أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - إعلام الموبايل من الصين إلى إيران؟














المزيد.....

إعلام الموبايل من الصين إلى إيران؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 09:33
المحور: الصحافة والاعلام
    


مدرسة إعلامية جديدة:

تماماً كما هي مشاهد الاحتجاجات الإيرانية، وكأن المخرج رجل واحد. إذ بدا المشهد مرتباً تماماً، و"المصور" حرفي وجاهز، دائماً، وواقف في مكان ما قريب، كأنه مخرج يعطي الأوامر للممثلين الذين أخطأ أحدهم، بالأمس، ونظر بعفوية باتجاه الكاميرا. ويظهر في ذاك " الفيديو كليب"، المصور بالموبايل، والذي وجد طريقه فوراً، ويا سبحان الله، إلى الـBBC ، الإنكليزية العالمية التي نشرته على الفور، فتي عاري الصدر يتعرض للضرب من مجموعة من الفتيان والأولاد الصغار، ولا يدرك ولا يعرف ما خلفية ذلك، ومن هم ولماذا يتشاجرون، وقد يكون من "المحتمل" جداً، أن التصوير قد تم في أحد الأحياء الصينية في أمريكا.

معاقبة التفوق الصيني:

لا شك أن المارد الصيني العملاق، الذي يشهد نمواً قياسياً غير مسبوق، بلغ 13% وهو الأعلى في العالم، كان قد "نفذ بجلده"، من الأزمة الاقتصادية التي تحتاج العالم، وذهبت كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية ، ما غيرها، أم تشيلسي، لزيارة الصين تذللاً، وطليباً للمساعدة، كي تساهم الصين في حل الأزمة الاقتصادية العالمية التي انطلقت شرارتها مع عملية الاحتيال ومتوالية بيع ديون الرهن العقاري، من أمريكا. ويبدو انسحاب الرئيس الصيني من قمة مجموعة الثماني في إيطاليا كاحتجاج ضمني، غير مباشر، وغير معلن، على ما يعتقد أصابع غربية الحرب النفسية والإعلامية التي رافقت الاحتجاجات التي وقعت في إقليم تشينغ يانغ أو تركستان الشرقية يقطنه مسلمون من الإثنية الإيغورية، وهو غني بالموارد الطبيعية، لاسيما "البترول"، والكل يدرك النهم والجشع الغربي لهذه السلعة الإستراتيجية التي يسيل لها لعابه، وحدت ببوش الصغير لاحتلال العراق.

يمكن القول، أن التدخل الغربي، والتركيز الإعلامي ( انقطع فجأة الآن)، على الوضع هناك، كان غير بريء، البتة، ويعتبر أداة ضغط ووسيلة ابتزاز ليس إلا ضد الصين. ومن الجدير ذكره بأن انفجار أعمال العنف أرغم بالرئيس الصين لمغادرة قمة الثمانية، ربما، "احتجاجاً"، ما يضع القمة، بغياب الصين، في موقف ضعيف.

لا أدري ماذا سيفعله فيديو كليب مع بلد عملاق بحجم الصين سوى التشويش ومحاولة الضغط على قيادتها السياسية في محاولة ابتزاز واضحة للحصول على مكاسب سياسية، واقتصادية من الصين، ومشاركة من هذه الأخيرة في الحرب على الإفلاس والانهيار الاقتصادي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، هذا إذا علمنا أن الصين "تغفو" على احتياطي من العملات الصعبة يبلغ تريليوناً من الدولارات.

لا موبايل في غزة

وعلى هدي قصيدة محمود درويش الرائعة، لا صفصاف في نيويورك، بات لسان الحال يقول لا موبايل في غزة. بل أين موبايلات غزة؟ ففي الشتاء الماضي حدثت حرب بربرية همجية ومجازر ضد الإنسانية، لكن لم نر ولا فيديو كليب لا في البي بي سي، ولا الـ CNN أو اليو تيوب، ولا حتى في "اللواحق والتوابع البدوية"، الإعلامية كي تصور حوالي الـ 400 طفل فلسطسني بعمر الورود، وقضى معظمهم بالفوسفور الأبيض، وما أدراك مالفوسفور الأبيض، ناهيك عن ضعفهم بمرتين، من الرجال والنساء والشيوخ.

غيرة على الديمقراطية:


ولا يدري المرء سر هذه الغيرة الغربية على الديمقراطية في إيران أو على أقلية عرقية ودينية في الصين، وهناك حروب إبادة يقوم بها نفس هذا الغرب الديمقراطي في العراق، وأفغانستان، وفلسطين، وباكستان. ( أمس الأول قتل 35 باكستانياً بقصف بطائرة من دون طيار، والرقم بحد ذاته عبارة عن مجرزرة ضد الإنسانية، ولكنه مر مرور الكرام، ولسوء الحظ لم يكن هناك "مصور موبايل"، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه أعداد القتلى في اضطرابات إيران الثلاثة عشر شخصاً، منهم ثمانية من الباسيج، كما ذكر أحد إعلاميي الجزيرة البارزين في لقاء مع الفضائية السورية، وتم التركيز عليهم بطريقة جد فجة ومكرورة وفظة).

ندى "الغزاوية": ألا من موبايل؟

يحضرنا هنا الاحتفاء العالمي الإعلامي بالفتاة الإيرانية ندى آغا سلطاني التي قضت بنيران مجهولة، لكن لا ندري سر غياب نفس النخوة الإعلامية الغربية والإعلامية البدوية حيال ندى أو "نديات"، غزة البائسات. هل بات الغرب يستعمل هذا السلاح الإعلامي بعد فشل خياراته وأسلحته العسكرية في العراق، وأفغانستان وفلسطين؟

يبدو أننا في طور جديد من الحروب الإعلامية باتت تستخدمها بعض الدول الغربية الديمقراطية جداً لزعزعة الأمن والاستقرار في بلدان أخرى بـ"عينها"، ودون سواها، إذ تغض الطرف عن حروب إبادة جماعية في مكان وتركز عليها في غير مكان، وذلك من خلال هيمنتها على وكالات الأنباء العالمية، ومحطات وشبكات تلفزيونية شهيرة، لها متابعوها، ومشاهدوها، ويمكن أن يشكلوا عامل ضغط من خلال توجيه آرائهم بمنحى معين يتوافق مع الخط العام للسياسات الغربية.

" بانتظار ندى السورية"!!!

كنت أتابع قناة سورية معارضة يتيمةـ يوم أمس الأول، بعد انتقال شقيقاتها، غير مأسوف عليهن، إلى "دار" أرشيف المخابرات، وذلك فقط من أجل الاطلاع على أحدث مدارس "العمل السياسي الراقي الديمقراطي المعارض"، وكان المذيع " الوطني" جداً، يسهب في تقديم، وشرح "تعليمات"، للمشاهدين عن كيفية تحميل كليب من الموبايل، على النت واليوتيوب، تحديداً، وكيف "ستتم" فبركته وبثه من هناك، ويدعو "المواطنين" لتصوير ما تيسر، ويفصـّـل في طريقة الدخول على هذه المواقع. فهل يضمر هؤلاء "المعارضون الوطنيون الديمقراطيون" جداً، مع الماكينات الإعلامية، إياها، شيئاً مشابهاً، ومريباً، لسورية كما حدث في إيران ومن بعده الصين؟

فشلت، على ما يبدو، هذه الحركة الإعلامية "البايخة"، والسمجة، في إيران، وانتهت مغامرة الموبايل على نحو محزن لعشاق الديمقراطية وحقوق الإنسان من الساسة الغربيين. فهل سيفلح نفس هذا التكتيك الخائب في الصين، لا بل ماذا أعدّ السوريون للتصدي لحروب الموبايلات؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا المطالبة بالجزر في الخليج الفارسي؟
- ما هو سر هذا الحقد البدوي على إيران؟
- من الذي قطع أذن فان كوخ فعلاً؟
- ماذا يعني إسلام مايكل جاكسون؟
- قوانين لأحوال غير طبيعية
- هل كان إعدام سقراط عادلاً؟
- الجنس الجماعي الثلاثي
- قانون أحوال غير شخصية
- من الفتوى إلى الجهاد: قضية رشدي وتراثها
- لماذا يحتفي إعلامنا بالفساد في الأرض؟
- إنها لم تنقرض يا...أدونيس
- صفقة دمج عملاق بين إنتل، ونوكيا
- العرب والبكاء على الديمقراطية في إيران
- بين عبير العراقية، وندى الإيرانية
- الموناليزا العارية: حقيقة أم أسطورة؟
- فاغنر والنازية: حقيقة أم أوهام؟
- التكنولوجيا الثورية
- الحيوية الإيرانية
- الزلازل المصرفية تعصف بالخليج
- بدء التحقيقات السرية بشأن الحرب في العراق


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - إعلام الموبايل من الصين إلى إيران؟