أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - عندما ترقص الأفيال














المزيد.....

عندما ترقص الأفيال


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد فضيحة استيراد القمح الفاسد من روسيا، تزايد الحديث عن إجراءات انتقامية روسية ضد الصادرات المصرية إليها، ومن هذه الإجراءات ما تردد حول رفض السلطات الروسية الإفراج عن شحنة موالح مصرية وكذلك رفض الإفراج عن شحنة بطاطس وردها إلى الموانئ المصرية.

جماعات رجال الأعمال ومن يمثلونهم في المجالس التصديرية للحاصلات الزراعية وشعبة المصدرين في اتحاد الغرف التجارية يرون أن رفض هذه الشحنات جاء انتقاما من الصادرات المصرية بسبب ما زعموا أنه محاولة لتشويه سمعة القمح الروسي في سياق الحرب بين الشركات المستوردة للقمح تدفع ثمنها شركات أخرى تقوم بتصدير الحاصلات الزراعية إلى روسيا!

هذه المحاولة المكشوفة للضغط على السلطات المصرية من أجل التجاوز عن المعايير الصحية والبيئية في الصفقات المستوردة يبدو أنها نجحت، حيث سارعت سلطات ميناء سفاجا بالإفراج عن شحنة قمح روسية كانت محتجزة للتأكد من صلاحيتها بعد البلاغ الذي قدم إلى النائب العام حول وجود حشرات ميتة وبذور سامة في القمح المستورد من روسيا. كما أعلن "مصدر مسئول" في وزارة التجارة – حسب جريدة المصري اليوم التي لم تصرح بإسم المصدر في تقرير نشر الخميس الماضي – أن مصر مستمرة في استيراد القمح الروسي وأن وجود شبهات حول شحنة معينة لا يعني وقف الاستيراد من المنشأ الروسي.

هكذا وقع المصريون البسطاء ضحية للحروب بين عصابات الفساد العابر للقارات – فلابد أن تستجيب شبكات الفساد في مصر لمطالب شبكات الفساد في روسيا من أجل المنفعة المتبادلة وحتى يفرح ويربح هؤلاء وأولئك. وقديما قال حكماء الصين (مع بعض التعديل): عندما ترقص الأفيال تسحق تحت أقدامها الفئران.

ذلك أنه من الجائز جدا أن تكون شحنات الصادرات الزراعية المصرية إلى روسيا معيبة، خاصة ونحن نعلم أن السلطات الأوروبية رفضت الكثير من شحنات البطاطس المصرية بسبب أمراض مثل العفن البني. ولا يستبعد كذلك أن تكون شحنة الموالح مصابة بذبابة الفاكهة أو غيرها من الأمراض. وإذا كانت في العالم دولة تعادل فيها معدلات فساد النخبة السياسية والاقتصادية نظيرتها في مصر، فإن روسيا ستكون أقرب الدول المرشحة في هذه المقارنة. وبالتالي لا يمكن استبعاد أن تقبل السلطات الروسية دخول صادرات مصرية معيبة إلى أسواقها في مقابل تغاضي مصر عن عيوب الصادرات الروسية إلى أسواقنا.

إذا أردنا مخرجا من حلبة المصارعة بين الفاسدين، علينا أن نمنع الشيطان من دخول حظيرتنا. لم يظهر القمح الفاسد في الأسواق المصرية إلا بعد أن تخلت هيئة السلع التموينية عن استيراد القمح بنفسها مباشرة من أسواق التصدير وسمحت للقطاع الخاص بأن يلعب دور الوسيط في هذه العملية، بعد ذلك ظهر القمح الفاسد الذي تقوم الهيئة بشرائه بأسعار أعلى من الأسعار العالمية – على الأقل أعلى من السعر الذي دفعه المورد لاستيراد الشحنة لأنه لن يقوم بهذه المهمة لوجه الله والوطن. كما يحق لنا أن نتوقع فسادا من جانب كبار الموظفين في الهيئة والأجهزة الرقابية في صورة عمولات أو هدايا أو خلافه، حيث يسعى البيروقراطي إلى ترجمة سلطاته إلى مكاسب وأرباح مادية في مجتمع شاع فيه الفساد وأصبح للمال القيمة العليا والمكانة الأسمى.

في نفس السياق نجد المماليك والسماسرة الذين يسيطرون على مقاليد الأمور في مصر لا تغفل عيونهم عن فرصة للتربح واستنزاف "العامة" من الفقراء والمحرومين من الثروة والنفوذ، وهو ما يتضح من الجهود التي تبذلها الحكومة تحت عنوان "تحرير صناعة الدقيق المدعم لإنتاج الخبز البلدي"، هذا التحرير الذي لم يجد له معنى إلا فتح المجال لمطاحن القطاع الخاص لمنافسة شركات المطاحن العامة في توريد الدقيق المدعم إلى المخابز من خلال مناقصة تطرحها وزارة التموين، بدلا من النظام الحالي الذي تكلف فيه المطاحن العامة بطحن الدقيق مقابل أجر، بما يفتح بابا جديدا للفساد وبابا جديدا للتربح.

عندما يدخل البيزنس وترتفع اعتبارات المال في هذا المجال الحيوي الذي يعتمد عليه قوت أغلب المصريين، فإن حياتنا وأمننا الغذائي يصبح مهددا من عصابات الاستيراد من جانب وعصابات المقاولات والعقود الحكومية من جانب آخر. ولذا فمن الضروري أن تكون لدينا استراتيجية أخرى في مجال القمح والدقيق، تعتمد بالأساس على التوقف عن زراعة الياسمين والفراولة بهدف تعظيم أرباح المصدرين والمستوردين إلى زراعة القمح والقطن والمحاصيل الرئيسية الأخرى لتأمين احتياجات أصحاب هذه الأرض وملاكها الحقيقيين.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبة 1948 ونكبة أوسلو
- صفقة القمح والجريمة الكاملة
- حكومة رجال الأعمال تكشف أنيابها في زمن الأزمة
- إنها دعوة وأمل أو أمنية
- دفاعا عن -إبداع-
- المشروع والممنوع في دعم المقاومة
- هكذا يفكر دون كيشوت
- الوجه الحقيقي لديمقراطية رأس المال
- سيكولوجية القطيع
- عفة زائفة ودعارة مقدسة
- تحضير أرواح الموتي … هل يصلح ما أفسده الجشع؟
- أمامنا مستقبل لنكسبه
- الخروج من الأسر
- واقعية سياسية أم استسلام للأمر الواقع
- آلام المخاض لأجمل أطفال العالم
- انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم
- اقتصاد السوق وخرافة الكفاءة
- الفقراء لا يستفيدون من الرخاء ويدفعون ثمن الأزمة
- لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!
- اقتصاد الفقاقيع


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - عندما ترقص الأفيال