أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - رؤية الكندي , عبد المسيح للنحو العربي














المزيد.....

رؤية الكندي , عبد المسيح للنحو العربي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2653 - 2009 / 5 / 21 - 09:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الكندي المولود سنة (175هجري 180 هجري-800 ميلادي) ولا أحد يعرف بالضبط متى ولد , كان متشائماً أو غير مقتنع ببعض القواعد النحوية اللغوية وهذا يدل على وجود أزمة حقيقية وليست مفتعلة بين الفلسفة والنحو , لأن الفلسفة نابعة من العقل والقلب والحس والنحو العربي جاء من كلام العرب على حسب ما وجدوه فقعدوا لأخطائه وجعلوها إعجازاً ,,وهو إبن أمير وأصله من ملوك كندة ,ومن أسرة ثرية , برع في الحساب والطب والهندسة واللغة كما سنرى ,
كان أبوه يعمل موظفاً في القصر الرشيدي أي في بلاط الخليفة هارون الرشيد , لذلك إستفاد الغلام من ذلك وإطلع على كثر من الكتب والمخطوطات ,وقد شغر منصب مدير مكتبة (بيت االمعرفة ) في عهد المأمون , وقد عاش بين الخلفاء كما كان أبوه .
ركب الفيلسوف, (عبد المسيح) راحلته متوجهاً إلى النحوي (المُبرِد) أبي العباس, فقال له يا أبا العباس إني أرى في كلام العرب لحشواً كثيرا, فقال له المبرد: وإين هو الحشو أو وأين وجدته ؟
فقال في قولهم :
عبد الله قائمٌ, و, إن عبد الله لقائمٌ, و , إن عبد الله قائمٌ.
فقال المبرد:
أما قولك في قولهم : عبد الله قائمٌ, فقائمٌ خبر عبد عبد الله, وأما قولك في قولهم : إن عبد الله لقائمٌ, فهو جواب الإنكار عن منكر أنكره السامع وكأن القائل يقول : لا بل إن عبد الله قائمٌ وها هو قائم ٌ , وجاءت اللام هنا لإنكار وجحد شيء نكره.
أنصار اللغة العربية والفصاحة العربية عدو هذه القصة إضافة جديدة في البلاغة العربية أسموها (أضرب الخبر)وبعض العلماء شككوا في هذه القصة لأن الكندي كان يكتب الأدب وكان من المستحيل عليه أن يغفل عن مثل تلك المسألة والتي لا تخفى حتى على العامة أو المثقف البسيط والعادي في زمنه , فالإشارات تشير إلى أن عبد المسيح إشتغل في بغداد بالفلسفة والأدب .
وهنالك قصة طريفة وقعت بين الكندي والشاعر العربي الحكيم :أبو تمام , فكان أبو تمام واقفاً ينشد في حضرة الأمير قصيدة مدح فلما جاء على قوله :

رجل أبرُعلى شجاعة عامرٍ

بأسًا وغبّر في محيّـا حاتم .
فقال له الكندي توقف ما هذا مدحٌ, لأنك شبهة الأمير بصعاليك العرب , شو الأمير مثل (عامر) و (حاتم) فلا توجد مقارنة بذلك بين أمير المؤمنين وهؤلاء الصعاليك , وكان أبو تمام سريع البديهة ينحت الشعر من قلبع فرد على الكندي ببيتين من الشعر ليسا من القصيدة :

لا تنكروا ضربي له مَنْ دونه

فالله قد ضرب الأقلّ لنـوره.

مثلا شرودا في الندى والباس

مثلا من المشكاة والنبـراس

وقصد بذلك أن الله في القرآن قد شبه نفسه بأشياء هي أقل منه ,مثل المشكاة , ومثل اليد, ولكن الكندي إبتز أبا تمام بفراسته أكثر فنظر في الحضور وقال له :
هذا الرجل يجب أن تولوه ولاية , لأن عمره قصير , فقيل له وكيف عرفت أن عمره قصير ؟
قال : لأنه ينحت الشعر من قلبه نحتاً.
وكانت وجهت نظر الكندي من أن هذه السرعة في البديهة وقرض الشعر هي في الأصل من علامات العبقرية التي لا يعيش صاحبها كثيراً.

المهم في الموضوع أن الكندي ليس جهولا بالجملة الإسمية , وأنواع الخبر , ولكن هذا أو هذه القصة تدل على أزمة حقيقية بين النحو العربي والفلاسفة , فحين قال الكندي : إن عبدالله قائم , قصد بذلك ا(إنْ) المخففة غير الثقيلة وهي ما كانت مستعملة عند أهل الحجاز وبالذات تميم , فالأن المخففة تعمل عمل ما النافية , كقولهم : ما هذان بساحران, والمسألة أصلاً كلها والقصة مبتورة , ويصف النحويون العرب هذه القصة بهزيمة الكندي فكلهم كانوا يقولون في نهاية : إحتار افيلسوف في الجواب (ما حار جواب) ورجع إلى بيته , وهذا الكلام ليس صحيحاً , لأن الكندي له تصورات أخرى عن (ما ) التميمية القديمة و(ما) الحجازية الأحدث منها .
ويبطل أيضاً عمل (ما) إذا جاءت بعدها أداة إستثناء كقولهم : ما عبد الله إلا قائمٌ , فيرتفع الخبر بطبيعته وليس بكونه خبر ل (إن) وكانت العرب أصلاً لا تُعطي ل (أنْ) المخففة خبراً بل تكتفي بالإسم الأول الذي تنصبه , وكذلك في القرآن : (وما محمدٌ إلا رسولٌ) فرفع رسول بإبطال عمل ما بسبب إعتراض أداة (لا) بينهما .
ومن هنا أعتقد أن الكندي كان يرى الحشووالزوائد وكان يريد أو يطمع لتسهيل اللغة على الناس بدل التعقيد .

وكذلك لا ننسى في الجملة السابقة ال (إن) الثقيلة : إنّ عبد الله قائمٌ, فهنا إن نصبت الأول وهو إسمها ورفعت الثاني وهو خبرها .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير يا نائمة في عمان
- حبيبي ساكن بالسيده وانا ساكن بالحسين
- مؤتمر طبي فضيع
- يوم مُمل
- المجتمع الإسلامي مجتمع مثلي جنسي
- المرأة الأرمل والرجل الأرمل
- كمبرادورات بلدتنا
- صلبوني
- أثرياء بلدتنا
- سنه حلوه يا جميل
- اللغة ألعربية لغة فقيرة
- غداً 12-5-1971م عيد ميلادي
- الأدباء الذين لا يتبعهم الغاوون
- الميكانيكا الأمنية : تحديد مفاهيم
- أين ضاع الطفل الأردني (ورد)؟تحديات أمنية مستقبلية
- أنا متورط
- ضاع العمر
- على شان شفة فودكا
- مشاجرة بين مسلم ومسيحي
- الخوري يستحم


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - رؤية الكندي , عبد المسيح للنحو العربي