|
|
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي.....31
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:02
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الإهداء إلى:
ـ روح الشهيد عمر بنجلون.
ـ الرفيق أحمد بنجلون قائدا عماليا.
ـ الرفاق في إقليم خريبكة.
ـ الطبقة العاملة المعنية بالعمل النقابي الصحيح.
ـ من أجل الانخراط الجماعي في مقاومة كافة أشكال التحريف التي تستهدف الممارسة النقابية.
ـ من أجل نقابة مبدئية تسعى إلى تحقيق الوحدة النقابية، تجاه تردي الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء.
خاتمة / خلاصة.....1
وما يمكن أن نستخلصه مما رأيناه في موضوع: "الشهيد عمر بنجلون ومقاومة التحريف السياسي والنقابي"، أن أول ما وقع بعد استشهاد الشهيد عمر بنجلون، هو الانكباب على تحريف شخصيته النضالية، حتى تنسجم مع الأهداف التي كانت تسعى إلى تحقيقها قيادة الحركة الاتحادية بعد استشهاده، سعيا إلى الحيلولة دون الاستمرار في تحويل الحركة الاتحادية إلى حركة عمالية، خاصة، وأن الحركة الاتحادية الأصيلة، هي الحركة التي تصير قابلة للتحول في اتجاه صيرورتها عمالية. وهو ما لم تكن تسعى إليه قيادة الحركة الاتحادية التي قاومت الشهيد عمر بنجلون في حياته، وعملت على تحريف شخصيته بعد استشهاده. وهذا التحريف الذي استهدف شخصيته هو نفسه، الذي قاومه من خلال الستينيات، السبعينيات، إلى أن استشهد، وهو نفسه الذي قاومه الشهيد المهدي بنبركة قبل استشهاده، وهو نفسه الذي تجب مقومته بعد استشهاده، وهو ما مارسه المناضلون الأوفياء من بعده، الذين منهم من توفي، ومنهم من ينتظر، وهو الذي سيقاومه المناضلون المقتنعون بمنهج الشهيد عمر بنجلون، ومن قبله الشهيد لمهدي بنبركة.
ويتجلى تحريف شخصية الشهيد عمر بنجلون كما رأيناه في: 1) اعتباره شهيد صحافة الحركة الاتحادية، وليس شهيد الحركة العمالية.
2) اعتباره قائدا اتحاديا، وليس قائدا عماليا.
3) اعتبار انطلاقه في تحليله العلمي لخصوصية المجتمع المغربي، يتناقض مع طبيعة هذه الخصوصية، لكون منهجه دخيلا على المجتمع المغربي.
فهل كان الشهيد عمر بنجلون شهيد صحافة الحركة الاتحادية؟
وهل كان قائدا اتحاديا مجردا؟
أم ان قيادته كانت عمالية، انطلاقا من قيادته للحركة الاتحادية؟
وهل كان، ولا زال المنهج العلمي صالحا للتعامل مع جميع الخصوصيات؟
أم أنه لكل خصوصية منهجها؟
وهل قوانين التحليل الاشتراكي العلمي واحدة؟
أم ان هذه القوانين تتعدد بتعدد الخصوصيات؟
وإذا صار تحريف شخصية الشهيد عمر بنجلون ساريا في صفوف معظم المنتمين إلى الحركة الاتحادية، بعد استشهاد عمر بنجلون، فإن الغاية من هذا التحريف تتحدد في:
1) الحيلولة دون صيرورة الحركة الاتحادية حركة عمالية.
2) الحيلولة دون استمرار إيديولوجية الطبقة العاملة إيديولوجية الحركة الاتحادية.
3) الحيلولة دون سعي الحركة الاتحادية في العمل على تحقيق طموحات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.
4) توجيه الحركة الاتحادية إلى خدمة مصالح البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، لضمان انتماء هذه البورجوازية إلى الحركة الاتحادية.
5) الاستمرار في تضليل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عن طريق توهيمهم بالاستمرار على نهج الشهيد عمر بنجلون.
وهذه الغايات، مجتمعة، هي الأساس الذي يعتمد لمحاربة منهج الشهيد عمر بنجلون العمالي في صفوف الحركة الاتحادية.
ورغم التحريف الذي استهدف شخصية الشهيد عمر بنجلون، فان الشهيد عمر بنجلون بوفائه، وبعظمة تضحياته التي لا حدود لها، لأجل الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، يصير رمزا فذا لهم:
1) على مستوى النضال، والتضحية، في أفق بناء الحركة الاتحادية / العمالية: إيديولوجيا، وتنظيميا، وبرنامجيا، وسياسيا، وجماهيريا، في أفق تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف إستراتيجية للنضال الديمقراطي، الذي كانت تقوده الحركة الاتحادية / العمالية.
2) على مستوى التنظير للحركة الاشتراكية المغربية، حتى تصير مقتنعة بالاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف، من منطلق أن الاشتراكية واحدة، كقوانين، وكأسلوب متبع من أجل التوزيع العادل للثروة، من أبناء الشعب المغربي، ومن أجل أن يصير هذا الاقتناع وسيلة لتوحيد الحركات الاشتراكية في إطار واحد، يقود النضالات السياسية لسائر الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، في أفق تحقيق الاشتراكية، وبناء الدولة الاشتراكية التي تشرف على أجرأة التوزيع العادل للثروة.
3) على مستوى بناء الحركة العمالية، من خلال العمل على تحويل الحركة الاتحادية إلى حركة عمالية: إيديولوجيا، وتنظيميا، وبرنامجيا، وسياسيا، حتى يصير ذلك البناء أداة، ووسيلة بيد العمال، والأجراء، لتنظيمهم، وقيادتهم، في أفق القضاء على الاستغلال، بتحويل ملكية وسائل الإنتاج، من ملكية فردية، إلى ملكية جماعية.
4) على مستوى ترسيخ الاشتراكية العلمية في الواقع المغربي، من خلال التحليلات التي قام بها، والتي يوظف من خلالها قوانين الاشتراكية العلمية: المادية الجدلية، والمادية التاريخية في التعامل مع الواقع في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، الأمر الذي ترتب عنه انتشار هذا التناول الاشتراكي العلمي بين المفكرين، والباحثين، والمثقفين، والسياسيين، من خلال الستينيات، والسبعينيات من القرن العشرين.
5) على مستوى التحليل السياسي، الهادف، والمحنك، من اجل جعل الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، يمتلكون الوعي السياسي بما يجري على جميع المستويات، في مختلف المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتشريح الممارسة السياسية للتحالف المخزني / الرجعي / الظلامي المتخلف، الذي يسير بالمجتمع على المستوى السياسي إلى الهاوية، مما يجعل الشهيد عمر بنجلون، الذي كان يدير جريدة المحرر، حاضرا في الصورة كمحلل سياسي هادف، وماهر، في ممارسة الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، وكمحلل سياسي غير مرغوب في بقائه على قيد الحياة، في ممارسة التحالف المخزني / الرجعي / الظلامي المتخلف.
6) على مستوى الإعلام المتميز، الذي يستقطب أنظار مستهلكي الإعلام اليساري بصفة خاصة، وخاصة وان توجهه الإعلامي الذي كان يمارسه عبر صحافة الحركة الاتحادية / العمالي،ة كان يستهدف جميع اليساريين، بالإضافة إلى استهدافه للكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، سعيا إلى تحقيق الإعلام اليساري / الجماهيري / الوحدوي، الذي سوف يقف وراء وحدة اليسار، وقوته التي تعتبر قوة للجماهير الشعبية الكادحة، الأمر الذي يعني أن المنهج الإعلامي للشهيد عمر بنجلون، كان رائدا، وفذا. ولذلك كان يضايق التحالف المخزني / الرجعي / الظلامي المتخلف، الذي تآمر على الشهيد عمر بنجلون، وقرر التخلص منه، عن طريق اغتياله بتاريخ 28/12/1975، حتى يتيح الفرصة أمام إعادة النظر في المنهج الإعلامي للحركة الاتحادية بعد اغتيال الشهيد عمر بنجلون.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
المزيد.....
-
الماركسية والممارسة السياسية في المغرب: جدل الانكسارات و الإ
...
-
اليمينُ الصاعدُ مجدّدًا في أميركا اللاتينية والتحدّي أمام ال
...
-
بلاغ صحفـــــي لـــــفريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب صـ
...
-
Self-Determination, Not Goodwill, Will Decide the Global Sou
...
-
The False Stability of the “Right” in Italy
-
Missile Defense Fraud Goes Ballistic: Needless, Unworkable,
...
-
“من له مصلحة في استمرار الاحتقان بالمديرية الجهوية للاستشارة
...
-
الشيوعي العراقي: بعزم لا يلين نواصل نضالنا رغم كثافة التحديا
...
-
Polishing Genocide: Israel’s Desperate War to Erase History
...
-
سبع أطروحات حول انتفاضات جيل Z في الجنوب العالمي
المزيد.....
-
الأسس المادية للحكم الذاتي بسوس جنوب المغرب
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو&
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة
/ رزكار عقراوي
-
كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|