أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....46















المزيد.....

حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....46


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إلى:

• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.

علاقة التقاليد بالمعرفة الدينية بتنوع مذاهبها:.....2

وإذا كان الإدراك الواعي للحالات الإيمانية للأفراد، والجماعات، ولتعدد فهم الدين من قبل أشخاص معينين ،استجابة لتعدد حاجات معينة، وتحول ذلك التعدد في الفهم إلى مجموعة من المقدسات المختلفة، والمتناقضة أحيانا:

فهل يمكن اعتبار المعرفة الدينية معرفة تاريخية؟

إن المفروض في أي معرفة، ومهما كانت هذه المعرفة، أن يرتبط إنتاجها بشروط ذاتية، وموضوعية: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية.

فالشروط الذاتية تتعلق بالذات، أو بالذوات المنتجة للمعرفة:

هل هي ذوات متعلمة، أو غير متعلمة؟

هل هي واسعة المعرفة، أو أن معرفتها محدودة؟

هل هي متدينة، أو غير متدينة؟

هل تتصنف اجتماعيا من الطبقات المستفيدة من الاستغلال، أم أنها منظمة للاستغلال، أم تنتمي إلى الطبقات التي يمارس عليها الاستغلال؟

وهل تنتج المعرفة الدينية انطلاقا من إيمانها، ومن اقتناعها بتوجه معين؟

أم أنها تنتج تلك المعرفة استجابة لطلب، أو لأمر جهات معينة نافذة؟

وهل تمتلك الأدوات المعرفية اللازمة لإنتاج المعرفة الدينية؟

أم أنها لا تمتلك أيا منها؟

وهل تمتلك منهجية معينة لإنتاج المعرفة الدينية؟

أم أنها تنتج تلك المعرفة بدون منهجية؟

لأنه يقدر ما تتوفر الشروط الذاتية الضرورية لإنتاج المعرفة الدينية، بقدر ما يصير انتاج تلك المعرفة واردا، وبقدر ما يصير التفاعل مع الواقع في عملية إنتاج تلك المعرفة ممكنا.

أما الشروط الموضوعية، فتتمثل في:

ا ـ إنضاج الشروط الاقتصادية العامة، التي تهم مجموع أفراد الشعب، في كل بلد من البلاد العربية، ومن باقي المسلمين. والشروط الاقتصادية التي تهم منتجي المعرفة الدينية الذين يشترط فيهم أنهم يتمتعون بدخل اقتصادي يتناسب مع حاجياتهم الحياتية، حتى يتفرغوا لعملية إنتاج المعرفة الدينية، التي تستجيب للحاجيات الروحية للعصر الذي يعيشونه.

ب ـ إنضاج الشروط الاجتماعية المتعلقة بالتعليم، والصحة، والسكن، والشغل، وغيرها مما يؤدي إلى عملية الاندماج الإيجابي في الحياة الاجتماعية في تجلياتها المختلفة.

ج ـ إنضاج الشروط الثقافية، التي تجعل المعرفة الدينية المنتجة مصدرا للقيم التي يتحلى بها جميع أفراد المجتمع؛ لأنه بدون الشروط الثقافية الناضجة، تبقى المعرفة الدينية المنتجة منحسرة، وغير فاعلة، وعاجزة عن التأثير في الشخصية الفردية، والجماعية.

د ـ إنضاج الشروط السياسية، التي لا تعني إلا قيام نظام سياسي، يشجع عملية إنتاج المعرفة الدينية، بقطع النظر عن كون تلك المعرفة الدينية تخدم مصالحه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

وتفاعل الشروط الموضوعية، والذاتية، في مكان معين، وفي زمن محدد، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى إنتاج معرفة محددة، وهذه المعرفة المحددة، لا يمكن أن تكون إلا تاريخية. وتاريخيتها آتية من كون:

ا ـ أن منتجي المعرفة الدينية لا يدومون، لأنهم معرضون إلى الزوال إما بالتوقف عن الإنتاج بسبب تغير الشروط الذاتية، وإما بالموت.

ب ـ أن الشروط الموضوعية هي شروط متحولة باستمرار، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، نظرا للتحول الذي يستهدف التشكيلة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

إلا أن الطبقات المستفيدة من الاستغلال، وفي جميع المراحل التاريخية، وفي جميع البلدان العربية، وباقي بلدان المسلمين، تصر على لا تاريخية المعرفة الدينية، التي تصير مطلقة، رغم أنها ترتبط بأشخاص معروفين عاشوا في أمكنة، وأزمنة مختلفة. ولا تاريخية المعرفة الدينية، هي التي تقف وراء جعل الحاضر يعيش في الماضي، ووراء إعادة إنتاج نفس الهياكل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لضمان تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض الاستبداد البديل؛ لأن الاستبداد، سواء كان قائما، أو بديلا، هو وحده الذي يحتاج إلى الشرعية الدينية، التي تجعل المعرفة الدينية مناسبة لها، حتى وإن كانت تلك المعرفة الدينية من إنتاج البشر.

وكيفما كان تمسك المستفيدين من الاستغلال القائم في مختلف التشكيلات الاقتصادية، والاجتماعية الاستغلالية، بإطلاقية المعرفة، فإن الشروط التي تحكمت في إنتاج تلك المعرفة، تجعل منها معرفة تاريخية، شاء من شاء، وكره من كره.

وإذا كانت المعرفة الدينية من إنتاج البشر، وإذا كان البشر محكومين، في إنتاج تلك المعرفة، بشروط معينة، وإذا كانت المعرفة الدينية التي ينتجها البشر لا يمكن أن تكون إلا تاريخية، يمكن تجاوزها بإنتاج معرفة دينية تتناسب مع الشروط الذاتية، والموضوعية الجديدة.

فهل يمكن القول بأن المعرفة الدينية معرفة نسبية؟

إن الأمر عندما يتعلق بالدين، فإنه يجب أن نميز بين مستويين من المعرفة الدينية:

المستوى الأول: المعرفة الدينية الواردة في النص الديني، والتي يتم التعامل معها تعاملا إيمانيا، لتصير بذلك معرفة إيمانية؛ لأن المومن بتلك النصوص الدينية، لا يضيف إليها شيئا من عنده، بقدر ما يومن بها كما هي، حتى وإن كانت تتناقض مع ما هو قائم في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي. ومعرفة من هذا النوع، وكما هي قائمة في النص الديني، لا تكون إلا معرفة مطلقة. وإطلاقيتها هي التي تضمن ثبات الإيمان، وانتشاره بين الناس، وفي جميع أرجاء الأرض، إلا إذا كانت هناك رسالة دينية لاحقة، نسخت كل، أو بعض ما جاء في الرسائل الدينية السابقة، فإن النسبة تحضر في عملية النسخ، لتحضر الإطلاقية في ٍآخر الرسالات، وتلازم النسبية الرسالات السابقة.

وإذا كانت هناك نصوص دينية سابقة، وأخرى لاحقة، كما هو الشأن بالسبة للنص الديني "القرآن" الذي توجد فيه آيات سابقة منسوخة بآيات لاحقة، وكلها بأسباب نزول معينة، نص عليها المفسرون في تفسيراتهم المختلفة، والفت فيها مؤلفات معينة، تحمل اسم "أسباب النزول"، أو اسم "الناسخ والمنسوخ"، فإن المعرفة التي تحملها الآيات / النصوص السابقة، لا يمكن التعامل معها إلا أنها معرفة نسبية، والمعرفة التي تحملها الآيات / النصوص اللاحقة، يتم التعامل معها على أنها معرفة مطلقة، أما النص الديني ككل، سواء تعلق الأمر بالتوراة، أو الإنجيل، أو القرآن، فلا يمكن التعامل معه إلا تعمل النص المطلق.

والمستوى الثاني: المعرفة الدينية المترتبة عن فهم البشر للنص الديني. فهذه المعرفة، وكما أشرنا إلى ذلك سابقا، ونظرا لارتباط إنتاجها بشروط ذاتية، وموضوعية: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية معينة، لا يمكن أن تكون إلا نسبية، إلا إذا اعتبرنا منتجي تلك المعرفة مقدسين، فإن إنتاجهم المعرفي يصير بدوره مقدسا، لينتقل من مستوى النسبية إلى مستوى الإطلاقية.

والطبقات الحاكمة، ومعها كل المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي للشعوب، ورغبة من هذه الطبقات في تأبيد استغلالها، ومضاعفة ذلك الاستغلال، هي التي تتعامل مع المعرفة الدينية التي ينتجها البشر، انطلاقا من النص الديني، على أنها معرفة مطلقة.

وانطلاقا من المستويين اللذين أتينا على ذكرهما، فإن المعرفة الدينية تتأرجح بين الإطلاقية، والنسبية، سواء تعلق الأمر بالمعرفة الدينية الواردة في النص الديني، أو التي أنتجها البشر انطلاقا من ذلك النص الديني.




#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...


المزيد.....




- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....46