أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - ما هو سر هذا الحقد البدوي على إيران؟














المزيد.....

ما هو سر هذا الحقد البدوي على إيران؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 10:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


قبل الخوض في الموضوع، لا بد من التعريج، أولاً، على مصطلح الطابور الخامس، وما هو معناه، وكيف تم إسقاطه ها هنا على الإعلام العربي بشكل عام، والإعلام البدوي بشكل خاص. فقد ظهر المصطلح إلى الوجود خلال الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت في العام 1936، واستمرت لمدة ثلاث سنوات. وكان أول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال كويبو كيلانو، حيث كان قائداً لإحدى القوات والفصائل الثائرة. وكانت قواته تتألف من أربعة طوابير من الثوار، مهمتها الانقضاض والزحف على مدريد. وفي معرض حديثه، وشرحه لخطة الهجوم على مدريد، قال أن هناك طابوراً، خامساً، إضافة لطوابيره الأربعة، داخل مدريد سيدعم الثوار، وسيعمل معهم، ويؤازرهم، ويقدم لهم الإسناد، وكان يقصد به الشعب من مؤيدي الثورة. أي أن المعنى كان إيجابياً في بداية الأمر، ولم ينطو على أية مضامين سلبية، كما هو الحال اليوم. لكن هذا المصطلح والمفهوم تغير وبات يطلق على الجواسيس، حين اعتمده هتلر في الحرب العالمية الثانية. وأصبح أكثر اتساعاً حين بات يشمل منظـّمي الحروب النفسية، والمتواطئين مع المحتل والعدو لاسيما مروجي الشائعات التي كانت تنتشر انتشار النار في الهشيم إبان الحروب.

ومع الأحداث المفبركة، التي شهدتها إيران، والتي لم تكن، في النهاية، إلا بهرجة وتركيبة إعلامية، ضخـّمها الطابور الخامس الإعلامي البدوي، وكأن ثأراً استراتيجياً بينه وبين إيران، التي سبقته سنيناً ضوئية في كافة المجالات الحضارية والإنسانية، ظهر هذا الإعلام البدوي، تحديداً، كطابور خامس مندس بين الصفوف، ليمارس دور مروجي الشائعات الصادرة من مكاتب الموساد والإم آي سيكس، والسي آي إيه، ومنظمي الحروب النفسية في البنتاغون في واشنطن، في معركة كسر العظم بين هذه الأطراف، وإيران التي اختطت طريقاً وطنياً مختلفاً، تماماً، عما اختطه المنظومة البدوية البترولية التي تعمدت منذ ظهورها القصير على الساحة الدولية إشاعة الترثيث، والتتفيه، والتسذيج، والتبخيس والتخسيس المبرمج والتحطيط الممنهج لكل القيم الأخلاقية النبيلة المعروفة في سعي حثيث لتدميرها، وتعميم وتشييع أنموذجها المائع، المرائي، المهزوم، الخاوي من كل قيمة، ونبل، وجمال، وهذا هو أحد أكبر الأسرار الكبرى في هذا الحقد البدوي، وأزلامه من أقلام العقلنة والحدثنة المزيفة. إيران التي أحيت قيماً حضارية ونبيلة ووطنية مقاتلة ومناضلة، في المنطقة، عملت المنومة البترولية، جاهدة، وخلال كامل الحقبة النفطية، التي امتدت منذ أواخر الخمسينات، وحتى يومنا، هذا، على تمويت، وتمسيخ وتدمير وتوئيد لتلك القيم الإنسانية العظيمة، وإحلال قيم البداوة، والترثيث، والتسخيف، والتشنيع والتوحيش والتبذييء، والتقزيم والتحقير لكل ما هو إنساني ونبيل .

ومن هنا كانت تلك الحقبة، التي ما زلنا نعيش أزهي فصولها، متجلية في إشاعة السمسرة، والمراباة، والوضاعة، والانحطاط القيمي والسلوكي العام، وتزييف الوعي، وانهيار الكثير من المعايير الاجتماعية، وإباحة كل شيء حيث لم يبق أية محرمات، أو قيود وضوابط أخلاقية على سلوكيات البشر، أمام مد البداوة الطاغي المحمول بروافع البترودولار وثقافة الرمال والصحراء الصفراء. لا بل صار التباهي بتمثل قيم البداوة وأخلاقها، كالانهزام، والميوعة، والركوع، والفسق، والفجور، والخواء، والانحلال من أهم سمات مفرزات عصر البداوة المستمر، ما استمر عمل شركات البترول والغاز.

لقد أضحى البدو الأعاريب، اليوم، رمزاً من رموز الشر العالمي والتآمر على الحضارة والجمال، والرافعة الأساسية لأي مشروع نكوصي يستهدف هذه الأوطان، وتـُسخـّر الأذرع الإعلامية البدوية الأخطبوطية الكبرى لهذا الهدف، دونما حياء ولا خجل أو إبطاء. ولعل الحدث الإيراني الأخير، الذي عدّى، وانتهى، و"بكل أسف" و"هارد لك" للجميع، من دون أن تتأثر إيران بتلك الزوبعة الإعلامية، خير شاهد على ما آل إليه دور الإعلام البدوي في المنطقة، وهو الترويج لقيم العدوان والاحتلال، ولعب دور السمسرة للأشرار، ومؤازرة قوى الاستكبار، أي عملية "تخميس للطوبرة" البدوية بنجاح وإتقان.

ومن تابع ذلك الإعلام في حينه، يدرك كيف تحولت تلك الأبواق البدوية، مع ماكيناتها الإعلامية، وكتـّابها الأجراء الصغار إلى جوقة تعزف سيمفونية ولحناً متناغماً واحداُ هدفه النيل من إيران الثورة والحضارة والإنسان والعمران، وتدمير والالتفاف على القيم النضالية والإنسانية الثورية التي أحيتها إيران في المنطقة. ويبدو أن حجم الحقد الذي أبداه "البدوان"، يظهر حجم المرارة والكسوف والألم والدونية التي يستشعرونها أمام المارد الإيراني العملاق.

نعم لقد أحرجتهم إيران في الصميم، وأظهرت مدى تهافتهم، وهزالهم، وهشاشتهم وانكشافهم، وكان سلوك رجالات الدولة والدين والسياسة في إيران، على النقيض، وبالضد تماماً من سلوك نظرائهم البدو الأعاريب الحفاة العراة رعاة الشاة ، الذين لا دور حضارياً ولا إنسانياً، يذكر لهم على الإطلاق.

ومن يقرأ التقارير الدولية والحقوقية الإنسانية الصادرة عن الخروقات اللا إنسانية الفظيعة، جملة وبالمفرق، التي تتم في المنظومة البدوية ، ضد البشرية جمعاء من دون استثناء، من نهب منظم واستئثار بالثروات، وانتهاك لقيم الحق والعدالة والجمال والمساواة وأخوة الإنسان، والاعتداء على حريات وخصوصيات المواطنين، وازدراء المرأة والأقليات، والاتجار بالأطفال، والتنكيل والسادية بالوافدين، والمهاجرين، والاعتداء على الخدم والعمال، يدرك سر هذا الحقد البدوي الهائل ضد إيران التي فضحتهم وقطعتهم أشواطاً، ومجرات ضوئية في ميادين التنمية، والقوة الذاتية، والفتوحات النووية، والعزة الوطنية، والسيادة والسؤدد والاستقلال، وتحدي قوى العدوان، والضلال والاستكبار. فيما قبل البدو الأعاريب بالخضوع والركوع والتبعية والاستسلام، والاكتفاء بلعب دور الطابور الخامس، والسمسار الدائم، لهذا وذاك.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي قطع أذن فان كوخ فعلاً؟
- ماذا يعني إسلام مايكل جاكسون؟
- قوانين لأحوال غير طبيعية
- هل كان إعدام سقراط عادلاً؟
- الجنس الجماعي الثلاثي
- قانون أحوال غير شخصية
- من الفتوى إلى الجهاد: قضية رشدي وتراثها
- لماذا يحتفي إعلامنا بالفساد في الأرض؟
- إنها لم تنقرض يا...أدونيس
- صفقة دمج عملاق بين إنتل، ونوكيا
- العرب والبكاء على الديمقراطية في إيران
- بين عبير العراقية، وندى الإيرانية
- الموناليزا العارية: حقيقة أم أسطورة؟
- فاغنر والنازية: حقيقة أم أوهام؟
- التكنولوجيا الثورية
- الحيوية الإيرانية
- الزلازل المصرفية تعصف بالخليج
- بدء التحقيقات السرية بشأن الحرب في العراق
- الحل في حل الدولتين
- من يقف وراء فوز أحمدي نجاد؟


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - ما هو سر هذا الحقد البدوي على إيران؟