|
|
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي.....14
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2649 - 2009 / 5 / 17 - 08:29
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الإهداء إلى:
ـ روح الشهيد عمر بنجلون.
ـ الرفيق أحمد بنجلون قائدا عماليا.
ـ الرفاق في إقليم خريبكة.
ـ الطبقة العاملة المعنية بالعمل النقابي الصحيح.
ـ من أجل الانخراط الجماعي في مقاومة كافة أشكال التحريف التي تستهدف الممارسة النقابية.
ـ من أجل نقابة مبدئية تسعى إلى تحقيق الوحدة النقابية، تجاه تردي الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء.
الشهيد عمر بنجلون الرمز:.....8
فالمؤسسات المزورة توجد للتصديق على المخططات المخزنية، ومخططات الطبقة الحاكمة، ولصناعة بورجوازية هجينة، ومتخلفة، تقوم على أساس نهب ثروات الشعب المغربي المرصودة للجماعات المحلية، ونهب جيوب المواطنين، بواسطة المجالس الجماعية، وخلق محيط من الوصوليين، والانتهازيين، الذين يضعون، باستمرار، حول دهاقنة نهب ثروات الشعب المغربي، أملا في التقاط فتاة الموائد، التي يرتادها ناهبو ثروات الشعب المغربي.
أما المؤسسات المنتخبة انتخابا حرا، ونزيها، في إطار ديمقراطية حقيقة، تشرف على أجرأتها دولة ديمقراطية ،تقوم على أساس دستور ديمقراطي، يضمن سيادة الشعب على نفسه، فإنها لا تهتم إلا بخدمة مصالح الشعب المغربي، انطلاقا من القوانين المتلائمة مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وسعيا إلى الوفاء للبرامج الانتخابية، التي أوصلت المنتخبين إلى عضوية المجالس المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية؛ لأن الوفاء للبرامج هو التعبير العملي، والفعلي عن ضرورة ضمان التواصل مع الجماهير الشعبية بصفة عامة، ومع الناخبين بصفة خاصة. وهو ما يقطع الطريق أمام كافة الممارسات الانتهازية للمنتخبين، وللوصوليين، والمضاربين، والمرابين، وتجار المخدرات، والراشين، والمرتشين، حتى لا يحولوا المجالس المنتخبة إلى مجرد وكالات لتنمية، وحفظ مصالح المنتخبين، على حساب حرمان معظم أبناء الشعب المغربي.
ه ـ أن الحكومة يجب أن تنفرز عن الأغلبية البرلمانية، التي أفرزتها انتخابات ديمقراطية حقيقية، احترمت فيها إرادة الشعب المغربي، الذي اختار برنامجا انتخابيا معين،ا ليفرز بذلك أغلبية معينة، تنفرز من بينها حكومة معينة، تتحمل مسئولية أجرأة البرنامج الانتخابي، من خلال البرنامج الحكومي، حتى يصير البرنامج في خدمة مصالح الشعب، الذي اختار الأغلبية الفارزة للحكومة.
والشهيد عمر بنجلون، عندما أوصلته تحليلاته إلى هذه الخلاصة، فلأنه كان يرى أن الحكومات التي تعاقبت على المغرب، بعد الاستقلال السياسي، هي حكومات تحت الطلب، من أجل خدمة مصالح المؤسسة المخزنية، والطبقة الحاكمة، وليست منفرزة عن الأغلبية البرلمانية، كما كان يجب أن يحصل. ولذلك أخد على نفسه أن يفكك سياستها، باعتبارها امتدادا للسياسة المخزنية، ولسياسة الطبقة الحاكمة، التي لا علاقة لها بالبرامج الانتخابية للأغلبية البرلمانية، التي لا يعتمد منها أي شيء لصياغة البرنامج الحكومي، وصولا إلى إقناع الشعب المغربي بضرورة النضال من أجل قيام حكومة ديمقراطية، وشعبية، تأخذ على عاتقها خدمة مصالح الشعب المغربي الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية.
وللوصول إلى قيام حكومة ديمقراطية، وشعبية، كان الشهيد عمر بنجلون يدرك، ومن خلال تحليلاته السياسية، أنها لا تأتي هكذا، وبطريقة إرادوية؛ بل لا بد من العمل على إنضاج الشروط الموضوعية الموازية للحكومة الديمقراطية الشعبية.
وهذه الحكومة لا بد لها من إقرار دستور ديمقراطي، تكون فيه السيادة للشعب، وإيجاد قوانين انتخابية تضمن حرية الانتخابات، ونزاهتها، على أساس اقتناع الناخبين بالبرامج المعروضة من خلال الحملات الانتخابية الفارزة للأغلبية البرلمانية، التي يكون لها الحق، وحدها، في تشكل حكومة من بين مكوناتها، حتى تتمكن من تحويل البرامج الانتخابية إلى برامج حكومية؛ لأن حكومة من هذا النوع، لا بد أن:
أولا: تعمل على إنضاج شروط قيام تحول عميق في التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية القائمة، سعيا إلى الوصول إلى فرز تشكيلة اقتصادية / اجتماعية أرقى، مما ينسجم مع تحقيق أهداف الحركة الاتحادية / العمالية، التي كان يقودها الشهيد عمر بنجلون، والمتمثلة في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.
ثانيا: تسعى، من خلال العمل على تطبيق برنامجها السياسي، المستمد من البرامج الانتخابية للأغلبية البرلمانية، إلى خدمة مصالح الجماهير الشعبية بصفة عامة، ومصالح الكادحين بصفة خاصة، حتى تضمن سيادة مصداقية الأغلبية البرلمانية، التي تزداد ارتباطا بالشعب المغربي، وتعبيرا عن إرادته، وحرصا على خدمة مصالحه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
ثالثا: تحرص على تفعيل المؤسسات التمثيلية المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، التي تحرص بدورها على خدمة مصالح المواطنين، الذين اختاروا تلك المجالس، وفي إطار الديمقراطية المحلية، التي يجب أن تلعب دورها لإشعار المواطنين بدورهم في اختيار البرامج المناسبة على جميع المستويات، وفي مختلف المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير تفعيل المؤسسات المحلية امتدادا لتفعيل المؤسسة البرلمانية على مستوى التشريع، ولتفعيل الحكومة على مستوى التنفيذ.
رابعا: تقوم بملاءمة القوانين المحلية العامة، والقطاعية، مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وذلك لتحقيق هدفين أساسيين:
الهدف الأول: جعل القوانين المحلية منسجمة مع القوانين الدولية، في تمتيعهم بحقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، عن طريق تطبيق القوانين المتلائمة مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الخمسة.
والهدف الثاني: خدمة مصالح عموم أفراد الشعب المغربي، المتمثلة في تمتيعهم بحقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، عن طريق تطبيق القوانين المتلائمة مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الخمسة.
وهذان الهدفان يشكلان جوهر الوقوف وراء ضرورة سيادة الشعب على نفسه، ووراء قيام حكومة ديمقراطية، ووراء قيام الشعب بتقرير مصيره بنفسه؛ لأن الشعب لا يمكنه أن يتناقض مع نفسه، ولا يمكنه أن يسعى إلى القبول بالاستعباد، والاستبداد، والاستغلال ،ولا يرفض تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، كما كان يبرز الشهيد عمر بنجلون ذلك، من خلال تحليلاته السياسية الرائدة.
وبذلك نصل إلى أن رمزية الشهيد عمر بنجلون في التحليل السياسي الماهر، والمحنك، كانت تقف وراء حرص أبناء الشعب المغربي على تتبع كل ما يصدر عن الشهيد عمر بنجلون، من خلال العروض، والندوات، ومن خلال ما كان ينشره في صحافة الحركة الاتحادية / العمالية، التي كان يقودها، وخاصة على صفحات جريدة المحرر، التي كان يديرها قبل اغتياله، نظرا لريادة تلك التحاليل، ولوقوفها وراء بث الوعي الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، باعتباره وعيا طبقيا، يعد الجماهير الشعبية الكادحة للانخراط في النضال من أجل الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
المزيد.....
-
إطلاق أكاديمية التكوين السياسي… خطوة جديدة لدعم الشباب داخل
...
-
الماركسية والممارسة السياسية في المغرب: جدل الانكسارات و الإ
...
-
اليمينُ الصاعدُ مجدّدًا في أميركا اللاتينية والتحدّي أمام ال
...
-
بلاغ صحفـــــي لـــــفريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب صـ
...
-
Self-Determination, Not Goodwill, Will Decide the Global Sou
...
-
The False Stability of the “Right” in Italy
-
Missile Defense Fraud Goes Ballistic: Needless, Unworkable,
...
-
“من له مصلحة في استمرار الاحتقان بالمديرية الجهوية للاستشارة
...
-
الشيوعي العراقي: بعزم لا يلين نواصل نضالنا رغم كثافة التحديا
...
-
Polishing Genocide: Israel’s Desperate War to Erase History
...
المزيد.....
-
الأسس المادية للحكم الذاتي بسوس جنوب المغرب
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو&
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة
/ رزكار عقراوي
-
كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|