقة والمحبطة حيال هذا الوظيفة المحض عضوية، إصلاً، وإن كانت ترتبط إلى حد كبير بالمتعة واللذة. وإنه، بالطبع، من المبكر جداً الحكم على مدى نجاح، أو نجاعة تلك الخطوة التعلمية، التي لا يمكن النظر إليها، ومن وجهة نظرنا الخاصة، إلا في نطاق الريادة، والتجريب التي نهج الغرب على تبنيها، والأخذ بها منذ أن اختار النهوض من كبوات القرون الوسطى الطويلة والمريرة. فهل، نصاب بهذه "العدوى المباركة، ومتى نطرق كل الأبواب الموصدة"؟

عن الإندبندنت
ترجمة وإعداد نضال نعيسة



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلام الموبايل من الصين إلى إيران؟
- لماذا المطالبة بالجزر في الخليج الفارسي؟
- ما هو سر هذا الحقد البدوي على إيران؟
- من الذي قطع أذن فان كوخ فعلاً؟
- ماذا يعني إسلام مايكل جاكسون؟
- قوانين لأحوال غير طبيعية
- هل كان إعدام سقراط عادلاً؟
- الجنس الجماعي الثلاثي
- قانون أحوال غير شخصية
- من الفتوى إلى الجهاد: قضية رشدي وتراثها
- لماذا يحتفي إعلامنا بالفساد في الأرض؟
- إنها لم تنقرض يا...أدونيس
- صفقة دمج عملاق بين إنتل، ونوكيا
- العرب والبكاء على الديمقراطية في إيران
- بين عبير العراقية، وندى الإيرانية
- الموناليزا العارية: حقيقة أم أسطورة؟
- فاغنر والنازية: حقيقة أم أوهام؟
- التكنولوجيا الثورية
- الحيوية الإيرانية
- الزلازل المصرفية تعصف بالخليج


المزيد.....




- السعودية.. جريمة مروعة واغتصاب -بمكان ناء بعيد عن الغوث- تفض ...
- فحص يكشف امرأة عشية زفافها أنها رجل
- ماذا يعني انعدام الأمان بالنسبة للنساء؟
- زينب معتوق ضحية جديدة للعنف الأبوي في لبنان
- “لولو راحت للدكتور!!”.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 WANASAH ...
- كيفن سبيسي يواجه اتهامات جديدة بالاعتداء الجنسي
- سجل بسرعها!!.. طريقة التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 والشر ...
- تونس.. اعتقال الناشطة ضد العنصرية سعدية مصباح
- سجلي واحصلي على الدعم.. تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2 ...
- رابط التسجيل في منحة منفعة الأسرة 2024 عمان… وشروط التسجيل


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نضال نعيسة - هل الثقافة الجنسية ضرورية في المدارس؟