جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 08:27
المحور:
كتابات ساخرة
الرجل العربي يبدأ حياته طفلاً غبياً يعلق على كل شيء ويريد كل شيء كالذين يعلقون على كتاباتي وكأنهم متخصصون في كل شيء , ويعتقد أنه يريد مضاجعة كل نساء العالم , ثم يكبر فيصبح مراهق (عرص) يعرف الدقة والرقصة وشاطر إكثير في الضحك على البنات , بكون يمشي مع كل البنات وبنفس الوقت ما بخطبش ولا بتزوج وحده منهن , بروح يتزوج وحده ثانيه , معتقداً أنها شريفة تليق بمستوى شرفه الذكوري.
بعد ذلك يصبح شاب سرسري , بحفظ الوجوه وبعرف كل شيء .
بعدين بتوب إلى الله وبرجع يدخل المساجد وبصير يصلي وكل الناس بتصير تحكي عنه ما شاء الله والله إنه زلمه محترم والله إنّا كنّا فاهمينه غلط , بعدين عادي كل الشباب بغلطوا وبطيشوا , وبهيك حاله بصير المسجد شماعه يعلق عليها أخطاؤه, أما البنت لو غلطت غلطه بسيطه جداً , كل المساجد في الوطن العربي لا تستطيع أن تجعل منها امرأة مهذبة ومحترمة تبغي الستيرة والزواج , ولا أحد يقول عنها : عادي كل البنات بغلطن , ولو دخلت كل المساجد وصلّت بهن فإنه من المستحيل أن تعيش حياة كريمة , حتى المساجد لا تكفر إلا عن خطايا الذكور , شو هاظا المجتمع الذكوري !!حتى أي تاجر بده يتسرسر بصير يروح على المسجد ويلتزم بالصلاه.
وبعد ما يشوفوه الناس صار يصلي , بيجوا عليه وبعطوه بنتهم أو أختهم على شان (ي..) بدناش نحكي , بس همه بعطوه إياها على سنة الله ورسوله بموجب عقد شرعي مدفوع الثمن , المقدم والمؤخر والمعجل والذهب والأثاث.
مش هون المشكله .
المشكله بمرحلة نمو العربي قبل الأخيرة , وهي حين يعقل ويتزوج , فيصبح في مرحلة الزوج النكد, يعني بصير نكد إكثير زي جوزي , بنكد عليّ وعلى الأولاد على الطلعه وعلى الفوته وإذا بدي أروح معاه مشوار يا ويلي يا سواد ليلي , بسألني على الطريق 100 سوآل , مين هاظا المر إبجنبك إبتعرفيه , جار أهلك قريبكم , بحكيله والله ما بعرف , وإذا فتنا على مطعم نوكل لقمة سم لازم أدير وجهي على الحيط ولازم نوخذ طاوله بجانب الحيط , والله عيشه بتقصر العمر .
ومش بس أنا هيك كمان ماما عاشت حياتها هيك, بس الآن ماما بتمر مع بابا بمراحل نموه الأخيره , عارفينها شو هي , (مرحلة الختيار النجس), الآن بابا رجل خبير في الحياة أكثر من زوجي وهو يعذب ماما , إذا فتحت الشباك بسكره وإذا فتحت الحنفيه بسكرها وإذا أولادي راحوا عليه يزوروه بصير يصيح عليهم أقعدوا تتحركوش إتنطوش تمشوش دب على الأرض , لا حدى يروح ورى الدار . الكل ثابت وإلى الأمام در, وإلى الخلف در ,وكتفاً سلاح , وكمان إشويه بحكيلهم هجوم على المطبخ , لا حدى يفتح التلفزيون سكروا كل شيء على شان الجامع بأذن .
وأنا الآن زوجي في مرحلة نمو الزوج النكد بس بكره بصير زي بابا وزي جدي وبنصير نتمنى يموت ونخلص من قرفه , أما بابا فقد تعدى هذه المرحلة وأصبح يمر الآن في مرحلة الختيار النجس, وكل أهل الدار بتمنوا موته , زي ما حكيتلكم.
(جوزي) زوجي زلمه شكاك , وطبعه هيك , من يوم ما الله خلقه وهو هيك , على الفايته وعلى الطالعه وعلى النازله بعملي نكد عارفين ليش ؟ كمان إشويه إبتعرفوا من حالكم , بشك أكثر من السي آي إيه والموساد والكي جي بي , زوجي شكاك أكثر من كل أجهزة المخابرات المنتشرة في العالم , فمن المعروف جيداً أن رجال المخابرات لا يثقون بمصادرهم ولا بالذين حولهم , وذلك لأنهم هم غير صادقين أو أن غالبيتهم يبني علاقاته على أسس كلها ظنون وأن الطرف الآخر غير وفي .
وكلما أريدُ الذهاب إلى السوق لوحدي أو بمعية أولادي يقف زوجي كالخطيب يخطب بي ويوجه لي إرشاداته ونصائحه بضرورة تجنب الضحك والإبتسام مع الرجال فهو مؤمن جداً بالمثل القائل : إذا ضحكت وبين نابها إلحقها ولا إتهابها .
واليوم حين قلت له :
- بدي أروح على أهلي .
- لحالك؟
- لالالالا معاي لولاد بدي آخذهم .
- آه جيد ..كويس إكثير , أخذيهم معاك, بدك تركبي بالسرفيس ؟ ولاّ تكسي طلب ؟
- شو يعني بدها تفرق معك بالسعر؟
-لالا بس بالسرفيس الوضع مختلف عن التاكسي, بالسرفيس عاديبس بالسرفيس بدك إتديري بالك من الكونتروليه عاشنها شباب صغار ومراهقين عرصات , بس بالتكسي , إنت عارفه الشوفيريه عرصات وسرسيه طبعاً مش كلهم , وإنما بدك إتديري بالك منهم , بدك توخذي بالك , إذا ضحك معاك سايق التكسي لا تضحكيش معاه , وإذا حكالك إتفضلي , إحكيله شكرا يا خيوه, لا تحكيله شكراً يا أستاذ أو شكرا , وتبتسمي له , ديري بالك يشوف السايق إسنانك الشوفيريه كلهم عرصات , إنت عارفه أنا إشتغلت أكثر من 15 خمس طعشر سنه على الخط وفاهم وعارف كل اللعبات, يعني عارف الدقه والرقصه.
- ماشي حاضر يا زلمه حافظه هاظا الدرس من عشر سنين وانت تحكيلي إياه نفسه هو هو , والإسطوانه نفسها هي هي ,شو كمان في عندك أوامر ثانيه؟ حافظه قصة ليلى والذئب أحكيلك إياها , كانت ليلى بدها إتروح على جدتها وصادفها الذئب , الذئب ملعون حرسي, بده يوكل ليلى , أو بده يضاجع ليلى , بعدين ليلى إنتصرت عليه وملأت بطنه بالحجاره دليل على العقم الذكوري .
-هلا هلا والله شو هالحكي هاظا صايره مثقفه , شو كنك إبتقري لجهاد العلاونه؟ههه ,إفهميني أنا ما بشك فيك أنا بس حريص عليك وعلى البيت والأولاد, أنا بركبن معي نسوان إكثير , وبس كنت في زمان سايق تكسي كنت أشوف أشكال وألوان , أكثر من 100 وحده إللي أخذتهن على طرق خارجيه , كنت أفهم البنت أو المره المتزوجه من أول كلمه أحكيها معاها وإذا ضحكت من البدايه كنت أعرف شو بدها , أنا حتى الآن بعرف وبشوف.
- يا زلمه إنت إبتحكي عن مغامراتك النسويه قدامي ومش حاسبلي حساب , طيب لو حكيتلك عن تاريخي قبل الزواج شو بتظلك ساكت؟
- شو إنت إلك تاريخ ؟
- يا زلمه شو تاريخ ما إنت تزوجتني وأنا عمري 14 أربعطعشر سنه , شو وين التاريخ إللي إلي , مالك كبر عقلك.
- لالا بس بفكر , أي والله غير أسع إتروحي على دار أهلك , بعدين إفهميني إذا حكيتي للشوفير يا خيوه , بصير عنده إحساس إنك شريفه , أما إذا حكيتي إشي ثاني رايح يطمع فيك ..إفهميني قبل ما إتعصبي عليّ.
- فاهمه وعارفه وحافظه الدرس زي إسمي , يا زلمه إنت ما بتملش ؟ إنت ما بتتعبش ؟
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , يا مره بحكيلك , أنا حريص عليك , بعدين مثل ما بحكي المثل المصري : حرص من صاحبك ولا إتخونهوش.
- أي يا زلمه أنا كاينه شريكتك إبمصالحك , أنا عاقله وبعرف كل شيء لحالي مش بحاجه إتوصيني , أسع ..هسع أروح أمشي بدي أطلع؟
- آه خلص إتوكلي على الله , وقفي عندك إنسيت أحكيلك , أي ساعه بدك ترجعي من عند إهلك , أول ما تطلعي بترني عليّ وبتحكيلي , المسافه من عند دار أهلك لهون قديش تقريباً ,؟؟ إبتيجي نصف ساعه , بدي أعرف قديش , على كل حال بس تطلعي بترني عليّ , أو أقلك خلص أنا باجي آخذك.
- طيب إنت وين بتكون؟
- شو هاظا السوآل الغريب !! إنت ليش إبتسألي إكثير , أنا حر يمكن أكون مع إصحابي , شو دخلك بي أنا زلمه ما في إشي بعيبني غير إسلاحي وإذا إسلاحي قصر إلك حق تحكي , والله عال قال إبتسألني وين إنت بتكون !!.
- يا زلمه مالك إعلقنا معك , بعدني ما سألتكيش , ما إلك عشر سنين إبتسألني وين رايحه ووين بدك ومن وين جايه , بس سألتك سوآل إعلقت بيك , هاي صابنا فيك مثل المثل (يا قحبه مع مين إعلقتي ).
- هلا هلا هلا هلا والله , كمان إشويه بتقومي تضربيني ! أضربيني ! لا أضربيني , شو أنا كاين ضلع قاصر , طبعاً ما بصيرش تسأليني أنا بس إللي بسأل .
- طيب إذا حكت معاك وحده بالطريق أو على الموبايل , مش مفروض تحكيلها يا أختي شكراً يا أختي.
طبعاً هذا الحديث بيني وبين زوجي دائما وهو ليس وليد اللحظه , فجده كان هكذا وأبوه كان هكذا , وأنا أيضاً أبي هكذا وإخواني هكذا .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟