أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - من هو الفائز الحقيقي في انتخابات لبنان؟














المزيد.....

من هو الفائز الحقيقي في انتخابات لبنان؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يأت فوز فريق الرابع عشر من آذار في لبنان، والمعروف بفريق الموالاة، محض صدفة، ويمكن النظر إليه، فقط، في ضوء عملية التوافقات، والانفراجات التي جرت على الساحة الإقليمية وتطبيق سياسة أعط ما للموالاة للموالاة، وما للمقاومات للمقاومات، وعلى الأخص، منذ، أفول الحقبة البوشية، وصولاً إلى ما يسمى بمؤتمر القمة العربي الأخير، الذي عقد في نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، والإعلان الدراماتيكي للملك عبد الله بن عبد العزيز، عن نهاية حقبة الخلافات العربية، التي تم استبدالها، تالياً، بمنهجية إدارة الخلافات العربية، ووفق الصياغة السورية، طالما أنه لا يمكن حل وإنهاء الخلافات العربية المستعصية، دفعة واحدة وإلى الأبد، وهذه، بالتأكيد قضية أخرى.

وبالعودة إلى الموضوع اللبناني، فهل لأحد أن يسأل ماذا لو فاز، مثلاً، فريق المعارضة، أيضاً، بالانتخابات؟ أو بمعنى آخر ماذا يعني امتلاك ذلك الفريق للقرار السياسي كما لقرارات أخرى فاعلة على الساحة اللبنانية وأهم بكثير من مجرد إصدار بيان وزاري لا تنفذ ثلاثة أرباع بنوده على الغالب؟ بالتأكيد سيبدو الأمر ضرباً من الخيال والفانتازيا السياسية يتحول لبنان "الديمقراطي" بموجبه إلى واحدة من أنظمة اللون الواحد التي تعج بها المنطقة، ما يعني حكماً، نسفاً، ودفناً، للصيغة اللبنانية المعروفة والقائمة على مبدأ اللا غالب والمغلوب. ففي واقع الحال، ورغم الكلام عما يقال من خسارة لقوى المعارضة، فإنها بالطبع لم تخسر كل شيء وما زالت تتوفر وتمتلك على أسباب للقوة والتأثير والإقرار، ومن عدة وجوه وجوانب وأسباب محسوسة ومدركة ومعروفة، سلفاً. ولكن خسارة فريق الموالاة، ستعني أنها فعلاً صارت في حكم المغلوب والمهزوم الحقيقي وخارج المعادلة تماماً، ولم تعد تملك في الواقع أي على الأرض على الأرض، ولا تقوى على شيء كما هو واقع الحال أصلاً وأصيلاً. وهذا ما سيقوض الكثير من التفاهمات الإقليمية، التي لم تكن بعيدة، عن هذه الانتخابات، وفي غير مرحلة ومفصل من مفاصلها. وهذا، بالطبع، ما لن يرضي حتى الخصوم، وحتى من وجهة نظر أخلاقية ترتبط بالحلال والحرام والشفقة، قبل أن تكون أمراً سياسياً واستراتيجياً بحتاً.

ومن جهة أخرى، يمكن النظر، وربط، ما جرى ويجري في إيران من تأكيد لاستمرار النهج المتشدد والمحافظ، والمناهض للمشروع الأمريكي والصهيوني، ووكلائه الإقليميين في المنطقة، على أنه، ومن زاوية ما، كرد غير مباشر، وإن بشكل بعيد غير مرئي أوملموس، على ما كان قد جرى في المنطقة، من مجرد فوز "انتخابي" لقوى الموالاة اللبنانية، التي لا تبتعد كثيراً عن محور الاعتدال العربي. ومن هنا قد يعتري المرء، فعلاً، الوجوم والعجب، وهو يرى أحد "مروجي" اللبرلة الكبار، وهم يهللون، بسذاجة سياسية مبهمة، لانتصار تيار سلفي ماضوي، في لبنان، لا يخفي انتماءاته، وولاءاته، ومنطلقاته الأصولية. ولا ندري هنا كيف "التم"، وما الذي جاب الليبرالي على السلفي؟

ولذا قد يمكن ينظر لفوز الموالاة من باب جائزة الترضية السياسية، كونها لا تملك أرصدة أخرى ذات فائدة وفاعلية، وليس فتحاً، ديمقراطياً، أو فينيقياً، أو ليبرالياً، وفي حدوده الدنيا، وحتى من نوع تلك الليبرالية الشكلانية الرثة التي سرت في الجسد الشرق أوسطي مع الغزو الأمريكي للعراق، وأعجب هنا كيف هلل البعض لهذا الفوز، كون هذه الموالاة تمثل تيارات محافظة بعينها، موغلة بانغلاقها، وبأعماقها الإقليمية المعروفة، وتجسد على نحو أمثل تلك الوراثيات الإقطاعية والسياسية التي دأبت على التناوب على سدة الحكم والبرلمان في لبنان منذ أن رأي هذا الكيان "الديمقراطي" النور.

وبكل الأحوال، إن ما يقال عن فوز لقوى الموالاة بهذه الانتخابات، ليس له من الناحية العملية أي تأثير على الإطلاق، ولا يمكن له أن يلعب أي دور فاعل ومؤثر في المعادلة اللبنانية أو الإقليمية وتوازناتها القائمة، بعكس قوى المعارضة، التي ما زالت تقبض على القرار.

وتبقى الكلمة العليا، والقرار النهائي في لبنان، وحين يجد الجد، بغير يد هذه القوى التي تحتفل اليوم بالانتصار الفينيقي المؤزر. وحينها، أي حين يجد الجد، فإن تلك الأصوات "المحمولة جوا"، والتي تم شراؤها بعشرات الملايين من الدولارات، وساهمت إلى حد ما في "فوز" الموالاة، مع غيرها من الأصوات، قد لا تنفع للشيء، اللهم سوى للولولة وإطلاق صيحات العويل، والنجدة، والصراخ.





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث في إيران؟
- أوباما وأمريكا والإسلام
- أوباما: المسلم أم اليهودي؟
- هل دخل أوباما دائرة الخطر؟
- يا بلاش، مقال ب 2000 دولار
- المعارضة السورية: والدرس الكبير
- الصحوة المسيحية 1-2
- هل تفلت المعارضة السورية من المحكمة الدولية؟
- هل تكون أفغانستان مقبرة الأمريكان؟
- كيلو: أخطأ ام أصاب؟
- شكراً لمحكمة الحريري؟
- طرائف من العالم: لغز السروال الزهري!!!
- هل هناك أمل بإعادة تأهيل الأصولي؟
- إيروتيك تشاينا
- مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال
- لماذا تشوش سوريا على فضائيات المعارضين؟
- الصحوة الكويتية: لا للإسلاميين ونعم للمرأة
- ثورة البراقع اللامرئية
- -أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي-: القصة الكاملة لإعدام ...
- إفلاس المعارضة السورية


المزيد.....




- لبنان.. 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من ...
- زاخاروفا تصف من يعتزمون تسليم الأوكرانيين في أوروبا إلى كييف ...
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- البنتاغون يكشف خططا غربية لتزويد أوكرانيا بمقاتلات -إف-16- و ...
- نجيب ساويرس يعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-
- دراسة: ظهور النظام الأبوي أدى إلى تقليل التنوع الجيني بين ال ...
- اجتماع وزاري في الرياض يؤكد حل الدولتين
- تظاهرة بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان
- حزب الله يقصف مبان بمستوطنة المطلة
- أنباء عن ترحيل المملكة المتحدة إلى رواندا طالب لجوء في أول ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - من هو الفائز الحقيقي في انتخابات لبنان؟