أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رمضان متولي - الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق














المزيد.....

الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 09:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الأزمة المالية التي عصفت بالاقتصاد العالمي مؤخرا دفعت كبار رموز الرأسمالية العالمية مثل باسكال لامي، مدير عام منظمة التجارة العالمية، إلى المقارنة بينها وبين الكساد الكبير الذي ضرب العالم في عام 1929 وكان سببا من أسباب الحرب العالمية الثانية. المقارنة التي عقدها لامي جاءت في معرض تحذيره من تزايد النزعة الحمائية في التجارة الدولية التي احتدمت في الفترة الأخيرة بين أقطاب النظام العالمي من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي وآسيا وأمريكا اللاتينية.

جذور هذه الأزمة ترجع إلى فوضى اقتصاد السوق الذي تدافع عنه الحكومة المصرية وتعض عليه بالنواجذ وتتهم أي منتقد لهذا النمط الاقتصادي الفوضوي والعدائي بالجهل أو على الأقل بأن منتقدي هذا النظام ينتمون إلى عهد بال، أكل عليه الدهر وشرب.

وفي ذروة نشوتهم بالإنجازات الوهمية وأرباح المضاربين وبريق الأرقام، تتكون من تحت السطح نفس العناصر التي دفعت النظام العالمي إلى الأزمة الحالية التي لا يجد منها مخرجا. وأزمات نظام السوق ليست بسيطة، ولا تقتصر آثارها على خسائر لبعض الشركات أو حتى تسريح بعض العمال أو إفلاس هذا البنك أو ذاك. وإنما تمتد آثارها إلى شن الحروب واحتلال الشعوب وصناعة الكوارث بل ربما تدمير الحضارة الإنسانية نفسها.

تعود جذور الأزمة العالمية الحالية، التي يجري الآن طبخ نسخة صغيرة منها في مصر، إلى محاولة الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الخروج من أزمة نهاية التسعينيات عن طريق شن الحروب على أفغانستان ثم على العراق وتشجيع المضاربة على القطاع العقاري من أجل تنشيط الاقتصاد. انتهت الحروب في أفغانستان والعراق إلى كوارث حقيقية ولم تفلح إلا في تخفيف حدة الأزمة السابقة وتأجيل ضربتها العنيفة بضع سنين. أما تشجيع المضاربة على العقارات فقد انتهت إلى معضلة تشبه الألغاز غير القابلة للحل التي كان يتسلى بها القرويون في سمرهم الممل في الأزمنة الغابرة. وانتهت هذه المضاربة إلى مصير لا مفر منه حيث أفلست بنوك عملاقة كانت تزعم القدرة على إدارة الأزمات بل بعضها كان يزعم أن حديث الأزمة برمته حديث من الماضي ولا مكان له بعد تطور أساليبهم الحديثة في الإدارة.

في مصر، اتبعت الحكومة الحالية نفس النهج، وقامت بتشجيع المضاربة العقارية، وتورطت البنوك في إقراض المشروعات العقارية الفاخرة على اعتبار أن الطلب لا حدود له، كما تورطت الحكومة نفسها في ممارسة هذه المضاربة عن طريق طرح الأراضي في المزادات لترتفع الأسعار بسرعة الصاروخ وتبلغ عنان السماء، وتزداد حركة البناء فترفع معها أسعار مواد البناء وترتفع تكلفة الوحدات.

سوف تنجرف مصر إلى نفس المشكلة قريبا، وسوف تشعر بأثرها عنيفا على البنوك التي قامت بإقراض الشركات العقارية، وعلى الشركات نفسها التي قامت ببناء وحدات مرتفعة التكاليف، ولن تفلح محاولات البنك المركزي في تحريك الدماء في النظام المصرفي عندما يشعر هذا النظام بأزمة السيولة. إنه نفس سيناريو الفوضى الذي عانيناه في مطلع الألفية.

النظام الرأسمالي نظام فوضوي لا يمكن أن يتجنب الأزمات، ولكن هذه الأزمات نفسها أصبحت أكثر عنفا وأطول أمدا مع تزايد غرور قادة النظام وترويجهم الأكاذيب حول أن عصر الأزمات قد انتهى. المشكلة الحقيقية هي أن من يدفع ثمن هذه الأزمات هو دائما الغالبية المسحوقة من العمال والفقراء، الذين يشردون من أعمالهم ولا يجدون ما يقيم أودهم هم وأبنائهم بينما يبحث كل مضارب أثرى على حسابهم وكل مسئول خان أمانة المسئولية عن منتجع له في لندن أو في باريس بعد أن ملأ كرشه سحتا من دم الفقراء.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي
- مرجريت في الإسكندرية
- معركة المعارضة الضرورية: سيناريو التوريث أم مواجهة النظام؟
- مواجهة الفساد أم مناورة لامتصاص الغضب؟
- أبو الغيط يغيظ المصريين
- مالي أنا والشورى؟
- بورصة ، بورصة – ولا عزاء للفقراء
- بربرية وأمل في عصر التطرف
- أصرخ يا نور
- هل يعود بونابرت؟
- درس في التواضع
- الواقع والرمز في الهجوم على عز
- على إسمك يا جاهين
- جمهورية الغاز
- مأزق المبرراتي
- نماذج من الإضراب الجماهيري(3)
- ضد العولمة
- ما هو البديل؟
- نماذج من الإضراب الجماهيري (2)- تأليف توني كليف
- نماذج من الإضراب الجماهيري - تأليف توني كليف


المزيد.....




- بثنائية أمام المكسيك.. منتخب السعودية يودع الكأس الذهبية
- هل تستطيع إيران إنتاج قنبلة نووية في السر؟
- صادرات النفط الإيراني إلى الصين تسجل أعلى مستوياتها في يونيو ...
- ما تأثير العقوبات الأميركية الجديدة على الاقتصاد السوداني؟
- مياه المحيطات يتغير لونها والعلماء قلقون من تداعيات اقتصادية ...
- ترامب يعود لانتقاد باول ويعلن سعيه لرئيس للفدرالي يخفض الفائ ...
- وول ستريت تتحدى المخاوف الاقتصادية وتسجل أفضل أداء شهري
- ضريبة الدخل في عُمان خطوة نحو الاستدامة المالية أم تحد جديد؟ ...
- تحديات تواجه سوريا للانخراط في نظام سويفت وتداول الدولار
- “فرصة ذهبية”.. سعر جرام الذهب عيار 21 سعر الذهب اليوم السبت ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رمضان متولي - الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق