حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....54

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 09:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

إلى:

• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.

علاقة التقاليد بالمعرفة الدينية بتنوع مذاهبها:.....40

ونظرا لأن المذاهب المذكورة، وما تفرع عنها تلقى اهتماما من قبل الغالبية العظمى من المسلمين، وبسبب انكباب الدارسين على انتاج المعرفة المذهبية العامة، والخاصة، ونظرا لتخلل المعرفة المذهبية لكل مجتمع من المسلمين، نضطر إلى طرح السؤال:

ألا يعتبر الاهتمام بالمذاهب الدينية، دافعا إلى اكتساب المعرفة التقليدية المطلقة؟

إن المعرفة المذهبية في الدين الإسلامي، هي، في نفس الوقت، معرفة تقليدية، وقد سبق أن أوضحنا أن المعرفة المتعلقة بالدين قد تتخذ طابعا مطلقا، عندما نقتصر على المعرفة الإيمانية، وقد تتخذ طابعا نسبيا للاعتبارات التي ذكرنا. وما قلنا عن المعرفة الدينية بصفة عامة، ينسحب على المعرفة الدينية في الدين الإسلامي.

وإذا كانت المعرفة التي تهمنا، في هذه الفترة، هي المعرفة المذهبية في الدين الإسلامي، فيمكننا القول: إن الاهتمام بالمذاهب الدينية، وباعتباره منتجا للمعرفة المذهبية في الدين الإسلامي، ونظرا لتحول تلك المعرفة إلى معرفة تقليدية، فإن المذاهب الدينية تعتبر أكبر دافع إلى اكتساب المعرفة التقليدية، بقطع النظر عن كونها مذهبية، أو غير مذهبية، دينية، أو غير دينية، لأنه في المعرفة التقليدية، يختلط الحابل بالنابل، وخاصة في المجتمعات المختلفة القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، حيث يرفع شعار إحياء التراث... وهكذا، وبدون تحديد طبيعة هذا التراث المستهدف بالإحياء، ودون الغاية منه:

وكيف يجب إحياؤه؟

وما هي الخطوات التي يجب اتباعها في عملية الإحياء؟

ودون تشكيل أجهزة علمية، يمكن اعتبارها مصدرا لهذا الإحياء.

إن دور المذاهب الدينية في عملية اكتساب المعرفة التقليدية، يعتبر مسألة حاضرة في الزمان، والمكان، وفي كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ودون تمييز بين المعرفة التقليدية، سواء كانت دينية، أو غير دينية، مذهبية، أو غير مذهبية، أسطورية، أو خرافية، تنويرية، أو ظلامية، عقلية، أو غير عقلية، مفيدة للمجتمع، أو غير مفيدة له، علمية، أو غير علمية، أو شبههما.

وهذا الدور الذي صار معروفا، وواضحا، لا بد أن ينعكس سلبا على الواقع، عن طريق التقاليد المتخلفة التي ترجع المجتمع قرونا إلى الوراء، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، ومدنيا، وسياسيا، مما أدى إلى إحياء المناسبات التي لها علاقة بالمعتقدات الخرافية والأسطورية.

فالمعرفة التقليدية، هي معرفة شاملة لكل المعارف، ومهما كانت هذه المعارف متعلقة بالجوانب الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو المدنية، أو السياسية، بمنطقها الخرافي، أو الأسطوري، أو الديني، أو الظلامي اللا علمي، اللا عقلي، مما يؤدي إلى نشر قيم تقليدية متخلفة في صفوف المسلمين الذين تعنيهم تلك المعرفة.

فالمذاهب الدينية، إذن، تكون محط اهتمام من قبل المسلمين، في كل البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. والمعرفة المترتبة عن هذا الاهتمام ضاربة في القدم، وهي معرفة غير مذهبية صرفة، لاختلاطها فيما بينها أولا في فكر المسلمين، ولتداخلها مع المعارف الخرافية والأسطورية ثانيا. وهي لذلك ليست معرفة مذهبية دينية، بانية لقيم مذهبية دينية، انطلاقا من مرجعية كل مذهب على حدة، وليست معرفة قائمة على أسس منهجية علمية واضحة. والدين يخوضون فيها، بحثا، وإنماء، يجدون أنفسهم أمام نمط معرفي متداخل، لا يستطيعون التمييز فيه بين المعرفة الدينية العامة، وبين المعرفة المذهبية الخاصة، وبين هذين المستويين من المعرفة، وبين المعرفة الخرافية، أو الأسطورية، وبين هذه المعارف جميعا، وبين المعرفة الظلامية، مما يوقع هؤلاء الباحثين في حيص بيص، فيضطرون إلى تكريس الخلط القائم في الواقع، من خلال إعادة إنتاج نفس المعرفة الدينية / المذهبية الدينية / الخرافية / الأسطورية / الظلامية، التي تعيد إنتاج نفس قيم التخلف.

ولذلك فاكتساب المعرفة التقليدية المطلقة، يعتبر مسألة طبيعية بالنسبة لكل من يهتم بالمعرفة المذهبية المترتبة عن الاهتمام بالمذاهب الدينية في الدين الإسلامي.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات