أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - أمامنا مستقبل لنكسبه














المزيد.....

أمامنا مستقبل لنكسبه


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2579 - 2009 / 3 / 8 - 09:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أثبتت حركة الإضرابات المستمرة منذ عامين تقريبا أن المجتمع المصري مجتمع حي وينبض بقوة حتى في أحلك الأوقات ورغم قيود الاستبداد والقمع الشرسة التي تكبل هذا المجتمع منذ عشرات السنين، وأن ما يزعمه بعض المثقفين العدميين حول موت السياسة في مصر لا يعكس إلا احباطاتهم الخاصة، فها هم العمال والموظفون والمحامون والصيادلة وغيرهم في مختلف القطاعات يعلنون التحدي ويحققون بعض الانتصارات في معاركهم ضد نظم الجباية والاستغلال والقمع التي كانت غير قابلة للنقاش منذ فترة قصيرة.

رئيس الوزراء اعتبر هذه الحركة إثباتا لقوة النظام الديمقراطي في مصر وتأكيدا على أن القانون المصري يسمح بحق الإضراب، هذا ما أعلنه في إحدى لقاءاته التلفزيونية مؤخرا. غير أن أغلب هذه الإضرابات لم تكن ملتزمة ببنود تنظيم الحق في الإضراب في القانون المصري التي تضع شروطا تجعل ممارسة هذا الحق مستحيلة في معظم الأحوال، كما أنها لا تثبت قوة النظام الديمقراطي في البلاد، لأن النظام المصري ليس ديمقراطيا بشهادة رئيس الوزراء نفسه عندما قال في إحدى رحلاته السابقة إلى الولايات المتحدة أن المجتمع المصري ليس مؤهلا بعد لتطبيق الديمقراطية.

الأهم من ملاحظات رئيس الوزراء التي لا تستند إلى منطق ولا واقع هو الهجوم الإعلامي المنظم على حركة الإضرابات الأخيرة باعتبارها ظاهرة غير مرغوب فيها وإشارة بعض البرامج في قنوات خاصة إلى ضرورة إيجاد مخرج حتى لا تلجأ كل فئة إلى الإضراب للمطالبة بحقوقها. هؤلاء الذين ينظرون تلك النظرة السلبية إلى الإضراب، سواء يدركون ذلك أم لا، لا يحترمون أهمية الإضراب باعتباره مدرسة للديمقراطية وخطوة هامة على طريق بناء قدرات المجتمع في مواجهة أنظمة الاستبداد، خاصة إذا تطورت حركة الإضراب وأبدعت أشكالا تنظيمية جماهيرية حرة تعزز القدرات التفاوضية والحركية للجمهور في الدفاع عن مطالبه وحقوقه، كما حدث في إضرابات عمال المحلة الذين طالبوا بعزل النقابة التابعة للإدارة وهددوا بالاستقالة الجماعية من الاتحاد العام لنقابات العمال، وكما حدث بشكل أوضح وأقوى في إضراب موظفي الضرائب العقارية الذين شكلوا نقابة مستقلة للدفاع عن مصالحهم.

رجال الأعمال وممثلوهم سواء في الحكومة أو منظمات الأعمال يرفضون بالتأكيد حركة الإضرابات، بل إن أكثرهم يدافعون عن الاستبداد على أنه مرادف للاستقرار والمصلحة العامة لأنه في جوهره يطمئنهم على استقرار الأوضاع التي يستفيدون منها ويطمئنون فيها على مصالحهم الخاصة. فهم أقوى في مواجهة الحكومة من غيرهم من فئات المجتمع وبعضهم مارس الإضراب بشكل غير معلن وتحت مراوغات مكشوفة مثل شركات الأسمنت التي أوقفت بعض خطوط الإنتاج بدعوى أعمال الصيانة من أجل زيادة الأسعار وبعضها الذي هدد بالإغلاق والانسحاب من السوق بعد قرارات 5 مايو الخاصة بأسعار الطاقة والمعاملة الضريبية. إنهم يرفضون إضرابات العمال والموظفين الذين يطالبون بحقوقهم لأن ذلك بالفعل سيعزز قوى المجتمع في مواجهتهم وفي مواجهة شركائهم في السلطة.

لكن مصلحة الغالبية العظمى من المجتمع المصري، سواء المصلحة الاقتصادية أو المصالح السياسية، تتفق تماما مع ممارسة حق الإضراب وارتقائها إلى ممارسة حق التنظيم المستقل عن الاتحاد النقابي المؤمم وأشكال التمثيل السياسي والاجتماعي التي تعتبر امتدادا لأجهزة الدولة القمعية وتخللها الفساد من رأسها حتى إخمص القدم.

وكلما تزايدت الإضرابات وامتدت وتطورت إلى أشكال تنظيمية حرة كلما كان ذلك مدعاة للتفاؤل لكل المدافعين عن الديمقراطية والمناهضين للفساد والاستبداد، فموجة الإضرابات الأخيرة تثبت أن حاجز الرعب من الاعتقال والقمع قد تراجع قليلا بعد أن أصبحت فئات كثيرة في المجتمع لا تملك ما يمكن أن تخسره، وسوف يصبح المؤشر على تطور هذه الحركة وارتقائها أن تقتنع هذه الفئات أن أمامها ما يمكن أن تكسبه، وأن تسعى لبناء قدراتها من أجل تحقيقه.





#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من الأسر
- واقعية سياسية أم استسلام للأمر الواقع
- آلام المخاض لأجمل أطفال العالم
- انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم
- اقتصاد السوق وخرافة الكفاءة
- الفقراء لا يستفيدون من الرخاء ويدفعون ثمن الأزمة
- لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!
- اقتصاد الفقاقيع
- الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق
- أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي
- مرجريت في الإسكندرية
- معركة المعارضة الضرورية: سيناريو التوريث أم مواجهة النظام؟
- مواجهة الفساد أم مناورة لامتصاص الغضب؟
- أبو الغيط يغيظ المصريين
- مالي أنا والشورى؟
- بورصة ، بورصة – ولا عزاء للفقراء
- بربرية وأمل في عصر التطرف
- أصرخ يا نور
- هل يعود بونابرت؟
- درس في التواضع


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - أمامنا مستقبل لنكسبه