أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان متولي - البشر قبل الأرباح














المزيد.....

البشر قبل الأرباح


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتأرجح التقارير حول أداء الاقتصاد العالمي بين التفاؤل والتشاؤم، فكلما ظهرت بادرة حول ارتفاع في مبيعات التجزئة في بلد ما، أو زيادة الصادرات في أخرى، أو زيادة ثقة رجال الأعمال في بيئة الاستثمار في ثالثة، أو ارتفاع مؤشرات البورصة في الولايات المتحدة أو أوروبا، يرسل المحللون والمسئولون توقعات حول نهاية الركود وبداية الانتعاش.
وتأتي الموجة الثانية من التقارير التي تدعو إلى التشاؤم، فنجد انخفاض معدلات الإقراض، تصفية شركات كبرى أو إعادة هيكلتها والتي تتضمن تسريح العمالة، انخفاض الإنفاق الاستهلاكي، تراجع الصادرات أو المبيعات، أو تقارير عن انخفاض الأرباح أو هبوط مؤشرات البورصة، أو توقعات مدراء المشتروات في الشركات الصناعية، وغيرها، ليبدأ الحديث مجددا حول احتمالات استمرار الركود لفترة أطول.
أما الأثر المحقق للركود، والذي يدوم خلال حقب طويلة، وغالبا ما لا تعالجه فترات الانتعاش التي تفصل بين ركود وركود، أعني انتشار البطالة والفقر، فإنه لا يعني هؤلاء الإحصائيين الباردين الذين تحجرت عقولهم وعيونهم على أرقام جافة مثل معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي وتقارير الأرباح.
وقد نوه تقرير صدر مؤخرا عن مؤتمر النقابات العمالية في بريطانيا (TUC) إلى أن ما يقال عن بودار الانتعاش في الاقتصاد العالمي، حتى وإن كان صحيحا، فإن أرقام البطالة سوف تستمر لفترة طويلة. قارن التقرير بين ركود الثمانينيات وركود التسعينيات وتوصل إلى أن معدلات البطالة ارتفعت خلال الأول أكثر من ارتفاعها خلال الثاني ولكن في حالتي الركود استمرت البطالة في الارتفاع خلال عام على الأقل بعد بداية تحقيق النمو في إجمالي الناتج المحلي، كما استمرت معدلات البطالة أعلى من مستواها قبل الركود في الحالتين ولعدة سنوات لاحقة. بل أشار التقرير أيضا إلى أن إشارات الخروج من الأزمة كانت كاذبة في الثمانينيات والتسعينيات، على الأقل في بوادرها التي ظهرت لاحقا أنها كانت تحولا عرضيا سرعان ما تلاشى لتستمر الأزمة فترة أطول، والأهم أن معدلات البطالة لم تتراجع أبدا للمعدلات السابقة حتى جاء ركود التسعينيات.
ولاحظ مؤتمر النقابات العمالية في بريطانيا أن وتيرة الزيادة في معدلات البطالة تسارعت خلال الأزمة العالمية الحالية بنسبة 30%، مقارنة بركود التسعينيات الذي شهد تسارعا بمعدل 22%، كما أنها أعلى من وتيرة الزيادة في معدلات البطالة خلال ركود الثمانينيات التي بلغت 29%.
هذه التكلفة البشرية للأزمة الاقتصادية في النظام الرأسمالي لا يهتم بها من يطلقون عليهم في أجهزة الإعلام والجامعات خبراء الاقتصاد، الذين يعتمدون في تقديرهم لحالات الركود والانتعاش على أرباح الشركات وكم السلع والخدمات التي يجري إنتاجها ويتم ترجمتها في صورة أرباح، أما البطالة والفقر فإنهم يعتبرونها أمورا "طبيعية"، ويعزونها أحيانا إلى زيادة السكان حسب نظريات مالتوس، ولكنهم لا يقدمون تفسيرا لارتفاع مستوى البطالة والفقر باطراد مع زيادة الإنتاج والثروة.
وتفسير ذلك واضح ولكنهم يتغافلون عنه عمدا بسبب انحيازهم لأصحاب الأعمال على حساب العمال، حيث تلجأ الشركات إلى تكثيف استغلال العمال تحت مسمى "زيادة إنتاجية العامل" بشتى السبل لزيادة نصيب الربح على حساب الأجر فيما ينتجه العمال من فائض، ومن ثم تسريح العديد من العمال وزيادة شدة العمل أو وقته، أو تخفيض أجور ومزايا من يفلتون من البطالة سواء بشكل مباشر أم غير مباشر من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يستطيعون عنده الزعم بأن الركود قد انتهى.
في مواجهة هؤلاء السادة والدول التي ترعى مصالحهم يرفع العمال شعار "البشر قبل الأرباح"، فهذا الركود صنعه أصحاب الأعمال واستفادوا منه، ويجب أن يتحملوا هم تكلفته، ولا يكون ذلك إلا إذا استطاع العمال الذين يتعرضون لهجوم شرس من أصحاب الأعمال ودولتهم، أن ينظموا أنفسهم ويتحدوا ويبتكروا الوسائل اللازمة للانتصار في هذه المواجهة، والأهم ألا ينخدعوا بمؤشرات وتوقعات لا تضعهم رقما في المعادلة.





#رمضان_متولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل العدالة والحرية في إيران
- زيارة أوباما ولي النعم
- عندما ترقص الأفيال
- نكبة 1948 ونكبة أوسلو
- صفقة القمح والجريمة الكاملة
- حكومة رجال الأعمال تكشف أنيابها في زمن الأزمة
- إنها دعوة وأمل أو أمنية
- دفاعا عن -إبداع-
- المشروع والممنوع في دعم المقاومة
- هكذا يفكر دون كيشوت
- الوجه الحقيقي لديمقراطية رأس المال
- سيكولوجية القطيع
- عفة زائفة ودعارة مقدسة
- تحضير أرواح الموتي … هل يصلح ما أفسده الجشع؟
- أمامنا مستقبل لنكسبه
- الخروج من الأسر
- واقعية سياسية أم استسلام للأمر الواقع
- آلام المخاض لأجمل أطفال العالم
- انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم
- اقتصاد السوق وخرافة الكفاءة


المزيد.....




- عروس نجل إيلي صعب خطفت الأنظار بفستانين خياليين.. والزفاف تح ...
- ذعر في الجو.. راكب يُحاول فتح باب الطوارئ والشرطة تتدخل بعد ...
- سوريا.. بدء انتشار الأمن الداخلي في السويداء بعد خطاب أحمد ا ...
- -يعاني من مشكلة-.. ترامب يشعل ضجة وتكهنات مجددا بتصريحات عن ...
- تنافس صيني أمريكي.. وبروكسل بين مطرقة واشنطن وسندان بكين
- حلقة الدخان هذه لا تثبت أن إسرائيل استخدمت سلاحا جديدا في غز ...
- أهالي غزة يطالبون بإدخال مساعدات عاجلة وسط تفاقم أزمة الجوع ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو لن يعقد صفقة قبل أغسطس وعالم آخر تحت ...
- إعلان مبادئ بالدوحة يمهد لإنهاء القتال بين حكومة الكونغو وحر ...
- سيناتور أميركي ينتقد طلب إسرائيل المساعدة في تهجير الفلسطيني ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان متولي - البشر قبل الأرباح