فضيحة العمدة المثلي الذي فر مع صديقه تهز تكساس

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)

الحوار المتمدن-العدد: 2711 - 2009 / 7 / 18 - 08:22
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

نقلبت المدينة التكساسية الصغيرة سان أنجيلو رأساً على عقب في واحدة من أكثر فضائحها الجنسية غرابة على الإطلاق وملقية بظلالها على الحياة السياسية الأمريكية.

لقد استقال جوزيف لون العمدة المحبوب، فجأة، في الأسبوع الماضي بعد الكشف عن أنه وقع في حب جنوني مع مهاجر غير شرعي. وكانت هذه أولى خيوط الفضيحة، أما الثانية، فهي أن شريكه الجديد هو رجل.

وليس مفاجئاً البتة أن تنتقل تلك الأخبار على كل لسان في تكساس. فإن الزواج المثلي في الولاية الجمهورية المحافظة والمتشددة اجتماعياً، إضافة إلى الهجرة غير الشرعية، هي من القضايا الأكثر سخونة وجدلاً في البلدة. وربما، ولذلك، ليس من المستغرب أن قام لون بإعلان نهاية مسيرته السياسية من المكسيك، حيث فر لينضم إلى صديقه الجديد ومن هناك يمكنه أن يندب، بطريقة أخرى، مستقبله السياسي الناجح.

لقد جاء النبأ كقنبلة. فلقد فاز لون البالغ 32 عاماً من العمر، للتو، ولاية رابعة بنسبة كاسحة بلغت 89% بالمائة من الأصوات. لقد أصبح محبوباً وشعبياً، جداً، بعد انهماكه بالعمل لساعات طوال في إصلاح البنى التحتية للمدينة، وحضوره لمئات من الفعاليات والنشاطات الاجتماعية.

لقد أرسل، وفي مشهد درامي بالغ ومؤثر ومن الصعب بلوغه، رسالة نصية إلى مسؤولي المدينة وذلك قبيل ساعات من حفل تنصيبه لأداء قسم العودة للمنصب، أبلغهم فيها بأنه كان في مدينة مكسيكو مع الرجل الذي أحب، ولن يعود في وقت قريب.

ولم يكن مفاجئاً، بأن بعض المعلقين المحليين رحبوا بالخبر وبدرجة عالية من المبالغة: " لقد وضع الأمر بشكل بسيط للغاية، فإنه واحد من أكثر التنازلات مفاجأة، ومنذ أن تخلى إدوارد الثامن عن العرش البريطاني لصالح واليس سمبسون في عام 1963"، كما صرح بذلك ريك كايسي من جريدة الهوستن كرونيكل.

لقد ترك هذا الأمر مدينة سان أنجيلو في حال من الارتباك والتخبط. فلقد أشار مسؤولو المدينة، في مؤتمر صحفي تمت الدعوة إليه بشكل عاجل بأنهم شعروا بالألم لأن لون قد ترك منصبه ليس لأن شريكه رجلاً، ولكن لأنه كان مهاجراً غير شرعي. ومصدر الألم بإن القرار الذي اتخذه لون بالاستقالة، كما قالوا، لأنه لا يمكن رؤية عمدة يساعد ويحرض شخصاً كان قد خرق القانون. وأضاف تاي ميغان: " يأمل لون بأن يحترم سكان سان أنجيلو قراره".

وبالرغم من حضور صورة تكساس كحزام إنجيلي ضد المثليين، فهناك فرصة قوية لحدوث ذلك. فالطبيعة الديموغرافية لتكساس قد تغيرت في السنوات القليلة الماضية. فهوستن، ودالاس وأوستن تشهد ازدهاراً كبيراً للجماعات المثلية. ودالاس تستحوذ على صورة "عاصمة المثليين الكاوبوي" في أمريكا.

وبدا بأن لون نفسه كان يدعم وجهة النظر بأن قراره بالخضوع لقلبه قد لقى تجاوباً من مواطني سان أنجيلو. وفي مؤتمر صحفي من مكسيكو، صرح بأنه تلقى مئات من رسائل الدعم والتأييد. وقال بأنه أجاب بشكل شخصي على أكثر من 300 منها. وأضاف: " أنا متأثر جداً بكل صدق، متأثر بشكل عميق، من حجم الدعم من الناس في مدينتنا".

وأعرب لون عن رغبته بالانتقال مع شريكه الذي لم يسمه إلى مدينة أخرى في المكسيك. وهناك سينخرطون بالإجراءات الطويلة لمحاولة الحصول على إقامة شرعية لصديقه، رغم اعترافه بأن ذلك قد يستغرق سنوات. وقال بأن يريد العودة إلى الولايات المتحدة، ولكن فقط في سياق التقاليد الأروع لقصة حب عظيمة, وبأنه كان عليه أن يتبع قلبه ويحاول أن يجعل الأشياء تمشي مع الرجل الذي أحب.

وقال أيضاً: " علي أن أمنح هذا الموقف الفرصة، أو أن أبقى نادماً عليه طوال حياتي".

عن التلغراف
ترجمة وإعداد: نضال نعيسة

#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل