أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - معادلة الحرية














المزيد.....

معادلة الحرية


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لن تستطيع أغلبية الشعب المصري الحصول على حريتها إلا إذا كانت مستعدة لدفع ثمن هذه الحرية، ولن تستطيع الحصول على حقوقها إلا إذا كانت مستعدة للنضال من أجل هذه الحقوق حتى النهاية. هذا ما نتعلمه من دروس الواقع والتاريخ الذي علمنا أن الشعوب تستحق حكامها.

فإذا تخلت أو أحجمت أغلبية الشعب المصري عن الدفاع عن مصالحها وحقوقها في هذا البلد، تتولانا سلطة لا تعبأ بمصالحنا وحقوقنا، وتركز على مجموعة مصالح أخرى على حساب جماهير الشعب المصري التي تنتهك حقوقها ويبدد مستقبلها ومستقبل أبنائها وتداس تحت الأقدام.

أبرز مثال على ذلك ما يحدث حاليا من السلطة التي تغتصب بلادنا ، وتزيف الحقائق حتى تزعم أنها سلطة شرعية تحكم باسمنا رغم أنها تضيعنا وتعمل ضد مصالحنا. زيف هذا الادعاء يتجلى في العديد من الأمور والقضايا نختار منها الآن ثلاث قضايا مترابطة تعبر عن منظومة المصالح الحاكمة في مصر. القضية الأولى هي اتفاقية، أو بروتوكول، تصدير الغاز إلى إسرائيل بأسعار تقل كثيرا عن الأسعار في الأسواق العالمية، والقضية الثانية هي توجه الحكومة لإلغاء دعم السلع الغذائية التي يعتمد عليها الفقراء تحت دعوى ترشيده واستبداله بالدعم النقدي، والقضية الثالثة تخفيض الضرائب على رجال الأعمال ومساندتهم في تحقيق أرباح هائلة وثروات طائلة بينما ينتشر الفقر والبطالة والمرض وسط غالبية المصريين.

أما عن القضية الأولى، فإن الحكومة تصر على تصدير الغاز إلى إسرائيل، وهو أحد الموارد الطبيعية الهامة التي يملكها الشعب المصري افتراضا، بأسعار مدعومة تقل عن الأسعار العالمية التي بلغت أكثر من 10 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية في مارس الجاري بينما يباع لإسرائيل بأقل من 3 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية، ويرفض الدكتور فتحي سرور أن يناقش مجلس الشعب مسألة تصدير الغاز لإسرائيل باعتبارها "مسألة سياسية" لا يختص بها المجلس!

في نفس الوقت الذي تدعم فيه الحكومة إسرائيل، تحقد على فقراء الشعب المصري وتزعم أن دعم السلع الأساسية هو السبب في عجز الموازنة العامة للدولة وتخطط عمليا لإلغائه. فمشروع الدعم النقدي الذي تروج الحكومة له ليس إلا ستارا مخادعا لإلغاء الدعم تماما، حيث أن الأموال التي سيتم دفعها للفقراء في هذا الإطار سوف تلتهمها الزيادة المستمرة في الأسعار بسرعة فائقة نتيجة للتضخم الذي خرج تماما عن السيطرة.

المعنى البسيط لذلك أنه إذا كانت الحكومة تصر على دعم الإسرائيليين وتحارب المصريين في لقمة عيشهم، فإن منظومة المصالح التي تدافع عنها السلطة في مصر ترتبط أكثر بإسرائيل وتنفصل عن مصالح المصريين. أغلبية الشعب المصري تعتبر إسرائيل عدوا لها، فإسرائيل هي التي احتلت أراضينا وقتلت أسرانا بدماء باردة ونهبت مواردنا تحت قوة السلاح، أما الحكومة المصرية فتعتبر إسرائيل صديقا لها وتساعدها في نهب مواردنا من الغاز الطبيعي دون موافقتنا ودون أي اعتبار لرأينا ومشاعرنا ولا حتى مصالحنا. وإذا كان ذلك أحد شروط اتفاقيات كامب ديفيد، فمعنى ذلك أننا لم ننتصر في حرب أكتوبر 1973، لأن المنتصر في أي حرب هو الفريق الذي يتمكن من تحقيق أهدافه، وإذا كانت إسرائيل استطاعت بعد هذه الحرب ضمان استمرار نهب مواردنا ونزع سلاح سيناء وتعجيزنا عن تعديل تلك الشروط تكون بذلك هي الفريق المنتصر، وعلينا أن نناضل من أجل إسقاط هذه الشروط وإلا حقت علينا الهزيمة.

أما فيما يتعلق بتخفيض الضرائب على رجال الأعمال ومنحهم طاقة مدعومة وحمايتهم بسلسلة من القوانين والتسهيلات التي تسمح لهم باستغلال العمال المصريين وتصدير عرقهم وكدهم مع دعم الطاقة والموارد الطبيعية إلى الخارج حتى تتزايد أرباحهم على حسابنا وحساب الأجيال القادمة، فإنه يكشف أيضا أن السلطة في مصر اختارت أن تعبر عن منظومة مصالح فئة قليلة من أصحاب الثروة والنفوذ والتي هي بالضرورة ضد مصالح الغالبية العظمى من المصريين الفقراء، ودليل ذلك أن ثمار الإصلاح لم تسقط منها قطرة واحدة على فقراء الشعب المصري كما وعد رئيس الوزراء بل ازدادوا فقرا على فقرهم وتدهورت أحوالهم إلى الأسوأ بينما تعاظمت ثروة أصحاب الحظوة من الأقلية المرتبطة بدوائر النفوذ والبيزنس.

إذا كنا فقراء مصر نستحق الحرية ونستحق حياة أفضل وحكما أرشد فإن علينا أن نثبت ذلك استنادا إلى الدرس التاريخي الذي قدمته الشعوب عبر تجاربها الماضية وهو أن الشعوب تستحق حكامها.





#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن نتسول حقوقنا يا رئيس الوزراء!
- قيادة نقابية أم موظف في جمعية دفن الموتى؟
- أبطال المعارك الوهمية
- الشرعية والقانون
- كاليجولا يحاصر الهواء
- حكومة رجال الأعمال لن تحمي مصر من استيراد التضخم
- مجلس الدكتور سرور
- هلفطة
- النظام والفوضى في مجتمع مقهور
- أوهام الأرقام وحقائق الواقع
- الإصلاح السياسي ورقص الصالونات والفنادق الفاخرة
- نقابة للصحفيين أم جهة إدارية
- نقابة الصحفيين تتحول لجهة إدارية تعاقب الصحفيين على سلوك الإ ...
- الصادرات المصرية حصان خاسر في سباق التنمية
- الانتخابات البرلمانية 2005: فزع السلطة وفزاعة الإخوان المسلم ...
- الاشتراكيون الثوريون تحالفوا مع الإخوان … يا لهوي!
- أزمة النظام الحاكم في مصر واحتمالات الانتفاضة - 1
- العمل المشترك بين اليسار مشروط بوحدة الرؤيا والهدف
- لن يموت فينا الأمل … ولكن!
- خرافة تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها من الحكومات المستبدة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - معادلة الحرية