أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - ضد العولمة














المزيد.....

ضد العولمة


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2293 - 2008 / 5 / 26 - 09:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


انتهت اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ بسلام كما هو متوقع ولم يلتفت أحد لأمر غريب في ذلك، وهو أن فترة انعقاد المؤتمر لم تشهد مظاهرات عارمة مناهضة للعولمة من نوع المظاهرات الفسيفسائية التي كان منظموها يحرصون على إطلاقها مواكبة لانعقاد هذه المؤتمرات. لم يتذكر أحد ما حدث في ولاية سياتل عام 1999 عندما خرج آلاف الأمريكيين في مظاهرات حاشدة ضمت النقابات وأنصار حماية البيئة وغيرها احتجاجا على اجتماعات منظمة التجارة العالمية. ولم يتذكر أحد مظاهرات مدينة جنوة الإيطالية عندما عقدت مجموعة الثمانية قمتها وشهدت المدينة ما يشبه الانتفاضة الجماهيرية ضد العولمة. ولم يتذكر أحد ما حدث في بورتو أليجري والمظاهرات الهائلة التي نظمها المنتدى الاجتماعي العالمي، بل لم يتذكر أحد المنتدى الاجتماعي نفسه الذي تأسس ليكون نقيضا أو يطرح بديلا للمنتدى الاقتصادي العالمي.

ليست المشكلة أن الناس أصبحت الآن راضية عن سياسات العولمة وتحكم الشركات متعددة الجنسية وحكومات الدول الكبرى في أقدار الشعوب ومصائرها، ولا أن هذه المؤسسات تغيرت سياستها لتصبح أكثر حرصا على مصالح الملايين من فقراء العالم الذين يذهبون ضحية لسياسات الرأسمالية المتوحشة بطبعتها النيوليبرالية. ولكن هناك أسباب أخرى منها خفوت وتهافت حركة مناهضة العولمة نفسها.

أحد أسباب انتهاء المؤتمر في سلام أن منظمي مؤتمرات العولمة بدأوا في التفكير في عقد اجتماعاتهم في دول تتميز باستبداد نظمها الحاكمة ولا تسمح لشعوبها بالتعبير عن غضبها، ولكن هذا التفسير لا يكفي لتبرير التوقف التام تقريبا عن أي نشاط حتى ولو في صورة مؤتمرات موازية داخل أروقة مغلقة.

حركة مناهضة العولمة في الواقع كانت أشبه بالفقاعة التي تكونت خلال عقد التسعينيات وبلغت ذروتها عام 2003 عندما بدأت الحرب الأمريكية على العراق واندلعت مظاهرات عنيفة مناهضة للحرب لتحل محل المظاهرات المناهضة للعولمة.

وتحددت المشكلة في نهاية المطاف في تعليق آمال كبيرة على حركة مناهضة العولمة، حتى أن البعض ذهب إلى اعتبارها حركة مقاومة عالمية يمكنها أن تقدم بديلا للنظام العالمي الذي تفرضه الشركات متعددة الجنسية والدول الكبرى. واعتقد كثير من المنظمات المشاركة فيها أنه يكفي الخروج في مظاهرات موسمية، معظمها كان يتخذ الشكل الاحتفالي لمواجهة نظام تسانده الثروة والسلطة في جميع أنحاء العالم. اعتقد هؤلاء المشاركون في الحركة أن وضوح الرؤية والهدف وبناء القاعدة الاجتماعية الضرورية لمواجهة سياسات الليبرالية المتوحشة ليس ضروريا، وبالتالي يمكن الاعتماد على خطاب غاضب ولكنه غامض، والمطالبة بإصلاحات شكلية ولكنها طوباوية حالمة وغير قابلة للتحقق، والاعتماد في الضغط من أجل تنفيذها على المظاهرات الحاشدة دون تنظيم له جذور في الواقع وقادر على استيعاب الصدمات ووضع استراتيجيات للحركة في الأجل الطويل.

وهكذا أصاب الحركة ما سماه بعض المتابعين لها بـ "إرهاق التظاهر"، حيث دخلت في سلسلة من المظاهرات دون أن تتمكن من إحراز انتصار واحد على أي جبهة. ذلك أنها كانت حركة بلا هدف واضح تسعى لتحقيقه ولم تمتلك وسائل تحقيق أي هدف حتى وإن بدا في وقت من الأوقات أنها قادرة على حشد جنود المعركة. فالانتصار في أي معركة لا يحتاج فقط إلى الجنود، رغم أنهم العنصر الحاسم في أي انتصار، وإنما يحتاج أيضا إلى الرؤية الاستراتيجية ووضوح الهدف ومن ثم بناء القدرات الذاتية والأدوات التكتيكية واختيار اللحظة الموضوعية المناسبة والأرض الملائمة لخوض المعركة.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو البديل؟
- نماذج من الإضراب الجماهيري (2)- تأليف توني كليف
- نماذج من الإضراب الجماهيري - تأليف توني كليف
- بلادنا رغم أنف الحاكمين
- المحلة ورهان السلطة
- التنكيل بالمحلة لإرهاب الفقراء
- 6 أبريل على بوابة الأمل
- ثقوب في قبضة -الأخ الأكبر-
- عذرا يا شيخنا – نرفض الشهادة!
- رأسمالية وطنية وأخرى تابعة!
- معادلة الحرية
- لن نتسول حقوقنا يا رئيس الوزراء!
- قيادة نقابية أم موظف في جمعية دفن الموتى؟
- أبطال المعارك الوهمية
- الشرعية والقانون
- كاليجولا يحاصر الهواء
- حكومة رجال الأعمال لن تحمي مصر من استيراد التضخم
- مجلس الدكتور سرور
- هلفطة
- النظام والفوضى في مجتمع مقهور


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - ضد العولمة