أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا














المزيد.....

أنا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 07:32
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا أكثر كلمة أكرهها هي أنا , فكلمة أنا لا أحب أن أرددها في مقالاتي وفي كتاباتي , لأنني أنا غير مغرور , وأنا إنسان متواضع جداً وأنا أختلف عن الناس , لأنني أكره كلمة أنا .
وأنا لا أحب أن أستعير من جيراني أي شيء لذلك لا أحب أن يستعيروا مني شيء , حتى سيارتي لا أحب أن أعيرها لأحد , فالسيارة والزوجة والولد لا يعاران للجيران .
ودائماً (دايمن) تجدني أفكر في الناس وأقول لماذا لا يتعلمون التواضع مني أنا , فأنا لا أحب كلمة الأنا, وأقرف حياتي من شخص يتحدث عن نفسه وبين كل جملة وجملة يضع كلمة أنا وينطق بها لسانه وكانه ما فعل شيئاً , لماذل هؤلاء الناس لا يتحدثون ملي متناسين كلمة أنا والشعور بالأنا .

وأنا حين ألتقي بأحد أصدقائي القدامى لا أحبُ أن أذكره بفضلي عليه , فأنا ليس لي فضل على أحد , أنا أعلم الناس وأهبهم أناي بدون ومقابل, وأنا إنسان عادي جداً أنا أكره التعقيد وأنا أكره التعصب وأنا أكره الغرور .

أنا منذ كان عمري تقريباً 15 خمس طعشر سنه (خمس عشر سنة) كنت أجلس لوحدي ساعات طويلة وأنا أقرأ , ومنذ أن بلغ عمري تقريباً 17 سبع طعشر سنة كنت أقضي مسائي وليلي في الإستماع لصوت أم كلثوم , فأنا إنسان غير عادي , والأولاد الذين كانوا بمثل سني كانوا لا يفهمون غناء أم كلثوم غير أن أنا كنت أفهمه وأعيش مع الكلمة واللحن والمعنى .

أنا إنسان أكره كلمة أنا , فنادراً ما تجدني أردد في مقالاتي وقصائدي هذه الكلمة , كلمة أنا تثير إشمئزازي وتجعلني أكره كل إنسان ينطق بها , كلمة أنا معناها الغرور والأنانية وأنا لست مغروراً ولا أنانياً ولكن مصالحي بالدرجة الأولى .
فأهم شيء أن أكتب مقالي , وأن آكل وأن أشرب وأن أنام مرتاح البال , أنا لست أنانياً وأهم شيء أن أقطع الشارع قبل السيارات وقبل أن تصبح الإشارة الضوئية خضراء .
وأنا أحترم النظام جداً, لدرجة أنني حين أذهب لأي مصلحة وأجد الناس يقفون في طابور طويل تجدني أبحث عن الواسطات لكي أخترق الطابور , وإن لم أجد واسطة أذهب لمنزلي وأرتاح ريثما تخف الأزمة .

أنا مهتم جدا بمصالح الوطن والمواطن , لذلك دائماً ما أفكر بنفسي أولاً لأنني أحد المواطنين , فحين ترتفع الأسعار أدرك ذلك ولذلك أشتري كل ما في السوق من مواد غذائية لكي أبيعها للمواطن بأسعار أقل من أسعار السوق المفترضة .
أنا إنسان خجول جداً, لدرجة أنني أستحي من التكلم أمام المسؤولين عن مشاكلي لذلك هنالك الكثير من المهتمين بشخصي ومن المدافعين عني , أنا إنسان عادي جداً وأكره كلمة أنا .
وأنا أتحدى كل الكتاب والشعراء إذا وجدوا في أي مقال لي كلمة واحدة تعني الأنا المفرطة أو الأنا الأعلى أو الأنا الأنانية , أنا أكثر شيء أكرهه هو أنا .

وأنا حين يأتيني زائر إلى منزلي تجدني أتجنب كلمة أنا , فأنا أجلس أمامه واضعاً رجلي اليمنى على اليسرى وأحياناً أريح اليسرى على اليمنى, دون أن أشعره أنني مفتخر بنفسي فأنا كما تعلمون إنسان عادي وطبيعي ولا أحب الأنا .
وإذا جالست إنساناً وتحدث كثيراً عن نفسه تجدني أقاطعه لأثبت له أن الحديث عن الأنا ليس مرضيا ً لا لي ولا للناس وأحاول أن أثبت للجميع وله بالذات أنني أتجنب كلمة أنا , لذلك أقاطع من يتحدث عن الأنا لأسرد له قصة نجاحي ونضالي وكفاحي , فأنا لا يوجد في حارتنا أو في بلدتنا إنسان مثلي , يعشق الكلمة الحرة واللفتاة الحرة والصحيفة الحرة , وأكره كلمة أنا .
أنا لا أحب أن أقاطع الآخرين بحديثهم إلا إذا كان هنالك حديث عن الأنا وسحر الأنا وأناقة الأنا , فتجدني أقاطع المتحدثين من أجل الحديث عن شخصي أنا .

أنا إنسان لا أحب التهور في الأنا فالذي يتحدث عن نفسه كثيرا تجد أنه مصاب بعقدة من الآخرين , فلوأن إنساناً مثلي حاول أن يبرهن أنه معتد بنفسه تجدني أيضاً أقاطعه من أجل أن أعطيه درساً بضرورة عدم الإعتداد بالنفس كثيراً , فليس من الضروري أن يعتد كل الناس بأنفسهم مثلي أنا .

أنا أتحدث للناس أحياناً عن أدباء ومفكرين يحبونهم فإذا سألتني مثلاً عن الشاعر الكبير عرار , فوراً أحدثك عنه دقيقة أو دقيقتين وباقي الساعة أو باقي اليوم بطوله وبعرضه أتحدث به عن نفسي وكيف بدأ عشقي لعرار .
وإن الذي يسألني عن أي شيء يلاحظ أنني أجيبه إجابة قصيرة وباقي الإجابة عن نفسي انا .
فهذا هو الإنسان الذي لا يحب الأنا والغرور , فأنا كما عرفتم الآن عن طبعي أكره الأنا والإشتغال بها , وأكره كل من يتحدث عن نفسه كثيراً.
كل معارفي يظنونني متكبراً , ولكن حين يجالسونني يجدونني متواضعاً وأتحدث لهم عن نفسي وتواضعي أكثر من ساعة كاملة .
وأنا أكره كل إنسان يتحدث عن نفسه , لأن ذلك غرور , فأنا الوحيد الذي يتجنب مثل هذه المسائل , حتى أن هذا المقال ليس لي أنا بل هو عن شخص آخر يتحدث لي دائماً عن نفسه بهذا الإسلوب .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة ليبرالية مظلومة
- اللهم لا تنصرنا على أمريكيا
- إخترنا لكم : بان الخليط
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس
- لا حول ولا قوة لي إلا بالأردني
- إستفزاز الكُتّاب
- خرافة التطهر من الجنابة
- اللغة والتنمية الشاملة
- أتمناها بحضني وحشايا في حشاها
- إنفلونزا العشق
- يا الله لا اتنجح إولادي
- مقال باللهجه العاميه
- شاعر ما حدى شاعر معه
- رؤية الكندي , عبد المسيح للنحو العربي
- صباح الخير يا نائمة في عمان
- حبيبي ساكن بالسيده وانا ساكن بالحسين
- مؤتمر طبي فضيع
- يوم مُمل


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا