أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - رسالة من امرأة عادية















المزيد.....

رسالة من امرأة عادية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 08:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل تعلم يا سيد هذا الإسبوع كله أنني أحبك جداً , أريدُ إعلامك أنني امرأة عادية ولون خدودي مثل لون كلماتك الشاعرية , وأن الخطوط التي ظهرت على وجهي تتشابه جداً مع الخطوط التي في كفيك ,الكف اليمين والكف الشمال, فنحن وجهان لعملة واحدة , وإنني أطمح جداً لموسم الهجرة إلى الشمال , من عمان وضواحيها , إلى إربد , ومن الخليج العربي إلى بلاد الشام , بل إنني يا سيد القلب أريد أن أنشأ مستعمرة بك , أقيم الحواجز المرورية على باب بيتك , وابني جداراً عازلاً بينك وبين الذين يكرهونك , وألقي القبض على الثوريين والإرهابيين الذين يريدون قتل القصيدة بك , لأنني أنا القصيدة ولون عيوني يشبه جداً لون بجامتك الصيفية , أريدُ أن أنفرد بقلبك يا قلب لوحدي ؟.
وأريدُ أن أمنع حضر التجوال أمام منزلك وأريد بهذا أن أتحول أنا إلى رجل شرقي وأنت إلى معشوقي الذي يخاف عليه العاشق الشرقي , وأريد أن أقيم معارك للشرف للدفاع عن شرفي أريد أن أقلب التاريخ والتيارات والبنى الإجتماعية الذكورية السائدة.

وأنني أشتاق إلى صورتك وهي أمامي وإنني منذ عرفتك لم أغتسل إلا من دموعي , ولم أستمع لأي نوع من أنواع الموسيقا , فيكفيني أنك أصبحت موسيقاي التي أحبها وسيمفونيتي التي خبئتها بين كراريسي المدرسية مذ كنت ُ طالبة في المدرسة الثانوية .

ولكنني لا أبوح لك بسري لأن عندي كبرياء إمرأة عنيدة ومصرة جداً على إخفاء لواعجها , فأنا بالرغم من أنني ليبرالية ومتحررة غير أنني شرقية أكثر من الرجال وأنا مستبدة بحبي لك وعندي شهود أربعة.

أنت تعرفني جيداً وبدون ذكر أسماء , تعرفني حين تقرأ التاريخ الأمومي وتعرفني حين تنوي السفر والهجرة , ففي كل الحالات أن تفكرُ بالهجرة ليس معي بل تفكرُ بموسم الهجرة إلى عيوني السود والتي تتشابه مع لون بجامتك الصيفية .

أنايا حبيبي ..يا قلب امرأة وردية ولون عيوني مثل لون بجامتك الصيفية , ولون خدودي مثل لون التفاح اللبناني ونهدي مثل لون التراب الذي تزرع به الخضروات والفاكهة الصيفية .
أنا يا سيد العناد أعند منك وعندي كبرياء عظيم وكبريائي أكبر من حجم المحيط وليس عندي ما أخاف عليه أنا في حبك سأخسر كل شيء والخسارة في الحب جميلة ومفيدة فهي تعلمنا أنا لا نخاف على شيء , خسرتُ في حبك العادات والتقاليد وتقاليد أهلي وأعرفُ أنك خسرتها من قبلي وها أنا ذا أقف بين يديك مثل جرحك القديم تقرأ رسالتي وتبكي عليها إذا إفتقدتً الحب والحنان مثلي .

كنت في صغري طفلة مدللة الكل يعطيني ما أريد وما أشتهي وأضربُ الأرض بقدمي الصغيرتين إذا أردتُ شيئاً فتعرف ُ أمي وأبي وإخوتي ما أريده فيتسارعون فوراً لتلبية طلبي ,الشوكلاته ..والحلوى ..والبالونات ..كلهن كنتُ ألعب ُ بهن ثم أهرسهن تحت قدمي الناعمتين , واليوم كبرت جداً وأصبحت بحجم شجرة النخيل وجمالي ليس له حدود وعيوني واسعة جدا ولون شعري مثل لون بجامتك الصيفية .

أنا اليوم كبرتُ جداً فلم يعد أحد يهتم لقضايا البنت الشرقية كل شيء حرام وأنا أحلم يا سيد هذا الأسبوع لو أعود من رحلتي التي كبرتُ بها طفلةً صغيرة , أنا المرأة العربية التي لا تحبُ أن تكبر فكلما كانت المرأة العربية صغيرة جداً كلما كان بإستطاعتها أن تكون مساوية للرجل أو للولد في الحقوق والواجبات .
كل نساء العالم كلما كبرنا في العمر يحصلنا على حقوق مساوية للرجل وللحياة بشكل عام فكلما كبرت المرأة في أي دولة في العالم تكبرُ معها حاجياتها وتتحقق رغباتها , إلا نحن الشرقيون كلما كبرت المرأة كلما كانت أقل أو كلما كبرت المرأة كلما صغرت أمام المجتمعات والناس , فأنا الآن في سن الثلاثين من عمري وقبل عشر سنوات كانت حياتي أفضل بكثير مما هي عليه الآن.

كبرتُ بسرعة وأجريت بحقي عمليات التفرقة العنصرية , وأنا أحبك جداً آه لو أني أعود طفلة صغيرة فأطلبك ليس من أهلك بل من أهلي , كما كنتُ أطلب الشوكلاته والبالونات , ولكن هذه المرة لن أهرسك تحت قدمي بل سأهرسك في قلبي يا قلب , ياليت -والله- إشي حلو إكثير : يا ماما بدي إياه جيبيلي إياه , يا بابا أعطيني إياه , آه يا ليت أن أعود صغيرة بعقلي الكبير فأطلبك من أهلي ومن أخوتي , وأقول لهم : أريده على سنة الله ورسوله , أو على أي سنة مو مشكلة السُنة ألمهم أنني أحبك وأريدك أنت يا ذكري المتوحش , يا عنيف , يا مُجرم , يا سفاح .. أريده أن يكون لعبة بين نهدي وعلى رأس شعري الكثيف أريده قطعة قماش أضعها على جسمي في صحراء الخليج الباردة لكي أشعر بالدفء ففي ساعات الليل تصبح الصحراء الحارقة في النهار باردة في الليل .
أريده يا جيراني ثوباً صيفياً أريده قطعة حلوى أريد أن آكله بأسناني وعيوني .

أريد أن أنتقم منه للمرأة , أريدُ أن أقلب التاريخ معه , ليعود تاريخاً أمومياً سمحاً نمارس به الحب والجنس كيفما شئنا .
يا سيد هذا الأسبوع الحب في بلادنا يقسو على البنات والبنات لا يعشقن إلا ما تختاره لهن الأمهات والجدات والدلالات , وأنا أتمنى لو أنزل عن كبريائي لأعترف بحبي لك يا معشوقي الأول والأخير ويا أيها المتلألأ بين جوانحي .

ألآن إنطفء النور , أمي أطفأته , وأنا قمتُ بإشعاله ثانية لكي أراك في النور فأنت في النور أجمل وأحلى وأبهى من أبهى .

وأبي أيضاً أطفء الموقدة فعندنا حرارة الشمس عالية نحن لسنا بحاجة إلى موقدة , والنار أيضاً أطفؤها , كل الناس أصبحوا يعرفون بقصة حبي لك فأنا كما قلتُ لك امرأة عربية تعشق من خلف الستار وتنام حين تصحو الناس وتصحو حين تتعالى أصوات الضجيج هنا وهناك , عندي كبرياء كبير جداً واستحي من إظهار مشاعري فالمرأة الشرقية حين تظهر مشاعرها لرجل شرقي يأخذ عنها الرجل الشرقي ما يأخذه عن العاهرات والهاملات , فالمرأة حين تبدي حبها لرجل شرقي يأخذ الرجل الشرقي عنها إنطباعاً أنها عاهرة , مخلوق دوني مخلوقة من أجل إسعاد الرجل ورغباته الجنسية .

أنا امرأة عادية ولوني وجسمي وكل شيء في عادي جداً ما عدى حبي لك , فأنا بربرية متوحشة جاءت ولم تغتسل من قرون وتريد أن تشتم فيك رائحة الماء السحري , يا سحري , أريد أن أتعلم في حبك الشعوذة أريد ُ أن أصبح ساحرة آخذ من عرقك من قميصك فأسحر لك في الهند وفي السند , أريدُ أن أسحرك أكثر واكثر أريد أن أخبرك أنني امرأة عادية ولون عيوني مثل لون بجامتك الصيفية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بإنتظار رسالةٍ مهمة
- يوم سعيد
- لو كنتُ مواطناً أوروبيا
- إعتذار للحوار المتمدن
- خفة دم مصطفى أمين
- جلالة الإنبراطور باراك أوباما
- إنتصرنا في كل المعارك
- أنا
- امرأة ليبرالية مظلومة
- اللهم لا تنصرنا على أمريكيا
- إخترنا لكم : بان الخليط
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس
- لا حول ولا قوة لي إلا بالأردني
- إستفزاز الكُتّاب
- خرافة التطهر من الجنابة
- اللغة والتنمية الشاملة
- أتمناها بحضني وحشايا في حشاها
- إنفلونزا العشق


المزيد.....




- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات ما بين 26 نيسان و10 آيار
- ابسط يا عريس!! بنقدملك أسهل طريقة للحصول على قرض الزواج من ب ...
- المغرب.. حكم قضائي غير مسبوق لصالح امرأة أصيبت بمضاعفات بسبب ...
- تضاعفت 4 مرات خلال 5 سنوات.. -موجة مفزعة- من جرائم قتل النسا ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - رسالة من امرأة عادية