أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - أعطونا الطفوله














المزيد.....

أعطونا الطفوله


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 08:19
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


حينَ أُصبح نائباً في البرلمان الأردني لا قدر الله ولا سمح بذلك , أو حين أجد فرصة مناسبة للقاء رئيس الحكومة الأردنية , أو أي رئيس حكومة عربية , سأستغل الموقف جداً وأطالب الحكومة الأردنية بأن يستعيدوا لي طفولتي الضائعة والتي حُرمتُ فيها من اللعب , وسألقي أمام مجلس رئاسة الوزراء خطاباً طفولياً حالما بالمرجوحة والطائرة الورقية وكرة اليد أو القدم أو السلة , كل هذه الكُروات حرمت منها وأنا طفلٌ صغير وها هو المشهدُ مازال يتكررُ كل يوم, وسيكون عنوان خطابي : أعطونا الطفولهْ:
بالأصالة عن نفسي وعن آلاف أو ملايين الأطفال المحرومين أتحدث هذا اليوم وأطالبكم يا دولة رئيس الحكومة بأن تعطونا الطفولهْ.... نطالبكم بأن تجدوا لنا ملاعب نلعب بها , لقد مللنا من الشوارع نحن أصبحنا أبناء شوارع وأخلاقنا أخلاق شوارع , لأننا نلعب ُ طوال النهار بالشوارع ونركض بالشوارع ونأكل بالشوارع وتدهسنا سياراتكم بالشوارع وبالنهاية بنروح كلنا في شفة فنجان قهوة عربيهْ, ويبني أهالينا لعزائنا بيوتاً عربية من الشوادر في الشوارع , نحن ليس من المستغرب حين نكبر أن نصبح زعراناً ولصوصاً لأننا منذ الصغر تربينا في الشوارع ونمنا في الشوارع , والأطفال كل الأطفال الميسورة حالة أهاليهم أو غير الميسورة كلهم يلعبون في الشوارع إلخ
قبل إسبوعين تقريباً سمعت ُ خبراً أزعجني , عن طفل يبلغ من العمر 11 أحدى عشر عاما (إحدعشر سنه) قام بالتسلق على عامود ضغط عالي من أجل إستعادة طائرته الورقية التي علُقت به , فنزل الطفل هو والطائرة , وكانت الطائرة الورقية بصحة جيدة أما بخصوص الطفل فقد سقط كقطعة خشب هامدة , أعطونا الطفوله.
هذا الحادث ذكرني بالحوادث الكثيرة التي شاهدتها في حياتي , منها أن طفلاً كان يلعب في الشارع بماسورة مياه فمر بجانب عامود ضغط عالي , فسحبته قوى الضغط الكهربائية العالية من الأسفل إلى الأعلى فسقط جثة هامدة , أعطونا الطفوله.

أعطونا الطفولة لنشعر أننا أطفال نلعب ونركض كما يركض الأطفال الطبيعيين , ويقال علمياً أن الطفل الذي لا يركض ولا يلعب كما يلعب الأطفال يكون على الغالب طفلاً غير طبيعيِ لذلك نحن يا قادتنا ويا رؤسائنا ننموا نمواً غير طبيعي ونكبر وتتقدم بنا السنون ونحن محرومون من الطفولة العادية , نحن طفولتنا غير عادية , لذلك نحن غير طبيعيين على الإطلاق , أعطونا الطفوله .

أطفالنا اليوم مثلما كنا نحن في الماضي محرومون من الطفولة وأماكن اللعب , وإذا أردنا أن نلعب نشعرُ أن الموت يشاركنا في أدوات اللعب , فمرة مر من جنبي إبن الجيران وهو يركب دراجته الهوائية حتى دخل بين عجلات سيارة شحن كبيرة , وما زلت أذكر منظر لحمه وشحمه, المنظر المرعب لعظامه وهي على الإسفلت ولرأسه وهم يجمعونه على بعضه البعض بعد أن إنقسم قسمين رئيسيين, أعطونا الطفوله.

ومرة أنا حين كنتُ أدز عجلة كبيرة فضربتني سيارة خصوصية عادية تسببت لي بجرح بسيط داخل فمي تعافيتُ بعدها بسرعة , وحصلت بسببها من الذي ضربني بسيارته على فطبول تانج كبير , كانت أمي وجدتي وأبي قد صادروه مني واعتبروه من الممنوعات وقال لي أبي مقولته المشهورة : بس إنصير عايشين في وطن زي العالم والناس بجيبلك بداله أربع فطابيل , أنا مش ناقصني بكره أخسرك , شو وين بدك تلعب بالفطبول , فحكيتله بلعب فيه في حاكورة جيرانا فقالت جدتي : أيوه هاظا الناقصنا كم مره ركض وراك صاحب الحاكورة وانت فليت منه ورحت ما تقع أربع مرات عن سنسلته؟ وأمي قالت : راحت إيدك ما تنكسر خمس مرات وانت تركض من صاحب الحاكوره , طيب أنا بدي ألعب , طبعاً هذا كان جوابي وسوآلي بنفس الوقت , أنا كطفل أهم شيء أن أجد مكاناً للعب فيه , أعطونا الطفوله.

من 40-50% معظم ضحايا حوادث السير من الأطفال, وذلك بسبب غياب أماكن اللعب , يعني المواطن العربي منذ ولادته وهو يحاول أن يبحث عن مكان يمارسُ به هواياته , إننا منذ الصغر ونحن نفتقد للترفيه عن أنفسنا , فمنذ الطفولة ونحن لا نجد مكاناً للعب فيه , وحين نكبر أيضاً ونكتشفُ هواياتنا , نكتشف معها أننا لا نجد مكاناً مخصصاً لإلقاء قصيدة شعر , أو لتمثيل مسرحية أو لعرض لوحات فنية , كلنا ضحايا , أعطونا الطفوله.

أعطونا الطفوله هو عنوان أغنية للفنانة (ريمي بندلي ) غنتها وهي طفلة



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية مسألة شخصية
- ظل راجل ولا ظل حيطه
- رسالة من امرأة عادية
- بإنتظار رسالةٍ مهمة
- يوم سعيد
- لو كنتُ مواطناً أوروبيا
- إعتذار للحوار المتمدن
- خفة دم مصطفى أمين
- جلالة الإنبراطور باراك أوباما
- إنتصرنا في كل المعارك
- أنا
- امرأة ليبرالية مظلومة
- اللهم لا تنصرنا على أمريكيا
- إخترنا لكم : بان الخليط
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس
- لا حول ولا قوة لي إلا بالأردني
- إستفزاز الكُتّاب
- خرافة التطهر من الجنابة


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - أعطونا الطفوله