أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....49















المزيد.....

حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....49


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 09:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



إلى:

• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.


محمد الحنفي


علاقة التقاليد بالمعرفة الدينية بتنوع مذاهبها:.....5

وإذا تأكد لدينا غالبية النسبية في الديانات السماوية، بسبب التحول الحاصل في الواقع:

فهل تتعلق النسبية بالدين الإسلامي فقط؟

إن نسبية المعرفة في الدين الإسلامي، باعتباره أكثر تطورا من الديانات السماوية السابقة عليه، صارت شيئا واقعا منذ بداية نزول الوحي، ومنذ نهاية هذا الوحي.

فالآيات التي يمكن تصنيفها إلى:

ا ـ آيات مكية، ارتبط نزولها بوجود الرسول، وصحابته بمكة، بعد ظهور الدين الإسلامي.

ب ـ آيات مدينة ارتبط نزولها بهجرة الرسول، وصحابته إلى يثرب، التي صارت تسمى بعد ذلك بالمدينة المنورة.

ج ـ آيات ناسخة، نزلت لتنسخ حكما ورد في آيات سابقة عليها.

د ـ آيات منسوخة، تم نسخ حكمها بآيات نزلت بعدها.

وإلى جانب الاختلاف في نزول الآيات، هناك ما يسميه المفسرون بأسباب النزول، والتي تبرهن على أن نزول أية آية من القرآن ارتبط بسبب معين، ابتداء بقول الله "اقرأ باسم ربك"، وانتهاء بقوله "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الاسلام دينا".

وتأكيد نسبية المعرفة في الدين الإسلامي، يرتبط، كذلك، باختلاف أزمنة النزول التي ناهزت اثنين وعشرين سنة، التي تغير من خلالها ما تغير في حياة البشرية، وفي الكون، وفي لطبيعة، وفي العلاقة بين البشر.

ثم إن نسبية هذه المعرفة، ارتبطت بطبيعة العلاقات التي كانت قائمة في الجزيرة العربية بصفة عامة، وبطبيعة العلاقات بين القبائل، وبأنواع اللهجات الشائعة، وبغلبة لهجة قريش، وبطبيعة العلاقة بين البشر في مكة قبل الهجرة، وبطبيعة العلاقة بين البشر التي كانت قائمة في المدينة، وأثناء الغزوات المختلفة، وبعد فتح مكة مباشرة.

ونسبية هذه المعرفة تفرخت بعد وفاة الرسول مباشرة، حيث صار كل فريق من المسلمين يبحث عن شرعية الحكم في الآيات التي كان يحفظها أفراده، سواء تعلق الأمر بالمهاجرين، أو الأنصار، أو تعلق بأتباع علي، أو بأتباع معاوية، أو بالزبيريين، أو بالشيعة، أو الخوارج، وغيرهم بعد ذلك.

وتتأكد نسبية المعرفة بشكل كبير، عندما تم جمع القرآن في عهد عمر بن الخطاب، وعندما تم ترتيب المصحف في عهد عثمان، وعندما تم إحراق جميع المصاحف التي كانت متداولة حينذاك، ليتم الاحتفاظ بمصحف عثمان فقط، لتصير هناك آيات واردة في نص المصاحف، وآيات غير واردة إلا في متون التفاسير القديمة، كما هو الشان بالنسبة لقراءة عبد الله ابن مسعود لسورة النور، التي يرد فيها "والشيخ والشيخة إذا زينا فارجموها"، وهي قراءة يتم اعتمادها في العديد من البلدان التي تدعي "تطبيق الشريعة الإسلامية".

كما تتأكد هذه النسبية باختلاف مضامين التفاسير، من مفسر إلى خر، ومن عصر إلى خر، ومن بلد إلى آخر، حيث ينطلق كل مفسر من الشروط الموضوعية التي كان يعيشها، مما يجعل فهمه للنص مختلفا، فيصير ذلك الفهم نسبيا.

وإذا وقفنا على رواية الحديث، باعتباره نصا دينيا، ومصدرا من مصادر التشريع، واختلاف المقاييس المعتمدة في هذه الرواية، فإن هذا الاختلاف في المقاييس، يصير بدوره دليلا على نسبية المعرفة الدينية في الدين الإسلامي.

وتبعا لذلك، فإن ظهور المذاهب الدينية، كالمذهب المالكي، والمذهب الشافعي، والمذهب الحنفي، والمذهب الحنبلي، وما تفرع عنها من مذاهب صغرى، تدل على نسبية المعرفة في الدين الإسلامي... وهكذا.

وانطلاقا مما رأينا من حجم، وأدلة نسبية المعرفة الدينية في الدين الإسلامي، نصل إلى خلاصة أن الدين الإسلامي، كبقية الأديان السماوية، يتضمن مستوى المعرفة الإيمانية المطلقة، والمعرفة النسبية التي لها علاقة بالمعاملات، والتي تتأثر بالشروط المتغيرة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وإذا كانت المعرفة في الدين الإسلامي نسبية في غالبيتها:

فهل يمكن القول بأن النسبية تتعلق بفهم معين للدين الإسلامي؟

هناك نسبية المعرفة، وهناك نسبية الفهم. فنسبية المعرفة تكون عامة، ونسبية الفهم تكون خاصة.

وقصدنا بالفهم، هو القراءة المعينة للنص الديني، انطلاقا من شروط معينة، ترتبط بمحدودية الزمان، والمكان في مرحلة تاريخية.

فهذه القراءة المحددة في الزمان، والمكان، التي قام بها شخص معين، أو جماعة من الأشخاص، هي التي نسميها بالفهم الخاص للدين، إما بشخص، أو جماعة، أو مرحلة من المراحل التاريخية، والذي قد يتخذ طابعا مطلقا. غير أن خصوصية فهم الدين الإسلامي الفردي، أو الجماعي المحدود في الزمان، والمكان، تثبت نسبية الفهم.

فالفهم الخاص للدين في عهد الرسول، وفي شروط العيش في الجزيرة العربية، لا يتجاوز هذه المرحلة إلى ما بعدها، ولا يمتد إلى ما سبقها؛ لأن شروط قيام الفهم الخاص تختلف من عهد الرسول، إلى عهد الخلفاء الراشدين، إلى عهد بني أمية، إلى عهد بني العباس... وهكذا. وحتى في نفس الفترة الزمنية، نجد أن الفهم الخاص الفردي، والجماعي، سوف يختلف تبعا لاختلاف كل بلد من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين، عن بلد آخر. ولذلك فاختلاف فهم سكان الجزيرة العربية، يختلف عن فهم سكان الشام، الذي يختلف بدوره عن فهم سكان شمال إفريقية، الذي يختلف أيضا عن فهم سكان القارة الهندية، أو فهم سكان إيران، وهكذا إلى ما لا نهاية.

وهذا الاختلاف، إن كان يشكل شيئا، فإنه يشكل نسبية الفهم، التي أنتجت لنا المذاهب الكبرى، وما تفرع عنها من مذاهب صغرى عبر العصور، وفي مختلف البلدان.

وكما تأكدت النسبية باختلاف فهم الدين الإسلامي، فإن اختلاف فهم الفهم، تعمل على ترسيخ تلك النسبية، رغم تمسك الطبقات الحاكمة، ومؤدلجي الدين الإسلامي، بإطلاقية الفهم، مع العلم أن الطبقة الحاكمة في بلد معين، يختلف فهمها عن فهم الطبقة الحاكمة في بلد آخر، وكل توجه مؤدلج للدين الإسلامي، يختلف فهمه عن توجه آخر.

والغاية من التمسك باطلاقية فهم الدين الإسلامي، تكمن في الحرص على إقامة تطابق بين ذلك الفهم، وبين النص الديني، ليرتفع حاملو ذلك الفهم إلى درجة القداسة، أي العمل على جعل الدين الإسلامي في خدمة المصالح الطبقية للطبقة أو للتوجه الذي يحرص على إطلاقية فهمه للنص الديني.

وعندما تتحول إطلاقية الفهم إلى وسيلة لتوظيف الدين الإسلامي، فإن الدين الإسلامي ينزاح عن الأهداف التي جاء من أجلها، والتي تتمثل في حفظ كرامة الإنسان.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....49