أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!














المزيد.....

لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 08:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ماذا تفعل لو كنت عاطلا وفقيرا يحاصرك من كل اتجاه غلاء الأسعار والبذخ المستفز للأغنياء ولم تكن قادرا على، أو راغبا في، أن تصبح لصا أو قاطع طريق؟ ماذا تفعل لو داهمك إحساس بالغبن وبأن عمرك يسرق أمام عينيك وأنت محلك سر، وأن فرص الحياة الكريمة في وطنك تضاءلت أمامك بسبب سياسات دولة تنحاز إلى حفنة من ملاك الثروة الفاسدين وأصحاب النفوذ وتجند ضدك كل ما تمتلك الدولة من قدرة على القمع والتنكيل؟

لا تنتحر … ولا ترمي بنفسك إلى التهلكة، ألم تستمع إلى قوله تعالى: "ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها"؟ أمامك فرصتان لا ثالث لهما: إما أن تذهب إلى السعودية – أرض الحرمين الشريفين، أو أن تسافر إلى إسرائيل. انتظر! هذا مجرد افتراض جدلي لا يهدف إلا إلى المقارنة بين دولتين يذهب إليهما المصريون الآن بحثا عن الرزق وفرصة للحياة.

نصيحتي بالتأكيد أن ترفض الاثنتين، وأن تنهش الصخر والأرض والناس في بلدك حتى تحصل على حقوقك المهدرة والمنهوبة حتى لو تحولت إلى وحش حقيقي بكل معنى الكلمة. غير أن التحول إلى وحش يحتاج أيضا إلى قدرات وتدريب ومعاناة لا تتوافر للكثيرين من المسالمين الحالمين الراغبين في حياة هادئة ومستقبل أفضل. إن كنت كذلك، فلا يسعني إلا أن أتركك تختار بنفسك – نظرا لصعوبة هذا الاختيار – وإن كنت تعلم، فسوف تفضل الذهاب إلى إسرائيل.

لا تتسرع وتتهمني بالترويج للتطبيع. فهذا التطبيع أرفضه رفضا تاما، حتى وإن دافعت عنه الحكومة وزرعت سفارة للعدو الصهيوني على أرضنا، ووقعت مع هذا العدو اتفاقيات للتجارة، والمناطق الصناعية المؤهلة وتصدير الغاز إليه بأسعار أقل من بيعها للمصريين. أنا فقط وضعت هذا الافتراض لننظر على بينة أيهما أسوأ – الحياة في إسرائيل أم الحياة في السعودية حيث المدينة المنورة ومكة المكرمة وقبر الرسول الكريم.

لا تتعجب، فالمقارنة ليست في صالح أرض الحجاز التي مازالت تحكمها سلطة قبلية، وتفرض على الوافدين شروطا عبودية في العمل أو التنقل أو السكن وغيرها. إذا التحقت بعمل في إسرائيل لن يفرضوا عليك كفيلا يتحكم في حركتك ذهابا وإيابا بين المدن أو يبخسك حقك أو يملك أن يجبرك على مغادرة البلاد وأن ينهي التعاقد معك في أي لحظة. وإذا طالبت بحقك، ستجد نفسك مشردا وذليلا وضعيفا. بل إن بعض السعوديين يحصلون على تأشيرات لاستقدام عمالة على كفالتهم ثم يطالبون هؤلاء بالبحث عن عمل في السعودية وسداد مبالغ شهرية من رواتبهم لهم لمجرد السماح لهم بالعمل والبقاء في المملكة.

إسرائيل لا يوجد فيها كفيل. وتستطيع أن تعمل فيها لدى أي صاحب عمل وفقا لتعاقد قانوني واضح خاضع للعرض والطلب في سوق العمل، وإذا قررت ترك العمل في أي وقت والالتحاق بآخر أو الحصول على فرصة أفضل فلن تتعرض لأي مضايقات من صاحب العمل، لن يضطرك إلى مغادرة البلاد، ولن يسلبك حقوقك، ولن يفرض عليك أي إتاوات.

إذا ارتكبت خطأ مهنيا في السعودية، أو "ظن" بعضهم أنك ارتكبت خطأ مهنيا، فسوف يحكم عليك بالسجن أو الجلد أو الاثنين معا، فنظامهم القانوني ينتمي إلى القرون الوسطى، وهو أيضا كنظم القرون الوسطى لا يطبق على الجميع. فليس كل البشر سواسية أمام القانون في السعودية، ونحن المصريون من الفئات الدنيا والمستضعفة هناك – مثل الوافدين من إندونيسيا أو الفلبين. ولسنا من أصحاب الدم الأزرق مثل الأوروبيين والأمريكان، الذين لا يمكن تطبيق مثل هذه العقوبات الهمجية عليهم. إنتظر … لا تتسرع وتزعم أنهم يحكمون وفقا للشريعة. فلا يوجد في الشريعة حكم يصل إلى 1500 جلدة التي حكم بها على أطباء مصريين هناك لشبهة خطأ مهني، كما أن الشريعة لا تميز بين عربي أو أعجمي في أحكامها، ولا توجد أحكام بالسجن في الشريعة. الأطباء المصريون حكم عليهم بقضاء 20 عاما في السجن إضافة إلى 1500 جلدة. وإذا استأنفت حكما أو تظلمت منه تضاعف لك العقوبة في السعودية. فنظامها نظام متخلف وعنصري ضد الفقراء والمستضعفين، جبان أمام الأوروبيين والأمريكان، رغم تمسحه بالدين.

إسرائيل أيضا كيان عنصري ويتمسح بالدين. لكن الفرق أن لديها نظاما قانونيا وسياسيا حديثا يوفر مساحة أفضل لاحترام الإنسان – إذا لم يكن هذا الإنسان فلسطينيا بالتأكيد، وإذا كان على استعداد للاعتراف بها وعدم تهديدها على مستوى الوجود. هذا النظام القانوني لا يطبق عقوبات القرون الوسطى مثل الجلد، ولا يأخذ بالاشتباه، ولا يعاقبك على تظلمك من حكم صدر ضدك بمضاعفة العقوبة مثلما يحدث من قضاة السعودية ونظامها المخبول. لم نسمع أن حكم بالجلد على مصري يعمل في إسرائيل. ولم نسمع أن استغله "كفيل" واستعبده لكي يعمل لصالحه أو يشرده ويطرده من البلاد. فأيهما أكثر عنصرية وأكثر رجعية وتخلفا – السعودية أم إسرائيل؟

انتظر! لا تتذرع بخدمة مصالح القوى الاستعمارية في منطقتنا. فالسعودية وإسرائيل ومصر لا يختلفون عن بعضهم في هذا المجال. السعودية تستضيف أكبر قوة استعمارية في العالم على أرضها والتي انطلقت منها لغزو العراق وتدميره. والسعودية هي الذراع الأطول حاليا في محاولة إضعاف النظام الإيراني وتركيعه أمام القوى الاستعمارية متمثلة في الولايات المتحدة، ومحاولة تقويض قوى المقاومة في لبنان حماية لمصالح وأمن إسرائيل.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد الفقاقيع
- الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق
- أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي
- مرجريت في الإسكندرية
- معركة المعارضة الضرورية: سيناريو التوريث أم مواجهة النظام؟
- مواجهة الفساد أم مناورة لامتصاص الغضب؟
- أبو الغيط يغيظ المصريين
- مالي أنا والشورى؟
- بورصة ، بورصة – ولا عزاء للفقراء
- بربرية وأمل في عصر التطرف
- أصرخ يا نور
- هل يعود بونابرت؟
- درس في التواضع
- الواقع والرمز في الهجوم على عز
- على إسمك يا جاهين
- جمهورية الغاز
- مأزق المبرراتي
- نماذج من الإضراب الجماهيري(3)
- ضد العولمة
- ما هو البديل؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!