جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:34
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
الأردن دولة تفتخر بقوة أجهزتها الأمنية , ولو أطلق أحد أرنباً في صحراء الربع الخالي لأحضور في ساعات معدودة .
ومعظم رجالات الأمن في الأردن لهم مزايا تختلف عن مزايا المواطن أو الموظف العادي , ولهم ألقاب عظيمة منها : الشف شاف , التفتاف, الرجل الحديدي, الرجل الذي لا يقهر , مبيد الإرهاب , قاهر الظلام , والرجل العنيد, الرجل الأحمر , وهذه الألقاب وغيرها ليست في الأردن فحسب بل في معظم الدول العربية .
وأنا لا أتهكم ولكن كل الضباط الأمنيين في العالم لهم ألقاب على حسب تخصصهم وقوتهم ومهارتهم .
وأنا مش معترض على كل هذه الألقاب , أنا فقط عندي تسائل أمني وخطير جداً , فأصحاب تلك الألقاب والأوسمة التي على صدورهم حتى الآن غير قادرين على أن يعثروا على الطفل(ورد) الأردني الذي ضاع في قرية (جديتا)شمال الأردن , تلك القرية التي لا تتعدى مساحتها 30كيلو متر مربع , الطفل(ورد) الأردني مضى على إختفاءه زهاء 20يوماً وحتى الآن لم تستطع الأجهزة الأمنية العثور عليه , لا بل أن المروحيات تشارك في البحث عنه بدون جدوى , الطفل ورد خرج من منزل أبيه صبيحة يوم أربعاء في الساعة (11) الحادية عشر صباحاً , خرج إلى المطعم المحاذي لمنزلهم ولم يعد للبيت .
يبلغ ورد من العمر 6 سنوات , ستُ سنوات تضيع في قرية وفي مدينة وفي دولة تدعي أن أجهزتها الأمنية أجهزة يقظة وقوية ويستطيع رجل الأمن الأردني أن يعرف ماذا يدور من أحاديث بين المثقفين وبين السياسيين وبين الصحفيين , وماذا يجري في المنتديات الأدبية والصالونات الأدبية , كل هذا يعرفه رجل الأمن الأردني ولكنه في نفس الوقت لا يعرفُ أين ذهب الطفل (ورد).
فهل أنا وأبنائي في أمن وإستقرار , فما حصل مع الطفل (ورد) من الممكن له أن يحصل مع أي طفل أردني يخرج للشارع .
بعدين يا جماعة الخير , الطفل ورد ضاع في حارة صغيرة , يعني ما ضاعش في (القاهرة) أو الجزائر , أو (بغداد) الطفل ضاع في مساحة 30كيلو متر مربع , شو مالكوا صحصحوا !!!
مش معقول أنه ما زال هنا , فكل الباحثين والمتطوعين دخلوا حتى من (خلم الإبرة - سم الخياط) ولم يعثروا له على أثر .
الموضوع سيصبح في الأيام القادمة ذا طابع سياسي إن لم يخب ظني .
آه عليك ياورد ويا أبا ورد , ليس إبنك وحده من ضاع يا :أبى ورد فأنا منذ كنتُ طفلاً يافعاً ضعت , وأولادي ها هم يضيعون أمامي فلا مرجوحة عيد ولا كعكة عيد ولا مكان يذهبون إليه للتنزه , كلنا ضائعون , ولست أدري ماذا يفعل الضباط الكبار في مكاتبهم , إذا كان طفل ضاع مش عارفين إيلاقوه , لعاد بس شاطرين على جهاد العلاونه , إذا حكا كلمة إيشفه الشيف شاف ؟
لو كنت مكان والد الطفل لطالبت وزير الداخلية بالإستقالة وحل الحكومة إذا لزم الأمر , فإذا لم تستطع وزارة الداخلية إعادة(ورد) فيجب عليها أن تقدم إستقالتها وإحضار وزير آخر بكفاءة أعلى , وكذلك يجب تغيير منصب مدير الأمن العام ..وكافة المسؤولين الأمنيين إذا لزم الأمر , حتى رئيس الحكومة يجب عليه تقديم إستقالته فوراً .
وهل تعلموا أن أكثر من 400شخص متطوع خرجوا قبل أيام قليلة في عملية تمشيط للبحث عن الطفل الأردني ورد ولم يجدوه , لقد بحثوا عنه في (المغر ) والحارات والأودية , والجبال والحواكير وبين الأشجار , وإعتقل رجال الأمن كافة المشتبه بهم من أصحاب سوابق الإعتداآت الجنسية على الأطفال وحتى الآن لم يجدوا طرف خيط واحد يدل على الطفل ورد,
ماذا يعني هذا ؟
إذا لم يكن هنالك إعتداء جنسي على (ورد) ووفاته أثناء الإعتداء فإن الموضوع يتوسع كما ستتوسع رجال الأمن في التحقيق , وسيخرج الموضوع من يد (الأمن الوقائي الأردني) إلى دائرة المخابرات العامة , حيث من المفترض أن تبدأ تساؤلات جديدة وتحديات أمنية وقلق أمني , فوجود العراقيين في الأردن بحاجة إلى ضبط أمني وترتيبات أمنية , في الأردن آلاف الوافدين العراقيين الذي لا يعرف الأمن الأردني عن خلفياتهم النفسية والسيكولوجية أي شيء , وهذا موضوع خطير جداً, فالأردن الآن من الممكن أن يتعرض لإمتحانات أمنية شديدة جداً فهؤلاء الغرباء لم يتم التعرف عليهم وعلى سلوكياتهم من قبل رجال الأمن الأردني , فمن المحتمل أنهم قاموا بتلك العملية لعدة أهداف :
-التجارة بالأعضاء .
- تحدي جهاز الأمن العام الأردني والمخابرات , وهذا إحتمال وارد لأن وزير الداخلية ألآن في وضع محرج على الآخر , فكيف بالضباط المحترفين لا يستطيعون العثور على طفل مفقود في بيئة أصلاً لو إرتكب بها إعتداء جنسي على ورد لظهرت الجريمة أو أي أثر يدل على المجرم , لأن الناس بسطاء ويستطيع الأمن الأردني أن يضبطهم جميعاً.
أنا ألآن مصر على أن الموضوع في الأيام القادمة سيخرج من بين يدي الأمن العام ومكاتب التحقيقات التقليدية , وستبدأ عملية توسع في التحقيق في تلك الحادثة ليظهر أن لها خلفيات سياسية منها : كما أسلفنا التحدي الأمني , وزعزعة الأمن والإستقرار في البلد .
وإذا كان أو أصبح كلامي صحيحاً فمن هو المسؤول أو من هو المستفيد من تلك العملية ؟
تصريحات جلالة الملك السابقة عن المآمرة على غزة , كانت تعني بالنسبة لنا كمثقفين موآمرة أيضاً على النظام السياسي الأردني والإجتماعي , فظم الفلسطينيين إلى جانب الدولة الأردنية به عبء كبير على أجهزة الأمن الأردنية , فرجال الأمن بحاجة إلى توسيع قدراتهم ودعمها بكوادر جديدة للتعامل مع الوافد الفلسطيني , وهؤلاء الوافدين لا تعرف الأجهزة الأمنية الأردنية شيئاً عن خلفياتهم السياسية والثقافية والإجتماعية والسيكولوجية والسسيولوجية والإبستيمولوجية , لذلك سوف تضع الأردن في إحراج وتعب وخصوصاً أن غالبية أولئك لهم مطالب منها تداول السلطة .
فما حصل في الأردن أو يحصل على خلفية الطفل(ورد) إذا ظهرت حقائق جديدة فهذا يعني تحدي كبير لإرادة الأردن حكومة وشعباً .
في هذه اللحظة ليس للعراقي الوافد مصلحة ولكن من المحتمل أن أحداً قام بإستئجار جماعة منهم .
أو أن الموضوع يبقى متعلقاً بتجارة الأعضاء البشرية , وأن الذين قاموا بإختطاف الطفل هم من أمكنة بعيدة أو مدينة بعيدة
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟