أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - مَــنازل














المزيد.....

مَــنازل


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 792 - 2004 / 4 / 2 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


يدخلُ النخلُ في الظلِّ
خبّـأتُ عينيَّ عني
وفي النهر أســريتُ
في الماء أدخلتُ ثوبي
ستمتصُّ هذي الأصابيعَ جِنِّـيّـةٌ
أو سلاحفُ بُـنِّـيّـةٌ.
تنتهي
أنتهي .
أيهذا المساءُ الذي لم يفاجيء سواي:
مرةً حين لملمتُ صحنَ الطفولةْ
حين تمتمتُ في حفنةِ التمرِ إسـمي
حين كان الهواءْ
ساكناً مثلَ زنجيّـةٍ في المساءْ
ساخناً مثل زنجيةٍ في المساءْ
أيهذا المساءُ الذي لم يفاجيء سواي
كيفَ أدركتَـني ؟
كيفَ أسلمتَـني للمياه
كيف علّـمتَـني أن تكون المياهْ
في الأصابيعِ
أن تمسيَ القطرةُ المحضُ نجمَ الهُـداةْ ؟


أستريحُ إلى غصن صفصافةٍ في سماءٍ ضبابٍ
وأستَـفُّ طينا
غِـريَـناً …
هل تُراني اهتديتُ
هل تراني ارتديتُ الثيابَ التي ليس عندي سواها
هل تراني ارتديتُ الثيابَ التي ليس يُـقبَـلُ مني سواها
هل تراني ارتديتُ الشبابَ
الفُـتُـوّةَ
دشداشةَ الطفلِ ؟
أهلي …
لماذا نكون البعيدينَ ؟
إني استرحتُ إلى غصن صفصافةٍ
واستففتُ ، على مهَـلٍ ، غِـرْيَـناً
وارتديتُ الثيابَ التي تعرفون
ولكنكم ما تزالون عني البعيدينَ…
في هدأةٍ بين حمدانَ والجسرِ
في خضرةٍ بين حمدانَ والجسرِ
في قارةٍ ضائعةْ.


كيف لي يا معلِّـمُ أن أتبعكْ ؟
كيف لي أن أُلابسَـكَ المعطفَ – الغيمَ ؟
أن أهتدي بالنبوءاتِ
أن أخطفَ النورَ زاداً معكْ ؟
كيف لي يا معلِّـمُ أن أختفي في يديكْ ؟
كيف لي أن أرى في خُـطايَ خَـطاياي؟
إقطَـعْـهما ، يا معلِّـمُ
دعني بلا قدمينِ…اتَّـرِكْـني أطِـرْ زاحفاً
لاثماً قدميكَ اللتينِ ترودانِ ما لا أرى
كيف لي يا معلِّـمُ ، أن أقتفي في الذرى
مسلكاً
ملِـكاً
وامتثالَ الكرى ؟
هل تُرى أستريحُ إلى غصن صفصافةٍ في سماءٍ ضبابٍ
وأستفُّ طيناً …
جرعةً
جرعةً
وعراقاً مَـهِـينا ً ؟


في العراق المدوّخِ بالطلَـقاتْ
في العراق الثقيلْ
في العراق الجميلْ
في العراق المـعارِضِ بالصمتِ والأضرحةْ
في العراق الذي جَـمّـلَ المذبحةْ
في العراق الذي دوّنَ المذبحةْ
فوقَ بُـرديّـةٍ
فوق سعف النخيلْ
في العراق الذليلْ
في العراق المسمّـى
في عراقٍ أُسَـمِّـيه وَهماً
في عراقٍ نحيلْ
ذاهبٍ في خيوط القميصْ
في عراقٍ صغيرْ
ذائبٍ في عروق اليدينْ
في عراقٍ شفيفْ
ساكنٍ عَـتمةَ المقلتينْ
في عراقٍ خفيفْ
دائرٍ في دمي…
أنزعُ الآنَ في السرِّ ، أوراقَ وردةْ
أتركُ الوخزَ وحدهْ
ثم أمضي إلى آخرِ الكونِ
مستنزَفاً بالعراقْ .


تَمْـرُقُ الشاحناتْ
بعد منتصفِ الليلِ …
من أين تأتي الخيولُ التي تصطفي حلَـباً والجزيرةَ ؟
أنّـى تكنْ ينبتِ العشبُ في السرجِ
أنّـى تَـدُرْ تستدرْ نجمةٌ مثل زنبقةِ الماءِ
أيّـانَ تهدأْ ترَ الماءَ منبجساً من سنابكها …


تمرقُ الشاحنات
بعد منتصفِ الليلِ…
من أين تأتي سرايا الدروع التي تصطفي طُـورَ سـيناءَ
أو جبلاً بالحجازْ ؟


تمرقُ الشاحناتْ
بعد منتصفِ الليلِ …
من أين تأتينَ يا امرأةً ناحلةْ ؟
تمرقُ الشاحناتْ
بعد منتصفِ الليلِ …
يهـتَـزُّ مهدٌ على القشِّ مخضوضراٍ .


تمرقُ الشاحنات .



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحــة
- الناسك
- نارُ الحطّـابين
- يومياتٌ ذاتُ مغزى
- مســتعـمَــرةٌ رومانـيّــةٌ
- ذَبـــذَبـــــةٌ
- ســاعات أندريه جِـيد الأخيرة
- ســاعاتُ لوركا الأخيـرة
- لو كان الصبحُ جميلاً
- عُـرسُ بناتِ آوى الباريسيّ
- أمُّ المعاركِ : حربُ - القَـبَـضايات -
- البــلدُ المستحيــلُ
- امبراطوريةٌ ليست كالأخريات ، أيضاً
- طبيعةٌ غيرُ مـيِّـتةٍ
- إمبراطوريةٌ ليست مثلَ الأُخرَيات
- حــياةٌ جـــامدةٌ
- الليلةَ … لن أنتظرَ شـيـئاً
- - قوائمُ - بلا حدود …
- صــلاةُ الوثــنِــيّ - إلى عبد الرحمن منيف
- بِــمَ نُـبـاهي الأُمَــم ؟


المزيد.....




- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - مَــنازل