أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - هلفطة














المزيد.....

هلفطة


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 09:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ارتفع معدل النمو الاقتصادي في العام الماضي بنسبة 7.1 % وزادت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 11.1 مليار دولار، ولكن الغالبية العظمى من المصريين لم يستفيدوا من الإصلاح وتحملوا تكاليفه، حسب اعترافات السادة الوزراء الذين، رغم حرصهم الشديد جدا جدا جدا على رفع مستوى معيشة الفقراء، لم يقدموا سببا لهذا اللغز، واكتفوا بأن يطالبوا الفقراء مرة أخرى بالتضحية والانتظار. لم يقل لنا أي منهم أين ذهبت عوائد "الإصلاح"، هل ذهبت إلى المضاربين على العقارات الذين تضاعفت ريوعهم عدة مرات دون أن يبذلوا أي جهد يذكر ودون أن يخاطروا بأي شئ؟ هل ذهبت إلى رجال الأعمال الذين قفزت أرباحهم بمعدلات مذهلة – خاصة في قطاعات مواد البناء والأسمدة؟ لابد إذن ألا نفرح بنمو الاقتصاد ولا بزيادة الاستثمار الأجنبي، لأن المعنى الحقيقي لذلك هو تدهور مستوى معيشة الفقراء وزيادة أرباح الأغنياء، التي تطالبنا الحكومة أن ندفع ثمنها أيضا حتى تزداد معاناتنا ليستمتع ويفرح أصحاب الثروة والنفوذ. يارب! لا ترتفع معدلات النمو ولا تزيد الاستثمارات.

مصر تحترم الشرعية الدولية، ولكنها لا تحترم هذه الشرعية إلا إذا تعلق الأمر بإسرائيل التي لا تحترم أي شرعية. فبلادنا تحترم اتفاقياتها مع إسرائيل حتى ولو قامت الأخيرة بانتهاك هذه الاتفاقيات وقتل جنود مصريين داخل الحدود المصرية، أما إذا كانت احترام هذه الشرعية يصب في مصلحة إسرائيل ويحقق أهدافها يتمسك صناديد السياسة الخارجية في مصر بالشرعية ولا يتخلون عنها إلا إذا غلبوا على أمرهم كما حدث واقتحم الفلسطينيون معبر رفح. يارب تسقط هذه الشرعية، خاصة إذا كانت تنحاز للسفاحين.

الحكومة المصرية أيضا لا تحترم من الشرعية الدولية ما يكون ضد الجزارين، فعندما تطالب هذه الشرعية باحترام حقوق الإنسان ووقف التعذيب في أقسام الشرطة والسجون، تجد أيضا صناديد الدفاع عن حقوق السيادة الوطنية يهدرون ويزأرون في وسائل الإعلام رافضين التدخل في الشئون الداخلية للبلاد وموجهين السهام ضد أي نقد أو لائمة حتى وإن كانت على استحياء. يارب تسقط كل سيادة تحول المواطنين البسطاء ممن لا ثروة لهم ولا نفوذ إلى كم مهمل بلا كرامة على أراضيهم أو خارجها.

الحكومة تحترم سيادة القانون، لكنها تضع من القوانين ما يساعدها على خرق وانتهاك أي قانون، وبالتالي وضعت القانون فوق "الشعب" ولكنه مازال تحت أقدام السلطة التنفيذية، التي يفترض أنها في خدمة هذا الشعب. يارب يسقط كل قانون وضع ليجعل خدام الشعب سادة عليه، أو يجعل لصوص أموال الشعب أمناء على خزائنه.

وبعيدا عن الهلفطة، نجد أن ارتفاع معدلات النمو وزيادة الاستثمارات الأجنبية اعتمدت على إغراء المستثمرين بمزيد من الأرباح على حساب حقوق الفقراء، فقد قامت على تخفيض قيمة الجنيه بنسبة كبيرة أمام الدولار في 2003، بما يترتب على ذلك من انخفاض القيمة الحقيقية للأجور وتخفيض قيمة الأصول المصرية لإغراء الأجانب بشرائها وتسهيل تخفيض أسعار الصادرات المصرية للخارج مع رفع أسعار الواردات (ومعظم الغذاء مستورد) في السوق المحلية. وكل هذه الظواهر تعني زيادة أرباح رجال الأعمال وانخفاض مستوى معيشة أصحاب الأجور، وهذا ما يؤكده تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الذي لاحظ ارتفاع نصيب عوائد الملكية وانخفاض نصيب الأجور من إجمالي الناتج المحلي.

وبعيدا عن الهلفطة أيضا، لا وجود لشرعية دولية إلا شرعية القوة والسلاح، فإسرائيل فرضت شرعيتها بالقوة وبمساعدة القوى الكبرى في العالم، ومصر تنازلت عن حقوقها لتورطها في مصالح مع إسرائيل وتخليها عن بناء وتعظيم قوتها بما يحمي حقوقها ومكانتها. كما أن الحكومة المصرية لن تحترم الشرعية الدولية الخاصة بحقوق الشعب المصري عليها في أن يعيش بكرامة داخل وطنه وخارجه إلا إذا امتلك هذا الشعب من وسائل القوة ما يجبر حكومته على احترامه، وحقيقة القانون أنه لا يقوم على مبادئ مجردة بقدر ما يقوم على توازن القوى في المجتمع.





#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام والفوضى في مجتمع مقهور
- أوهام الأرقام وحقائق الواقع
- الإصلاح السياسي ورقص الصالونات والفنادق الفاخرة
- نقابة للصحفيين أم جهة إدارية
- نقابة الصحفيين تتحول لجهة إدارية تعاقب الصحفيين على سلوك الإ ...
- الصادرات المصرية حصان خاسر في سباق التنمية
- الانتخابات البرلمانية 2005: فزع السلطة وفزاعة الإخوان المسلم ...
- الاشتراكيون الثوريون تحالفوا مع الإخوان … يا لهوي!
- أزمة النظام الحاكم في مصر واحتمالات الانتفاضة - 1
- العمل المشترك بين اليسار مشروط بوحدة الرؤيا والهدف
- لن يموت فينا الأمل … ولكن!
- خرافة تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها من الحكومات المستبدة
- كفاية ظاهرة إعلامية وخطابها مسخرة، وأسعد التعيس سعيد باغتراب ...
- كفاية – دجل الرؤية الذاتية للتغيير وجدل الواقع
- الوجه الآخر للحرب الأنجلو-أمريكية ضد العراق وأفغانستان
- عام على الاحتلال الأمريكي للعراق نهاية الحرب الباردة والإمبر ...
- رسالة سندباد اليانكي – أيها الراعي، لابد أن تنسى
- الأزمة في هايتي وخرافة الديمقراطية الأمريكية في العراق - تصح ...
- أوهام وحقائق مشروع الشرق الأوسط الكبير
- تفجيرات أربيل وحق الأكراد في تقرير المصير


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - هلفطة