أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - موقف انساني!!!














المزيد.....

موقف انساني!!!


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 10:23
المحور: الادب والفن
    



يا للصُّدفة !!
لقد جاء صراخ الذئب الصغير هذه المرّة ، تمامًا مع صياح الدّيك الذي يعلن قدوم الفجر الباكر، فانتفضت الذئبة الأمّ من نومها للمرة الخامسة على التوالي ، وبدأت تعانق ابنها المُتوجّع وتتحسّس برفق رجله المكسورة والمعصوبة.

ماذا تفعل ؟!
إنّه يتوجّع ويتألم كثيرًا ، فكلما زارها النوم صرخ الصغير بألمٍ ، فتقوم تتحسّس قدمه والحزن يملأ كيانها.
كنتُ اتمنّى أن أكون في مكانك يا صغيري تقول وهي تحاول أن تخفي الدّموع في عينيها، وتلوم نفسها لأنّها سمحت له قبل ثلاثة أيام أن يركض ويقفز فوق الصّخور ، حتى انه سقط في إحدى المرّات فوق صخرة قاسية ، فصرخ بشدّة ، وحملته وأسرعت به إلى جارها الطبيب ؛ وهو ثعلب شيخ يضع نظّارات سميكة على عينيه.
فحص الطبيب الذئب الصّغير ، وفي الحال تأكد أنّه قد كسر قدمه، فأسرع وقام بتجبيرها ، والبكاء والصراخ يملآن المكان .

ويصرخ الذئب الصغير من جديد ، فتعود الذئبة إلى نفسها والى الواقع المُرّ.

يا الهي !! ماذا أفعل وقد نفد الطعام من المغارة ، فها هو اليوم الثالث ، وأنا ألزم المغارة بجانب ابني ولا اخرج للصيد ، عليَّ أن أفعل شيئًا. ونظرت من طَرَف عينيها الى صغيرها وابتسمت ...إنّه يغفو ...إنّه يغفو ، حمدًا لله.
وقامت في الحال ، وتسلّلت من المغارة بصمتٍ وحذر ، واتجهت نحو الحقل الأخضر الواسع ، فهناك تكثر الأرانب والحيوانات الأخرى.
ونظرت من بعيد ، ولكنها لم ترَ شيئًا ، فاقتربت بحذر واختبأت خلف صخرة كبيرة وانتظرت بصبر، وطال الانتظار ، واحسّت بالجوع ، ومرّ بفكرها ولدها المتوجّع الذي تركته في المغارة فتضايقت وصرخت ولدي ...ولدي!!
وعاودت النَّظر ، ولم تُصدِّق عينيها في هذه المرّة ، إنّها ترى غنمة كبيرة ترعى في الركن البعيد ....نعم غنمة .وضحكت في سرّها ، لقد عوّضها الله عن أيام الجوع السابقة !!

اقتربت الذئبة بحذر ، وتقدمت رويدًا رويدًا ، ثم ركضت من بعيد باتجاه الغنمة ، وما أن رأتها الغنمة تركض نحوها حتى خافت خوفًا شديدا، وأخذت تركض هاربة وهي تنادي حمَلَها الصغير .
اخذ الحمل يركض ويستغيث وهو يجرّ رجله المكسورة والمعصوبة ، والغنمة الأم تركض تارة للأمام وطورا تعود الى صغيرها.تشجعه.
امّي ، أمّي أرجوك لا تتركيني...أمّي ...أمّي.



وجمدت الذئبة في مكانها ....جمدت لحظات طويلة ، ثمّ عادت مسرعةً إلى المغارة ، وأخذت تعانق صغيرها وتشدّه بقوّة الى صدرها ، والدّموع تسيل على خديها.




#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربّي الشَّبَع والزّاد
- لجنة الطائفة الارثوذكسيّة في الناصرة
- ناطرين
- المسيحيون العرب ...عربُ وأكثر
- ذوقوه ولن تندموا
- تعالَ من سَماك
- زيتونة اللغة العربيّة تنتظرُ التشذيب
- الإجهاض كلمة خشِنة الوقع
- أنتَ الوطن
- لا للشذوذ الجنسيّ ...ولكن
- النعمة الغنيّة
- مَجْمع اللغة العربية في اسرائيل ، يجب ان يُدفن قبل ان يزكم ا ...
- الأطفال الجِياع جُرحٌ ينزِفُ
- عبوديتكَ حُريّة
- محبّة
- ُهُنا وهناكَ
- يا أحلى إله
- كَروان
- آلامكَ فوق طاقتي
- العنزة ُ الذكيّة- قصّة للأطفال


المزيد.....




- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه
- في مثل هذا اليوم بدأت بي بي سي بثّها الإذاعي من غرفة صغيرة ف ...
- معالم الكويت.. صروح تمزج روح الحداثة وعبق التاريخ


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - موقف انساني!!!