جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:30
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
امرأة تتحدث عن الدين هذا يعني أنها قليلة دين وقليلة تربية إسلامية, الخبرة هي التي تقول ذلك , لأنها بحديثها الكثير عن الدين تحاول أن تواري سوآتها ومثالبها, فالدين قناع , أما المرأة الليبرالية والتي لا تفعل السوء فهي لا تتحدث كثيراً عن الدين لأنها بنظر حالها لا تفعل ما هو عيب , ولكن الإشاعة تكون أنها عاهرة ومشبوهة أو مجنونة ...أي أن الذي تمارسه بالإشاعة يكون أيضاً أكبر من الحجم الذي تنادي به , أما الملتزمة فالذي تمارسه بالسر أكبر من حجم الإشاعة نفسها.
إن طبيعة الإنسان هي التعدد في الأزواج , مهما كان نوع الدين والغالبية التي تحب تعدد الأزواج هم المسلمون وبنفس الوقت لا يسمح للمرأة بتعدد الأزواج, لذلك تحاول التعدد بالسر , إن النتيجة هي هكذا تعدد للرجال وتعدد للنساء سراً, وأنا لا أقول الغالبية , وإنما أقول أن الغالبية التي لا تتعدد تفكر بالتعدد وتخطط له .
ففي حديثي مع غالبية المتدينات أكتشف أنهن يمارسن المسكوت عنه , ويمارسن ما يرفضنه أو ما يعتبرنه دعارة , وغالبية الليبراليات محافظات جدا جدا جدا , وهذا يذكرني بما قرأته ذات يوم عن المفكر أو المؤرخ الأدبي التقليدي مصطفى صادق الرافعي حين يقول :( وكم من امرأة متحجبة الجسد بارجة الروح, وكم من امرأة بارجة الجسد متحجبة الروح).
وهذا القول قلته مرة لأحد شيوخ الدين في مناقشة معه عن المرأة والحرية فأجاب :(شو متحجبة الروح... وخلفيتها ظاهره للناس وافخاذها بشوفوهن كل الناس؟)
وإنه بهذا الجواب أجاب عن الذي أريد قوله , وهو أننا كعرب ممارساتنا بخلاف معتقداتنا , فالذي يتحدث عن شرف المهنة تجده على الغالب سرسري ولص ومرتشي.
معظم النساء الليبراليات العربيات مظلومات جدا جدا جداً , فهن فعلن لا يمارسن الذي يدعينه ,يعني أنهن مضروبات بحجر كبير , أو ضاربات حالهن بحجر كبير , بل هن يقلن أنه يجب أن نكون هكذا , ومع ذلك فإن المعارضات لليبراليات هن اللواتي يمارسن ما تدعينه الليبراليات .
وتحاول الليبرالية بسلوكياتها أن تثبت للجميع شرفها وحتى على الغالب أنها ما زالت عذراء , رغم أن العذرية موضوع تافه جدا , فسواء فقدته أو إحتفظت به فهذا حق شخصي وليس قضية جزائية .
والمحافظات يمارسن الجنس بكافه قواعده وأصوله وشواذه بالسر , بينما المناديات بضرورة ذلك لا يحصلن على الجنس , حتى أن الحياة الرومنسية يحرمن منها المطالبات بالحريات , بسبب إبتعاد الذكور عن مصاحبتهن , وغالبية الذكور يحاولون التقرب من المناديات بالحرية من أجل إستغلال نظرياتهن وحريتهن وتصرفاتهن وتفاجأ المدعية للحرية ذلك متأخراً, فيتهربن من الذكور وتتكون لديهن حساسية عالية منهم وتصبح لديهن صعوبات كبيرة في البحث عن شاب صادق, والشباب يتقربون منهن من أجل الحصول على الجنس بطريقة خسيسة, وليس من أجل إقامة علاقات جنسية محترمة وتكوين أسرة طبيعية نووية .
فمعظم المعارضات لمبدأ تعدد الأزواج بالنسبة للمرأة , لديهن عشاق يمارسن معهم التعدد بسرية , أنا لا أقول الزنى, ولكنني أقول أنهن على الأقل يمارسن الجنس مع غير أزواجهن .
والنتيجة بالنهاية هي , حرمان المنادية بالحرية وتعدد الأزواج من الزواج نفسه , حتى أن النساءاللواتي يظهرن بمظهر سلوك عادي وطبيعي لديهن توجهات عدائية ومقاطعة للمدعيات الحرية , فالمرأة التي تدعو للحرية نجد أن المجتمع والنساء بالذات يتجنبنهن ويتجنبن رفقتهن , كونهن في مجتمعهن مشبوهات أخلاقياً, علماً أنهن أو غالبيتهن وليس جميعهن ليست لديهن علاقات جنسية وإن كانت فإنها ضمن المنطق الطبيعي للمرأة الليبرالية .
حتى أن معظم النساء المناديات بتحرير المرأة نجدهن حريصات كل الحرص على إظهار أنفسهن بمظهر طبيعي وسلوك عادي , بينما الملتزمات دينياً نجدهن غير حريصات على ذلك ويكفيهن أنهن لا يعارضن المجتمع الكلاسيكي.
إنها ظاهرة المجتمع الكلاسيكي الذي تحاول الدولة والنظام التقرب منه , وتحاول الدولة والنظام الإبتعاد كل الإبتعاد عن المجتمع المدني الحديث, لأنه يشكل خطراً كبيرا على أنظمة الفساد التقليدية , فقضية تحرير المرأة هي من ضمن قضايا التنمية الشاملة , التي تحاربها الأنظمة الرجعية العادلة المستبدة بحكمها .
لذلك الدولة نفسها والمجتمع نفسه يقيم علاقات طبيعية مع غير الملتزمين بشروط المجتمع المدني ,شريطة أن لا يدعو إلى ترك العادات والتقاليد علناً, وبنفس الوقت تتهرب الدولة والمجتمع من الذين ينادون بالتنمية الشاملة والحرية والتعددية , علماً أن أولئك سلوكهم في مجتمعاتهم على درجة عالية من الأخلاق.
أما المرأة والتي تتحدث عن الحرية وتعدد الأزواج للمرأة فإنها على الأغلب لا تقيم علاقات جنسية غير شرعية إلا بما يسمح به المنطق أو الشيء الطبيعي , ففقدان البكارة أمر طبيعي للمرأة العاقلة والتي يجب عليها أن تحصل على الجنس إذا كانت غير متزوجة .
هذا لا يعيب المرأة الليبرالية , حتى وإن تجاوزت حدودها المنطقية , فلا يعتبر مخالفاً لشريعتها المدنية , لأنها هي هكذا وأفكارها هكذا .
أما العيب كل العيب الكبير في المرأة التي تتحدث عن الدين والتربية الدينية وبنفس الوقت تقيم علاقات جنسية مشبوهة , أو مخالفة للذي تدعيه .
أنا لا أريد هنا أن أتحدث بإسلوب علمي كبير , لأن بعض المتدينين فهمهم على قد حاله , ولكني أريد أن أشير للذي يقول به فرويد وبعض علماء النفس :
هنالك منظومة معرفية إبستمولوجية لكل إنسان , وهذه المنظومة هي التي تتحكم بخط سير كل إنسان سواء أكان مسيحيا أو مسلما أو يهوديا أو شيوعياً, وهذه المنظومة تتكون مع الإنسان من لحظة مولده للحظة فناءه, يكونها الإنسان من خلال دراسته وتجاربه وتفاعله وإستجاباته لشروط الحياة , ويجب أن تكون تلك المنظومة المعرفية مطابقة بحكم الواقع لسلوكيات الإنسان .
وبعبارة أوضح:
لا يجوز أن أحارب الحريات العامة وبنفس الوقت أحاول إطلاق العنان لي , أو لا يجوز أن أنهى عن خلق ٍ وأتي مثله .
كان لي صديق في جامعة اليرموك يدرس الشريعة وكل يوم مع إمرأة شكل أو مع طالبة جديدة يأخذ منها ما يريد ثم يتركها نهباً للريح , وكان يعيب على شخصي ويعتبرني معقداً لأنني لا أجيد الكذب على البنات , وكان مصلياًوملتزماً, أما أنا فكان الجميع يخاف من رفقتي كون الأفكار التي أحملها مجنونة وغريبة ومشبوهة .
من هنا , معظم النساء العربيات الشرقيات يتمسكن مبدئياً بالعادات والتقاليد وبنفس ويعبن على المناديات بالحرية , وهن بنفس الوقت يمارسن الذي يدعينه المناديات بالحريات العامة وتحرير المرأة .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟