أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية.....3















المزيد.....

دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 09:42
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أما الطابع السلبي للحضور المركزي للمدرسة العمومية، فإنه يرتبط، كذلك، وبالدرجة الأولى، بعدم حضور الضمير المهني / التربوي / التعليمي / التعلمي، الذي يطبع ممارسة نساء، ورجال التعليم، مما يجعل المدرسة العمومية تتميز ب:

1) كونها فضاء للاستبداد، باعتباره وسيلة لإعادة إنتاج نفس التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية القائمة، الأمر الذي ينتج عنه تحول التلاميذ إلى مجرد مرددين لما يلقن لهم، وبشكل مشوه، ودون مساهمة منهم، ودون إتاحة الفرصة أمامهم، من أجل التفاعل مع ما يتلقونه في مختلف التخصصات، مما يترتب عنه نفور التلاميذ من المدرسة، ومن الطاقم التربوي، ومن البرنامج الدراسي، الذي يصعب عليهم استيعابه. ومن أراد أن يفهم فعلا، وأن يستوعب بنود البرنامج الطويل / العريض، عليه أن يتلقى دروسا خصوصية من نفس المعلمين، وبالمقابل الذي يحددونه، وبطريقة استبدادية. وليذهب بعد ذلك العاجزون عن أداء قيمة الدروس الخصوصية إلى الجحيم.

2) كونها فضاء للممارسة البيروقراطية التي يتلقاها التلاميذ، والآباء من قبل الطاقم التربوي، من أجل فرض الممارسة اللا ديمقراطية، في العملية اللا تربوية، واللا تعليمية، واللا تعلمية، وصولا إلى إنضاج شروط حلول الدروس الخصوصية المؤدى عنها، محل الدروس العمومية، الأمر الذي يترتب عنه إفراغ المدرسة العمومية من محتواها التربوي / التعليمي / التعلمي، لتصير مدرسة جوفاء، لا محتوى لها، لا على مستوى أطر الهيئة التربوية التي تتحول إلى هيئة استثمارية في مجال إعطاء الدروس الخصوصية المؤدى عنها، وفي مجال العمل في المدرسة الخصوصية، التي تحرص على أن لا تشغل العاطلين، والمعطلين من خريجي المدرسة العمومية، في مستوياتها المتوسطة، والعليا. ذلك أن الغرض من الممارسة البيروقراطية، التي يواجه بها التلاميذ، والآباء، هو استدراجهم إلى القبول بالمدرسة الخصوصية، عن طريق القبول بشراء الدروس الخصوصية، باعتبارهما وسيلتين أساسيتين لتحقيق التطلعات الطبقية.

3) كونها فضاء لا وجود فيه لشيء اسمه إنتاج المعرفة الخصوصية، التي لها علاقة بدروس مختلفة التخصصات، كما أنه لا وجود فيه لشيء اسمه المعرفة العامة، التي لها علاقة بالتفاعل مع المحيط الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي. فالطاقم اللا تربوي للمدرسة العمومية، تخلى، وبصفة نهائية، عن دوره لصالح المدرسة العمومية، التي يعتبر الدخل من وراء الانتماء إليها مضمونا، بدون أداء تربوي / تعليمي / تعلمي جيد، وبدون مردودية مرتفعة، ليتحول ذلك الدور في اتجاه بيع الدروس الخصوصية، والعمل في المدرسة الخصوصية لصالح أبناء الطبقات المستفيدة من الاستغلال.

4) كونها لم تعد تهتم بالمستقبل، مما يترتب عنه عدم الاهتمام بالأجيال، إلا بالقدر الذي يكون في خدمة تحقيق التطلعات الطبقية لأفراد الهيئة التربوية. وهو ما يؤدي إلى إعطاء الأهمية للدروس الخصوصية، على حساب الدروس العمومية، التي تصير مناسبة لاستراحة المتاجرين بالدروس الخصوصية، حتى يستعدوا لحمل بضاعتهم إلى مختلف البيوت، أو إلى المدرسة الخصوصية، لجعل المستقبل حكرا على أبناء الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، التي سوف يحرم أبناؤها الدارسون في المدرسة العمومية، والذين لا يستطيعون دفع قيمة الحصص الخصوصية، في مختلف المواد الدراسية، من تحقيق طموحاتهم المستقبلية، كنتيجة طبيعية لغياب حضور الضمير المهني / التربوي / التعليمي / التعلمي في المدرسة العمومية، التي تعد تحظى باهتمام الهيئة التربوية إلا باعتبارها مجالا لعقد الصفقات مع أبناء الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي، الذين لازالوا يرتبطون بالمدرسة العمومية، لسبب أو لآخر.

5) كونها مجالا لممارسة الحيف ضد أبناء الكادحين المحرومين، والتحيز لأبناء المستفيدين من الاستغلال الذين يشترون الدروس الخصوصية، مما يجعل أهم خاصية يجب أن تحضر في العلاقة مع التلاميذ، التي هي العدالة، غائبة في مسلكية أفراد الطاقم التربوي، نظرا لمرض هذا الطاقم بالتطلعات الطبقية على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. ذلك أن غياب العدالة في العلاقة مع التلاميذ، لا يعدله، في الواقع، إلا ممارسة الحيف الطبقي في حق أبناء الشعب المغربي، الذين يعانون من ويلات الاستغلال المادي، والمعنوي، كما يعاني أبناؤهم من الحيف في تلقي الدروس التربوية الجيدة، وفي جميع المستويات التعليمية، نظرا لانشغال أفراد الطاقم التربوي، الممارسين للاستغلال المادي، والمعنوي، سعيا إلى تحقيق تطلعاتهم الطبقية.

6) كونها مجالا لتسييد التمييز الطبقي على مستوى الاهتمام بالتلاميذ، أو عدم الاهتمام بهم، من قبل الطاقم اللا تربوي في المدرسة العمومية. فأبناء الطبقات المستفيدة من الاستغلال الذي ينتمي إليهم كل، أو بعض أفراد الطاقم التربوي. ذلك أن الطاقم التربوي، يميز بين التلاميذ الذين يشترون الدروس الخصوصية، والتلاميذ الذين لا يستطيعون شراء تلك الدروس. فالتلاميذ الذين يشترون الدروس الخصوصية، يتلقون اهتماما متزايدا من قبل المدرسين داخل حجرة الدرس، وتقدم إليهم نقط مرتفعة، جزاء لهم على ما يقدمونه من أموال، في مقابل الدروس الخصوصية، كما يحظون بالاهتمام اللازم من قبل الإدارة التربوية، الذين يعتبرونهم من علية التلاميذ، باعتبارهم ينتمون إلى الطبقة، أو الطبقات المستفيدة من الاستغلال، في الوقت الذي يتم تهميش أبناء الكادحين، الذين لا يهتم بهم المدرسون، ولا يمنحونهم نقطا يستحقونها، حتى وان كانوا متفوقين، لا لشيء، إلا لأنهم لا يشترون الدروس الخصوصية، كما لا تهتم بهم الإدارة التربوية، التي لا تأخذ إلا بوجهة نظرا المدرسين الذين يبيعون الدروس الخصوصية، ولكونهم يجدون المدرسة العمومية امتداد للتهميش الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي القائم في المجتمع، الذي تحكمه دولة طبقية.

وهكذا نجد أن دور نساء، ورجال التعليم، في الحضور المركزي للمدرسة العمومية، له علاقة بطبيعة نساء، ورجال التعليم.

فإذا كانت نساء ورجال التعليم في مستوى الالتزام بجوهر العملية التربوية / التعليمية / التعلمية، في مستوياتها المختلفة، كان الحضور المركزي للمدرسة العمومية الإيجابي، ليصير دورها في إعداد الأجيال إيجابيا،حتى تتمكن الأجيال الصاعدة من مواجهة التحديات المختلفة، ومهما كانت هذه التحديات، مما يمكنها من العمل على بناء مستقبل المغرب، بما فيه مصلحة جميع المغاربة.

أما إذا كانت نساء، ورجال التعليم، دون مستوى الالتزام بجوهر العملية التربوية / التعليمية / التعلمية، فإن الاهتمام بالمدرسة العمومية لا يحضر إلا كمجال للدعاية لشراء الدروس الخصوصية من نساء، ورجال التعليم، مما يؤدي إلى تكريس الميز الطبقي بين التلاميذ، الذين يصيرون منقسمين إلى تلاميذ ينتمون إلى الطبقات المستفيدة من الاستغلال، وإلى التلاميذ المنتمين إلى الطبقات التي يماس عليها الاستغلال المادي، والمعنوي، لينقلب مفهوم التربية في ممارسة نساء، ورجال التعليم، الذين ينعدم عندهم الضمير المهني / التربوي، من التربية على الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، إلى التربية على القبول بالميز الطبقي، الذي يؤدي إلى إعادة إنتاج نفس الهياكل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ولتصير نساء، ورجال التعليم، الذين ينعدم عندهم الضمير المهني / التربوي، من الطبقات الاجتماعية الممارسة للاستغلال المادي، والمعنوي، والمستفيدة منه، أسوة بالطبقات الإقطاعية، والبورجوازية الكبرى، والمتوسطة.

فهل تتدخل الجهات المسئولة عن التعليم على المستوى الوطني؟

وفي حالة حصول هذا التدخل، فإنه يجب أن يكون من أجل:

1) إعادة الاعتبار للاهتمام بالمدرسة العمومية، من خلال إعادة الاعتبار للعملية التربوية / التعليمية / التعلمية.

2) وضع حد لبيع الدروس الخصوصية، ومنع جعل المدرسة العمومية وسيلة للدعاية لبضاعتها.

3) منع عمل مدرسي المدرسة العمومية في المدرسة الخصوصية؟

4) إلزام المدرسة الخصوصية بتشغيل المعطلين، من خريجي المدارس، والمعاهد، والكليات، الذين يجوبون الشوارع بدون حساب.

وهل تراجع نساء ورجال التعليم أنفسهم؟



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- معلمو المدرسة العمومية / معلمو المدرسة الخصوصية: أي واقع؟ وأ ...
- معلمو المدرسة العمومية / معلمو المدرسة الخصوصية: أي واقع؟ وأ ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية.....3