أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - عُـرسُ بناتِ آوى الباريسيّ















المزيد.....

عُـرسُ بناتِ آوى الباريسيّ


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 752 - 2004 / 2 / 22 - 04:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قد كنتُ فكّــرتُ  مع نفسي ( إذ لا أحدَ يمكن أن تفكر معه هذه الأيامَ )  ، وانتهيتُ إلى أنني واجدٌ رهَـقاً   لا حدَّ له ، لو ظللتُ متابعاً بالكتابة  ،   تفاصيلَ ما يفعله الخونةُ واللصوصُ الذين نصّـبَـهم المحتلّـونَ وكلاءَ
لهم ، يتصـرّفون بالبلاد والعباد ، مأمورينَ خانعينَ مكابِـرين ، تحت أسماء شـتى ، من مجلس محكومين ، إلى وزراء ، ووكلاء وزراء ، ومحافظين غيرِ حُـفّـاظِ عهدٍ  … إلخ .
أقولُ : فكّـرتُ في أن أتركَ الكتابةَ عن مشهدٍ سيظلُّ مألوفاً ، ومَـدْعاةً للمللِ ، والقَـرَفِ ،نصفَ قرنٍ أو قرناً ، هو مشهدُ العراقِ – المسـتعمرةِ  ، والوكلاءِ المكلّـفينَ الحفاظَ على أمن المستعمِـرِ  وجنوده ومصالحه . لقد أوضحتُ موقفي ، لنفسـي ، وللتاريخ ، ولثقافة وطني  ،  ولديّ من متاعب الفنّ ما يكفيني لأكثرَ من حياةٍ  ؛ ولَطالَـما رأيتُ في العودة إلى الألوان المائية ورســوماتها حلاًّ راهناً …
ما أجملَ الفنّـان !
وما أقبحَ السياسيّ !
                                                   ***
لكنك لا تستطيع أن تغيِّـرَ مجرى الرياح حين الـمَـهبُّ …
ليس في أذنَـيكَ وَقْـرٌ.
ولا على عينيكَ غِـشاوةٌ .
وها أنتذا  تُـبْـلَـغُ أن بناتِ آوى ، " المثقفين " ، سيقيمون عرساً لهم في باريس ، مثل ما قامَ بناتُ آوى الساسةُ الخونةُ بعرســهم في فندقَـي الهيلتون متروبوليتان والنوفوتيل بلندن ، العاصمة الإمبراطورية .
                                                 ***
في الثالث والعشرين من آب 2003  ، كنتَ كتبتَ :
" بريمر الثالث ، ملك العراق ، الفاشل ، إلاّ في قتل العراقيين ، أصدرَ أمره ، إلى أتباعه أساساً ،  من بعثيين سابقين،
وشيوعيين مرتدِّين ، وفالاشا ، وأميركيين ذوي أصولٍ ، بتشكيل( المجلس الأعلى للثقافة) . ربما كان دافع بريمر الثالث أن يُظهِـر أن له اهتماماتٍ أخرى غير قتل العراقيين ، لكن حيثيات مجلسه الأعلى و " شخصياته " تؤدي بنا إلى الإعتقاد بأن هذا المخلوق يواصل عملية القتل ، قتل العراقيين ، ثقافياً هذه المرّة .
بريمر الثالث لم يكتفِ باختيار أعضاء المجلس من بين المقيمين في فنادق المارينز البغدادية ، غيرِ القادرين ثقافياً ، بل غير القادرين على مغادرة غرف الفندق خوفاً من الناس ، بل مضى إلى أن يضع على رؤوس هؤلاء الخانعين أساساً،
ذوي العشرة آلافِ دولارٍ شهرياً  ، شخصاً معروفاً بجذوره في العالم السفليّ ، أميركيّ الجنسية ، بعثياً سابقاً … "
                                 
                                           ***
اليومَ …
ولمناسبة احتفال هؤلاء " المثقفين " بمرور عامٍ على الإحتلال …
يريد مثقفو بريمر أن يعقدوا اجتماعـاً لـ " المثقفين العراقيين " في باريس ،  شهرَ حزيران ، يسبقه اجتماعٌ تمهيديّ في العاصمة ذاتها ، شــهرَ آذار.
ويردد بعض هؤلاء أن الإجتماع سيكون تحت رعاية اليونسكو .
معروفٌ أن اليونسكو ، باعتبارها البطة العرجاء بين وكالات الأمم المتحدة ، تشحذ التبرعاتِ شحذاً ، وليس لديها أي سبيل أو تقليد أو سابقة باستضافة حوالي أربعمائة شخص ، ودفع نفقات سفرهم وفنادقهم …
كما أنها لن " ترعى" الإجتماعَ المزمع رسمياً . فالعراق ليس دولةً في النهاية !
وإن كان لها دورٌ في ما يخص حضارة العراق ، فـلْتـقُـم به :
لتساعدنا في استرداد آثارنا التي نهبتها القوات الأميركية وعصابات أحمد الجلبي .
لتأمر الأميركيين بإنزال مدافعهم من أعلى الزقورة ، وبإغلاق قاعدتهم أسفل الزقورة …
لتزود جامعاتنا كتباً ومختبراتٍ …
إلخ …
إلخ …
إذاً ، ما معنى استغفال الناس ؟
يقال إن السبب هو رغبة شخصٍ ما ، في استغلال هذا الإجتماع ، باعتباره مجهوداً منه ، تـقرُّباً من المنظمة العالمية بُـغيةَ تعيينه فيها  ، بعد أن أعيتْـه جهودٌ سابقةٌ أيامَ كان في باريس ، ويقال إن هذا الشخص أقنع وكيلَ بريمر الثقافي بهذا ( أي بتعيينه ) وقتَ العشاء بمطعمٍ فرنسيٍّ متوسط المستوى …
                                  
                                               ***
من سيدفع النفقات ؟
ليست اليونسكو تحديداً …
إذاً ، هل يدفع وكيل بريمر كلَّ هذه النفقات من أجل أن يردّ فضلَ استضافته في مطعمٍ فرنسيّ متوسط المستوى ؟
ولماذا باريس ؟
أعني لماذا لايـعقَــد الإجتماع في بغداد ؟
هل يخشى مثقفو بريمر المتدربون في دورات تجسس الـC.I.A بواشنطن وبراغ  عقده في بغداد ؟
أظنُّ هذا …
فهؤلاء الذين لا يجرؤون على مغادرة غرفهم في فنادق المارينز  ، لن يُسمح لهم حتى بحضور اجتماعٍ خاصٍّ للمثقفين العراقيين ببغداد ، فكيف باجتماعٍ عامٍ ؟
                                               ***
لكنْ …
لِـمَ الإصرارُ على عقد الإجتماع؟
أظنّ الأمرَ متعلقاً برغبة السادة المحتلين في الإستيلاء على الوضع الثقافي – عبر عملائهم المثقفين الخونة – كما استولوا – عبر عملائهم السياسيين الخونة –على الوضع السياسي .
                                   
                                                ***
سوف يدفع بريمر ( من أموال العراقيين البؤساء ) كلفةَ الإجتماع العالية ، كي يدفع بعملائه إلى الواجهة التي لن يبلغوها يوماً …
سوف يحضر أيضاً الغافلون والمغفّــلون والمتغافلون .
لكن هذا كله لن يجدي .
إن الرياح تهبُّ باتجاهٍ آخر …
                                                        
                                      ***
دعني أعرض الأمر بيُـســرٍ :
إن كان الإجتماع بريئاً ، فما جوابُ الأسئلة التالية :
• ما دخْـلُ المطعم الباريسي بالشأن الثقافي العراقي ؟
• لِـمَ لم تُعلَـن لجنةٌ تحضيريةٌ وطنيةٌ ؟
• ما دخلُ وزارة الثقافةِ في شأنٍ يخصُّ الجسمَ الثقافيّ العراقيّ مـمَـثَّلاً في أفراد وهيئات وتجمعات غير حكومية؟
• لِـمَ لا يُـعقَـد الإجتماع في بغداد ؟
• هل يجوز للمثقفين العراقيين المرتبطين بأجهزة استخبارات المحتلين التحضير للإجتماع المزمع ؟

                                     ***
أعتقدُ أن المهمة الملحّــة الآن هي الحفاظ على الهوية الوطنية للثقافة العراقية .
والعراقيون ، لا الفالاشا ، هم الذين يصونون الثقافة الوطنية ويدافعون عنها .
  
                                                                         لندن 20/2/2004



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمُّ المعاركِ : حربُ - القَـبَـضايات -
- البــلدُ المستحيــلُ
- امبراطوريةٌ ليست كالأخريات ، أيضاً
- طبيعةٌ غيرُ مـيِّـتةٍ
- إمبراطوريةٌ ليست مثلَ الأُخرَيات
- حــياةٌ جـــامدةٌ
- الليلةَ … لن أنتظرَ شـيـئاً
- - قوائمُ - بلا حدود …
- صــلاةُ الوثــنِــيّ - إلى عبد الرحمن منيف
- بِــمَ نُـبـاهي الأُمَــم ؟
- جورج بوش في حضرة الطفلِ المعجزةِ
- موســوعةُ النهب الأميركي لآسيا
- الطفل‘ المعجزةُ
- الغَــيــارَى
- لُـزومُ ما لا يَـلْـزَم
- شـــارعُ المتنبي باترِك كوكبورن
- وَرْبة وبوبيان … وقناة بَنمـا
- هذا المســاءَ سـأكونُ ســعيداً
- جــنّــةُ الكَـنّــاســين
- القطار الإيرلندي


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - عُـرسُ بناتِ آوى الباريسيّ