حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....53

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2611 - 2009 / 4 / 9 - 11:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

إلى:

• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.

علاقة التقاليد بالمعرفة الدينية بتنوع مذاهبها:.....39

وعلى أساس الإقرار بضرورة قيام شروط موضوعية فارزة للمذاهب الدينية، وبما أن هذه المذاهب المنفرزة عن الدين الإسلامي تحتاج إلى معرفة عميقة بها، وبما أنها تكون أكثر وضوحا في الدين الإسلامي، وبما أن التراكم المعرفي أكثر توافرا في المذاهب التي تكونت في إطار الدين الإسلامي، كالمذهب المالكي، والمذهب الشافعي، والمذهب الحنفي، والمذهب الحنبلي، وبما أن هذه المعرفة تشغل قطاعات عريضة من المسلمين، وفي مختلف بلدان المسلمين، فإننا نجد أنفسنا أمام السؤال:

ما المقصود بالمعرفة المذهبية في الدين الإسلامي؟

وما هي مذاهب الدين الإسلامي المؤسسة للمعرفة المذهبية في الدين الإسلامي؟

إن المعرفة، أية معرفة، هي الإدراك الدقيق للمجال المستهدف بتلك المعرفة، كما هو الشان بالنسبة للمعرفة الاقتصادية، التي تستهدف المجال الاقتصادي، والمعرفة الاجتماعية، التي تستهدف المجال الاجتماعي، والمعرفة الثقافية، التي تستهدف المجال الثقافي، والمعرفة المدنية التي تستهدف المجال المدني، والمعرفة السياسية، التي تستهدف المجال السياسي... وهكذا.

وبالنسبة للمعرفة المذهبية بصفة عامة، فإننا نجد أنها تعني الإدراك الدقيق، والواسع، والعميق لرؤيا كل مذهب، في كل القضايا التي لها علاقة بدين معين. أو بمجموعة من الأديان، وبطرق أداء الطقوس المعتمدة في كل دين، ومن أجل إقناع المتلقين بأن ما يقدمه هذا المذهب، أو ذاك، وتحت تأثير شروط معينة، ومهما كانت هذه الشروط، هو المعرفة الدينية الصحيحة.

أما المعرفة المذهبية في الدين الإسلامي، فهي كل معرفة تتأسس على:

ا ـ الإحاطة بما ورد في الكتاب، والسنة، جملة، وتفصيلا، وبالمرحلة التي ظهر فيها الدين الإسلامي، وبالجذور التاريخية المؤسسة لوحدة الإيمان فيه.

ب ـ الإحاطة بالتوجهات الدينية التاريخية، التي لم تستطع التبلور في شكل مذهب ديني، لارتباط تلك التوجهات بالمرحلة المحدودة في الزمان، والمكان.

ج ـ وجود قاعدة اجتماعية قابلة باستهداف مذهب معين لتعبيره عن مصالح معينة.

د ـ انخراط قطاعات واسعة من المسلمين في عملية اعتماد هذه المعرفة المذهبية، أو تلك، كمصدر لمعرفة الدين الإسلامي المالكي، أو الشافعي، أو الحنفي، أو الحنبلي. ولإدراك كيفية أداء الطقوس الدينية، كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، أملا في الخلاص الذي يعد به كل دين بصفة عامة، ويعد به الدين الإسلامي بصفة خاصة.

ه ـ قيام دولة معينة بالاستناد في حكمها، وانطلاقا من اقتناع الطبقة الحاكمة بمذهب معين، لصلاحيته لخدمة مصالحها، إلى المعرفة المذهبية الخاصة بذلك المذهب.

وهذه الأسس التي سقناها، تعتبر المدخل لتحديد مفهوم المعرفة المذهبية في الدين الإسلامي.

ولذلك يمكن القول بأن المعرفة المذهبية في الدين الإسلامي، برؤيا معينة لمختلف القضايا التي وردت في الكتاب، والسنة، وفي مسلكية المسلمين الأوائل، مما لم يرد فيه وضوح في النصوص الدينية المعتمدة عند المسلمين، ولطرق أداء الشعائر الدينية، التماسا للجزاء الأرقى يوم القيامة.

وهذا التصور للمعرفة المذهبية في الدين الإسلامي، هو تصور عام، ينطبع بطابع الخصوصية، التي تقتضي تنوع المعرفة المذهبية في الدين الإسلامي، نظرا لاختلاف الشروط الموضوعية في الزمان، والمكان. وهو ما يجعل هذا المفهوم يتحول بتحول تلك الشروط من بلد إلى بلد آخر، من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين.

كما أن هذا التصور لمفهوم المعرفة المذهبية الدينية للدين الإسلامي، يختلف، انطلاقا من مضامين كل مذهب على حدة، ومن العام المشترك بينها، والخاص المختلف من مذهب لآخر.

والمذاهب المساهمة في التأسيس للمعرفة المذهبية العامة، والخاصة في الدين الإسلامي، شرعت، في بداية تبلورها، منذ بداية نزول الوحي، الذي اقتضى الاختلاف في الفهم، من متلق لآخر، كما هو الشأن بالنسبة لمذهب عثمان، ولمذهب علي بن أبي طالب، ولمذهب أبى ذر الغفاري، الذي قال فيه الرسول "رحم الله أبا ذر، يعيش وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده". والعديد ممن عاصروا نزول الوحي، كانوا يحرصون على معرفة:

هل يتلقونه من الرسول وحيا، أو رأيا؟

كما قال بعضهم للرسول، أثناء القيام بغزوة معينة، عندما وجههم الرسول للقيام بعمل معين:

"أهو الوحي أو الرأي يارسول الله؟"

فرد عليه الرسول:

"هو الرأي".

وبعد وفاة الرسول تصاعدت عملية التبلور، كنتيجة للاختلاف حول من يخلف الرسول، بدأ المسلمون، حينذاك، في البحث عن شرعية ما يذهبون إليه، من استحقاق في الكتاب، والسنة، وفي مسلكية الرسول، لتظهر على هذا الأساس مجموعة من التيارات السياسية، التي كان لكل منها رؤيا مخالفة في مجمل الكتاب، والسنة.

وبعد بداية تداول الأحاديث، والشروع في تدوينها، بدأت التوجهات الكبرى للمذاهب الدينية في الدين الإسلامي في التبلور، انطلاقا من الأحاديث المروية، التي اختلفت مقاييس روايتها من راو إلى آخر، واستجابة لهذه المصلحة، أو تلك.

وهكذا تبلورت مجموعة من المذاهب التي صارت معتمدة عند المسلمين، في كل بلدان المسلمين، ومن قبل الطبقة الحاكمة في كل بلد. وهذه المذاهب التي كانت، ولا زالت، أساسا، ومنطلقا لإنتاج المعرفة المذهبية في الدين الإسلامي هي:

1) المذهب المالكي الذي أسسه مالك بن أنس.

2) المذهب الشافعي الذي أسسه الإمام الشافعي.

3) المذهب الحنفي الذي أسسه أبو حنيفة النعمان.

4) المذهب الحنبلي الذي أسسه أحمد بن حنبل.

وكل مذهب من هذه المذاهب، يعتمد في تشريعاته على نفس المرجعيات، إلا أنها تختلف عن بعضها البعض في تأويل النص الديني، استنادا إلى أحاديث مختلفة.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات