أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004 - سعدي يوسف - أوّل أيّــار عالياً على الأسلاك














المزيد.....

أوّل أيّــار عالياً على الأسلاك


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 821 - 2004 / 5 / 1 - 08:12
المحور: الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004
    


في أيام القهر والإحتلال ، وانقضاضِ اللصوص والسماســرة المحترفين ، كالكواســر ، على شعبٍ مرتهَــنٍ ؛ أقولُ ، في هذه الأيام الصعبة ، تشتدُّ حاجةُ الـمـرءِ إلى الذكرى ، بقدْرِ حاجته إلى آمال المستقبل ؛ بل ربما وجد في الذكرى ما يعينه في معاينة ما يجري ، معاينةً أكثرَ جدوى ، وأعني هنا أن بمقدورنا إلحاقَ ظروفنا الرهيبة الحالية ، بظروفٍ مماثلةٍ مررنا بها ، أو مرّتْ بنا ، طيلةَ المسيرة الشاقة لشعبنا التوّاقِ إلى الحرية والإنعتاق والعدل والحياة الرضيّــة .
لم يكن ما نحن فيه الآن ، أولَ احتلالٍ ، وليس العملاءُ المتسلِّـطون علينا اليومَ ، أولَ العملاءِ . لقد كان تاريخ العراق بمجمله كتابَ احتلالٍ مفتوحاً ، باستثناء حكومتَـي رشيد عالي الكيلاني وعبد الكريم قاسم اللتينِ طوَتا الكتابَ قبلَ أن تُطوَيا بالعنف الدموي والقهر ، والتدخلِ الأجنبي المفضوح الفَـظّ .
لنتذكّـرْ ، إذاً ، فالذكرى ، لا بُـدَّ ، نافعةٌ .
***

قبل نصف قرنٍ تقريباً .
انتفاضة 1952 قُمعتْ بقسوةٍ بالغةٍ .
وعندما لم تُجْــدِ حتى هذه القســوةُ أُقحِــمَ الجيشُ ، وأُعلِـنت الأحكامُ العرفية ، ودخلت البلادُ في دوّامةٍ جديدةٍ من القمعِ ، وأُدخِـلَتْ إلى السجون القديمة أفواجٌ جديدةٌ من أبناء الشعب وبناته ، وبدا كأن كل شــيءٍ انتهى إلى ما أراده العملاءُ.
هل الأمورُ بهذه السهولة ؟
أتذكّــرُ اليومَ ، الأولَ من أيّـار 1953.
الصباح في البصرة رطبٌ عادةً .
والناس يستيقظون مبكِّـــرين .
هكذا استيقظتُ أنا أيضاً ، وخرجتُ إلى الشارع الرئيس أتمشّــى .
عجباً !
على أسلاك الكهرباء ، وعلى امتداد الشارع ، كانت رايات الأول من أيار الحمراء ، تتدلّــى ، خافقةً بهدوءٍ ، مع نسمات الصبح الخفيفة …
الفكرة بسيطة :
يُــشَــدُّ إلى الراية خيطٌ في نهايته حجرٌ صغير ، وتُـقذَفُ الرايةُ إلى أعلى ، ليلتفَّ الخيطُ على سلك الكهرباء فتتدلّــى الرايةُ
عاليةً ، خافقةً ، مع نسيم الصباح الخفيف الرطب .
***
الأحوالُ ، هذه الأيامَ ، أشــدُّ ســوءاً .
وجنودُ الإحتلال قد يقتلون ، رمياً بالرصاص ، أيَّ فتىً يغامرُ بتعليق رايةٍ حمراءَ على سلك كهرباء .
لكنّ الأول من أيار سيعلن عن نفسه وبهائه ، بألف طريقةٍ وطريقةٍ …


لندن 24/4/2004




#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غارةٌ جويّـة
- اســـتحضــارُ أرواحٍ
- مَـشارفُ الرُّبْـعِ الخالـي
- عراقيّــون أحــرارٌ
- الجبــل الأزرق
- America, America
- الإســتباحــــةُ
- طائرُ النار : من باليرمو إلى كاراكاس
- تكوين 34 - في ميلاد الضوء الشيوعي -
- مَــنازل
- رائحــة
- الناسك
- نارُ الحطّـابين
- يومياتٌ ذاتُ مغزى
- مســتعـمَــرةٌ رومانـيّــةٌ
- ذَبـــذَبـــــةٌ
- ســاعات أندريه جِـيد الأخيرة
- ســاعاتُ لوركا الأخيـرة
- لو كان الصبحُ جميلاً
- عُـرسُ بناتِ آوى الباريسيّ


المزيد.....




- مجزرة كشمير.. الهند تغلق مجالها الجوي أمام طيران باكستان
- حرائق الغابات في إسرائيل قد تكون -الأكبر على الإطلاق- بالبلا ...
- التعبئة العامة في الجزائر: هل المنطقة مقبلة على حرب؟
- عودة 80 ألف أفغاني من باكستان بعد انتهاء مهلة العودة الطوعية ...
- واشنطن وكييف تبرمان اتفاق -المعادن الأرضية النادرة-
- -أنا لا أثق بك-.. ترامب يثير تفاعلا في إجابته على سؤال مذيع ...
- بوليانسكي: إدارة ترامب على دراية بمحاولات زيلينسكي إطالة أمد ...
- مواطنة أمريكية تتهم عناصر الهجرة باقتحام منزلها وترويع أسرته ...
- إعلام صيني: واشنطن تواصلت مع بكين لمناقشة الرسوم الجمركية
- تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! (صور) ...


المزيد.....

- الطبقة العاملـة والعمل النقابي في فلسطين ودور اليسار في المر ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004 - سعدي يوسف - أوّل أيّــار عالياً على الأسلاك