أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - أنثوية العلم














المزيد.....

أنثوية العلم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



يحاول والعلماء (تأنيث العلم) وإعادته إلى أصله النسوي، وذلك من موقع التأكيد على إظهار العاطفة النسوية وإخفاء جبروت الرجال أوقتل ملامحه ،ولسوف تبقى تشهد عشرات السنين القادمة محاولات فكرية من هذا النوع ولسوف يظل الأدب المرئى يقدم أفلاماً وبرامج متنوعة من هذا القبيل، بنفس الوقت الذي سوف تتراجع به القيم الدينية عند كل أصحاب الديانات .حتى يصل العالم إلى السأم من موضوع السلام،عندها ستبدأ الحاجة للعودة إلى (الحرب) وإلى قيم الذكور.
وحول هذا الموضوع يقول: (وَل ديورانت)(2).

((إن التاريخ من بعض الوجوه، ليس إلا تعاقباً لموضوعات متعارضة ، فإن الطباع والأشكال السائدة في عصر ينكرها ويبرأ منها العصر الذي يليه ،والذي يضيق ذرعاً بالتقاليد.ويتحرق لهفاً إلى التجديد: فالكلاسيكية تنجب الرومانتيكية ،وهذه تلد الواقعية ،وهذه تأتي بالتأثرية،كما تدعو فترة الحرب إلى عقد عشر سنوات من السلم كما أن السلم الذي يطول أمده يدعو إلى الحرب العدوانية)).

فإذا صح كلام وملاحظات (ديورانت) فهذا يعني أن قيم الذكورة التي تلاشت في العشر سنوات الأخيرة سوف تعود مجدداً حاملة معها بذوراً جديدة ثمارها الأجيال القادمة .
ولكن باعتقادي وتصوري أن بذور الحرب والدمار لن تعود شريطة تمكن الحكومات من تثبيت الثقافة النسوية وقيمها.
إن كافة المؤسسات الثقافية تعمل اليوم على إبراز الملامح الإنثوية للعلم،وفي عام (2004م) قامت سلسلة عالم المعرفة بترجمة كتاب(Lifting the veil -the feminne of science) وترجم الكتاب تحت إسم (أنثوية العلم) وجاء في مقدمة المترجمة:

((النسوية بشكل عام هي كل جهد نظري أو عملي يهدف إلى مراجعة واستجواب أو نقد أو تعديل النظام السائد في البنيات الاجتماعية .الذي يجعل الرجل هو المركز..والمرأة جنساً ثانياً أو آخر في منزلة أدنى ، فتفرض عليها حدود وقيود ، وتمنع عنها إمكانيات للنماء والعطاء فقط لأنها إمرأة. ومن ناحية أخرى، تبخس سمات وخبرات فقط لأنها أنثوية ، لتبدو الحضاره في شتى مناحيها إنجازات ذكوريةٍ خالصة تؤكد توطد سلطة الرجل وتبعية أو هامشية المرأة ))(*
)
فإذا أردت أن أجامل المترجمة فإنني أوافقها موافقة مبدأية، غير أن لي تحفظ شديد على كلمة (حضاره) لأن النساء في فترة حكمهن والتي إمتدت أكثر من خمسة وثلاثين ألف عام قبل الميلاد، لم يستطعن إنجاز حضاره بمعنى الحضارة الذكورية القائمة على البطش , والظلم , والا ستبداد وسوء توزيع الثروات ,وكان العلم والتقدم في ركود وفي عالم مجهول لم يكتشفه العقل البشري إلا مؤخراً مع بداية ظهور عصر الآباء، ومع ذلك فإن لي ملاحظة هامة على كلمة (أنثوية ونسوية) ففي قترة حكم المرأة لم يكن هنالك رق أو ذل أو عبودية ، بل كان الناس يعيشون بسلام دائم وبرأيي أن ترك النساء ، على طبيعتهن وفطرتهن أجمل بكثير من كل محاولات تثقيفهن لأن الثقافة والحضاره لديهن قهرت عندهن الروح والجسد وكان بعض الكتاب العرب ومازالوا يتخذون مواقف عدائية من المرأة ولاتعود هذه العداءات لأسباب علمية بل تعود غالبيتها لأسباب شخصية ناتجة عن تجارب عاطفية محبطة مثل موقف العقاد،وهنا أكتفي بما قاله عن المرأة ولا أريد أن أبحث عن تجاربه المحبطة مع (مديحة يسري) وإسمها الحقيقي.(هنومه خليل) ومع(مي زياده) ولكني سأكتفي بالإشارة لما يقول:
(بدأت قضية المرأة: من رعايا يطلبون حقوقهم من ملوكهم ، وعبيد يطلبون حقوقهم من سادتهم ، وأجراء يطلبون حقوقهم من أصحاب العمل والأموال، وشعوب مغلوبة تطلب حقوقها من شعوب غالبة ، بل أبناء يطلبون حقوقهم من الآباء وعباد يطلبون حقوقهم من المعبود)).

وإن القارئ الذكي سيعلم أن هذا الكلام ناتج عن رؤيا شخصية محبطة وعن تجارب عاطفية ورغبات غير مشبعة ، وأنا على علم من أن العقاد يعرف تمام المعرفة أن التغيرات في الأدوار إلاجتماعية بين الرجل والمرأة ناتجة عن (صيرورة تاريخية ديالكتيكية) ليس للقرار السياسي الصادر من الأعلى أي أهمية من ناحية توزيع الأدوار الاجتماعية وإن العقاد عاش فترة طويلة (1889م) إلى الستينيات من القرن العشرين. وهو ينتقل بين المذاهب الأدبية والفلسفية وبين تاثره بـ(فرنسيس بيكون ) و(برنادشو) وأحيانا نجده متنقلاً بين العقل والنقل مدعياً هو وغيره أن مذهبهم مذهب(توفيقي) ولم أجد تعليقاً عليه أجمل من تعليق (الطيب تيزيني ) في مشروعة عن الرؤيا الجديدة للفكر العربي، حيث وصف التوفيقية أو على حد تعبيره ( التوفيقوية) بـ(التلفيقيه) والمهم في الموضوع أن العقاد وغيره تعاملوا مع قضية المرأة من منطلق مواقف شخصية ناتجة عن إحباطات عاطفية بحته.

ونسمع في كل يوم عبارات (رنانه وطنانه) يرددها كبار المثقفين وصغارهم عبارات توصف المرأة أحياناً بـ (الخائنة) أو (الحاقدة) أو(المسرفة) أو (الكاذبة) وعبارات مثل:(نقل الصخر من الجبال أهون عليَّ من مصاحبة النساء فأصاب بالخبال).

وقال آخر - أو حكيم يوصي ولده: يابني ثلاث خذ حذرك منهن السير في الهوى والوقوف على الماء وصحبة النساء وغيره ..وغيرها من تلك العبارات التي أحترم قائليها وأقدر عمق التجربة عندهم . ولكن الخطأ هو أن يغمم تلك العبارات على قضية المرأة .

وإن قضية المرأة لا تؤخذ من تجربة شاعر في الهواء الطلق وساعات الذروة أو من نظرية فيلسوف يفلسف وجهات نظره وهو يحتسي القهوة أو الخمرة ولكنها تؤخذ من السياق العام للصيرورة التاريخية ومن مدى تأثير الوقائع التاريخية على هيكل الدول والحضارات والتجمعات السكنية نحن مطالبون هنا بتفسير منطقي للتاريخ من أين بدأ وكيف بدأ؟
وأخيراً، لماذا المرأة؟ وأقول أن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في أي بقعة من الأرض تعطي للقارئ انطباعاً عن الشكل الحضاري لتلك البقعة من الأرض وعن المستوى الاقتصادي وانماط الانتاج.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا هذا اليوم
- من العصر الأنثوي إلى العصر الذكوري
- أعطونا الطفوله
- الحرية مسألة شخصية
- ظل راجل ولا ظل حيطه
- رسالة من امرأة عادية
- بإنتظار رسالةٍ مهمة
- يوم سعيد
- لو كنتُ مواطناً أوروبيا
- إعتذار للحوار المتمدن
- خفة دم مصطفى أمين
- جلالة الإنبراطور باراك أوباما
- إنتصرنا في كل المعارك
- أنا
- امرأة ليبرالية مظلومة
- اللهم لا تنصرنا على أمريكيا
- إخترنا لكم : بان الخليط
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - أنثوية العلم