أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - اللغة ألعربية لغة فقيرة















المزيد.....

اللغة ألعربية لغة فقيرة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 09:04
المحور: المجتمع المدني
    


أفقر لغة في العالم هي اللغة العربية , لاأنها لا تقبل التطور والتنمية , فقاموس الناس اليوم لا يستعمل في نشرات الأخبار والخطابات السياسية , وألاحظ أن بعض الخطباء والمتحدثين دائماً ما يقفون ويتعثرون في الكلام ولا يجدوا ما يعبروا عنه , وهذا بسبب إفتقار اللغة العربية للكلمات الحية , لذلك يعتقد المتحدث إعتقاداً خاطئاً أنه لا يحسن التحدث إلا إذا إتبع ورقة مكتوبةَ أمامه , بعكسي أنا فحين أصعد للتحدث يحسدني أصحابي على جرأتي فأقول لهم : أنا يا جماعه مش خبير ولا جريء خطابات ولكنني فوراً أتحدث معكم ببساطة وعفوية وبكلمات عامية لذلك تستمتعون بحديثي وليس ببلاغتي..تستمتعون بمفرداتي وليس بفصاحتي أو علمي فأنا لا أزيدُ عنكم علماً .

إن اللغة العربية فقيرة جداً في مواردها , فهي تعتمد على موارد قديمة , لم يكن بها كلمات حية كهذه :
الكمبيوتر , البنطلون , الفانيلا , الشاكوش , القدوم , الخشب , الكمبيوتر , ...الجاكيت ,...وهيك ..مش؟ شيف حالكوا ..إزيكوا .حتى الشعراوي كان في كل برامجه الدينية تستمتع ُ الناس بها لأنها في اللهجة العامية الممتعة وليست لأن الشعراوي نبي جديد أو بليغ ما بعده بلاغة أو فصيح ما بعده فصاحة ,,على العكس أخطأ مرة خطئاً فادحاً حين قال في سورة الكهف مذكورٌ بها العملة الورقية , وأخطأ لأن الوِرق تعني الفضة , حين قالوا إبعثوا أحدكم بورقكم , لأن العملة النقدية أصلاً إنبثقت من تكرار تداول الصكوك صكوك الدين .....إلخ .
اللغة العربية فقيرة جداً فمن منكم يعطيني كلمة في العربية الفصحى مرادفة لكلمة : دزه , شوت, دفشه , طعجه في الكلام , على الآخر ,إن هذه الكلمات والمآت التي تقابلها لا تستعمل في المقالات السياسية والساخرة والهادئة أي أنها لا تستعملُ في الأجناس الأدبية لذلك تكون المادة الأدبية ضعيفة ولا تصل إلى الناس .
وأذكر أن أهداني صديق لي وهو دكتور أستاذ في النحو العربية كتاباً أو مجموعة قصصية له , لأبدي رأيي بها قبل أن تطبع وتنشر , فأعدتها له دون كتابة أي شيء أي دون تزويده بتقرير فقال لي : شو يا أبو علي مالك يا زلمه أعطيناك حتى تقرأها وتشوفها , إكويسه ؟, مش إكويسه؟, بدي ملاحظاتك .
فحكيتله :
يا صاحبي إنت أستاذ في النحو العربي لا يشقُ له غبار , وأنا كاتب أستعمل العامية وفي النحو العربي يشق لي ألف غبار , فضحك وقال , لالالالا شو والله تالله لا يشقُ لك غبار , فحكيتله إنشق وصار أربع إنصاص أو انصاف , زي ما بتحكوها في اللغة , ولكن يا صديقي قرأت لك قصة كلها أخطاء لغوية فاحشة وفادحة .
فإستغرب واحمر وجهه وقال :
شو يا أبو علي مش لهدرجه الغرور ,
- أنا مش مغرور بس في إلك قصة تقول فيها هكذا :فلما رآه إنتحى من الشارع في ناحية ضيقة وإستوقفه على سرعة منه , ثم سأله وكم الأجرة فقال سائق الباص الأجرة خمسون فلساً , فضحك منه وقال إذن قف على يمين الرصيف ثم ناولني رخصك, وريثما أنتهي من ذلك الرجل إبقى مكانك حتى أعود.
- طيب يا أبو علي وين الخطأ اللغوي ؟
- كلها أخطاء لغوية , يعني هو الشرطي السري الذي خالف صاحبك سائق الباص الخصوصي يتحدث نحواً ويقول (خمسون قرشاً) أي صدقني سيبويه نفسه كان عنده لحن , حتى كل أبطال قصصك لا يخطأون في النحو قدر أنملة وهذا هو الخطأ في إرتكابهم للصواب فأنت دائمن على خطء إذا جانبت قاموس الناس , يعني في كمان إلك قصة أخرى تتحثُ بها مع أمك وكأنك في الحجاز العربي سنة 500 للميلاد .
هذا الكلام كله باطل , ثم أنك يا دكتور متخصص في النحو وتتحدث معي بلهجة عامية , ولو أنك وجدت في اللغة الفصحى وسيلة تعبر بها لي عما تريد قوله لتحدثت معي باللغة الفصحى .
على كل حال هز صاحبي رأسه بطريقة غير عادية , وهو يبلغ من العمر خمسون عامأص ولم يفكر بمثل تلك الأمور .
اللغة العربية الفصحى لغة فقيرة جداً,وليست غنية بالمفردات , يجب أن تحل عشرة آلاف مفردة عربية جديدة محل المفردات اللغوية (الخردة) و (السكنهند) و (السكاكا) فكل لغتنا إسكاكا وخردوات قديمة يجب إستبدالها وإستبدال العقول والقلوب , والمؤسسات الإجتماعية الحاكمة القديمة مثل القبيلة والعشيرة , والمسجد , كل أولئك بحاجة إلى قلب وتهذيب وقاموس جديد .

أنا لا أقولُ أنه يجب أن تهجر اللغة العربيةُ الفصحى , وإنما النات(الناس) الذين يتحدثون باللهجة العامية ويدافعون عن الفصحى هم الذين هجروها , وحين يمسكون بالقلم ليكتبوا تجدهم يستنطقون سيبويه والفراء وأبو علي الكسائي , علماً أن المدرسة النحوية البصرية وعلى رأسها سيبويه لم تستنطق يوماً الأقدمين , وكذلك المدرسة الكوفية لم تستنطق الأقدمين وعلى رأسها أبو علي الكسائي .
هؤلاء الذين قعدوا لقواعد النحو العربي أخذوا نحوهم وعلومهم من الناس الأحياء الذين لا يقرأون ولا يكتبون ومن الذين لا يستعملون الهمزة في قرآنهم وصلواتهم , كل أولئك ساهموا وقعدوا ونظروا وقننوا وتفننوا في وضع فنون النحو العربي وقواعد الإملاء كتابة ورسماً ولغة .
واليوم نحن لسنا بحاجة إلى النحو العربي بل نحن بحاجة إلى أن نستمع لأمهاتنا وجداتنا كيف يحين ويتكلمن مع بعضهن البعض وكيف يتحدث الناس مع بعضهم البعض في الأسواق , ولا يهمنا في كثير أو قليل النصب على الإختصاص والنصب على الإغراء والإبتداء والمبتدأ والخبر والمسند والمسند إليه , كل تلك الأمور ليست اليوم بمتناول الناس .
ولكي يقتنع القارىء أكثر أقولُ له :
في سورة (الناس) كانت تقرأ قضاعة وبعض العرب السورة هكذا : "قل أعوذُ برب النات" وليس الناس , فنحن نقرأها هكذا :"قل أعوذُ برب الناس" وكان من المعروف أن قضاعة تستبدل نطقها سيناً بتاء , وتاءً بسين , وغير ذلك حتى أن كلمة (السدس ) في القرآن وكلام العرب لم ترد هكذا بل وردت ( الستدس) فإستثقل العرب أن يجمعوا حرفين متقاربين في المخرج الحلقي لهما , فإستبدلوا الإدغام حرفاً بحرف فأدغموا التاء بالدال وصارت (سدس) .
هذا الكلام أخذه العرب من خلال ما شاهدوه ولا حظوه من عامة الناس , وما زالت آثار الإستعمار العربي لمصر واضحة إذا نجد بعض المناطق المصرية يلفظون السين تاء , فيقولون النات بدل الناس .
وبعض الشعراء اليوم أقرأ لهم أنهم يكتبون كلمة يا أبتي هكذا (يا أبتي) , علماً أنها وردت في كلام العرب هكذا (يا أبتِ) بالوقوف على التاء المكسورة وكقولهم في أمثالهم :( يا أبتِ إدرك فاها , غلبني فوها , لا طاقة لي بفيها), ولكن من الجائز أن نقول اليوم : يا أبتي .
وكذلك في النصب على الإغراء , فالعرب كانت وما زالت تنصبُ على الإغراء هكذا : عليكً ثوباً جميلا, وعندك جاريةَ جميلة َ, ولم تكن تنصب على الغائب إلا في موضع غير مستعمل في كثير من المواقع , كقولهم : عندك ....ليسني, وليسني معناها , ليس عندي مثله , أو ليس عندي إياه ,ولكن في الشعر العربي الحديث لا أقرأ لأحدٍ هذه الكلمة (ليسني) لماذا ؟
لأنها سقطت من قاموس الناس اليومي , وحل محلها كلمات جديدة , إستمع مثلاً لكلمة : شكراً لإلك, فماذا تعني هذه الكلمة في قاموس الناس الحديث ؟ إنها تعني : شكراً لك ,وقاموس الناس هو الذي إستحدثها وغيرها وطورها .
اللغة يا ناس :
كائن حي ينمو ويتطور ويشرب الماء ويشرب البرد والشمس والهواء , والآلات الميكانيكية , نحن اليوم بحاجة إلى قاموس لغوي جديد إسمه قاموس الناس .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غداً 12-5-1971م عيد ميلادي
- الأدباء الذين لا يتبعهم الغاوون
- الميكانيكا الأمنية : تحديد مفاهيم
- أين ضاع الطفل الأردني (ورد)؟تحديات أمنية مستقبلية
- أنا متورط
- ضاع العمر
- على شان شفة فودكا
- مشاجرة بين مسلم ومسيحي
- الخوري يستحم
- رسالة إلى بابا روما بمناسبة زيارته الأردن2009م
- أخطاء إملائية أم رسوم قرآنية ؟
- كلب إفرنجي أفضل من وزير عربي
- الوضع في الدول العربية طبيعي جداً
- نظراتي كلها جنسيه مش نظرة واحد عموه
- كاتب الشعر وكاتب الرواية
- شيخ الإعلان المُضلِل
- تطوير الإستبداد العربي
- بدي سيجارة
- مكان تحت الشمس
- أكثر من قرآن


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - اللغة ألعربية لغة فقيرة