أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - هل تكون أفغانستان مقبرة الأمريكان؟














المزيد.....

هل تكون أفغانستان مقبرة الأمريكان؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2661 - 2009 / 5 / 29 - 09:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا يخفى اللقب التاريخي الذي حازته بلاد اليمن السعيد "سابقاً"، باعتبارها مقبرة الأناضول. فحين كانت جحافل قوات خلفاء بني عثمان تفتح البلدان والأمصار، كانت تتلكأ، وتنكفئ، وتغص في ابتلاع مجرد شبر واحد من "محمية الإمام". فقد فشلت الحملة وراء الحملة، من قبل الدولة العثمانية في إخضاع تلك المنطقة الجبلية النائية والقابعة في عمق الجزيرة العربية، والسبب بسيط جداً، ألا وهو العامل الجغرافي، الذي يتجلى في الطبيعة الجبلية الوعرة والقاسية لتلك البلاد التي كانت تقف حائلاً بينه وبي وجنود السلطان العثماني القابع وراء الباب العالي في أستانة بني عثمان.

وقصة العامل الطبيعي، هذه، تكررت في غير مكان في التاريخ العسكري. فكانت الطبيعة الجليدية الباردة والقاسية، مثلاً، حائلاً، أيضاً، أمام قدرة الغزاة على تخطي عتبات المدن الروسية الكبرى، وظلت موسكو، على الدوام، عذراء أمام الفتوحات الأجنبية. ولم يحدث أن أفلح أحد، من الخارج، في اقتحام جبال الجليد والوصول إلى عرش الكرملين. ولقد وقفت عوامل الطبيعة القاسية، هنا، مرتين هما الأشهر، أمام إخضاع روسيا للفرنسيين في واحدة، أيام الإمبراطور الباريسي نابليون، ومرة أخرى أمام الفوهرر النازي أدولف عشيق إيفا براون، الذي لم يفلح في شيء على ما يبدو، سوى في أسر لب تلك الفاتنة الألمانية الرائعة. ومن يومها ظهر في أدبيات العلوم العسكرية الروسية مصطلح "الجنرال ثلج"، الحامي الأول لروسيا الذي لا يقدر أحد على هزيمته. فقد كان الجنود الألمان المعروفين، بالبأس والانضباط، يرجفون، ويخرون صرعى متجمدين، وكالذباب، على أبواب ستالينغراد التي شهدت معركتها الستالينية، و"مأثرتها الكبرى"، الفاصلة كما يرد في الأدبيات السوفييتية، ومن يومها، كان التحول الأبرز في الهزيمة التاريخية للألمان في تلك الحرب.

وإذا كان التاريخ، وحسب ماركس، يتكرر دائماً، لكنه في المرة الأولى يكون على شكل مأساة، وفي الثانية على شكل ملهاة، فهذا ربما ما ينطبق، تماماً، على وضع الأمريكيين اليوم في أفغانستان، فها هي قوى الطبيعة ووعورتها، ترسم خريطة الصراع بعيداً عن تنظيرات معظم الاستراتيجيين والعسكريين الكبار، وتشكل، بالتالي، أبرز تحد للقوات الأطلسية، بزعامتها الأمريكية، ولا قيمة هنا لتهديد الطالبان المعهود. وعلى ما يبدو فإن العشرين ألف مقاتل القادمين من العراق، الذين كانوا باكورة عهد أوباما "التغييري"، لدعم القوات في أفغانستان، لن يكونوا إلا مجرد أرقام، أخرى، في المحرقة الأفغانية التي تلتهم، وتلتهم، المزيد من القوات الأطلسية هناك، ناهيك عن القصف اليومي الذي يطال مدنيين أبرياء. ولا يكاد يمر يوم دون سماع أنباء دموية وقاتلة من ميادين القتال عن تكبد تلك القوات لخسائر فادحة في الأرواح، إضافة إلى الأرقام والخسائر الخفية والسرية، والنعوش الطائرة، التي لا يدري بها أحد، ولا مجال للكلام عنها، وتماماً كما كان يحصل في بدايات الحرب في العراق.

ومع تصاعد حدة المواجهات والحرب في أفغانستان، والأنباء القليلة المسرّبة من هناك، فإن انطباعاً عاماً، يؤكد بأن هناك تعثراً ما، وصعوبات جمة، حقيقية، وجدية، تواجهها القوات الأمريكية في تلك الحرب التي بدأت تتجه، فيما يبدو نحو العبث والنسيان. وإذا استعرنا من التاريخ أيضاً، قصصه، وعبره، ودروسه، يتضح لنا بأن هذا البلد كان مقبرة، لثلاث إمبراطوريات كبرى عبر التاريخ، هي إمبراطورية الاسكندر الأكبر ذي القرنين، والإمبراطورية البريطانية التي "غابت عنها آخر الشموس في الخليج" مع رحيل قواتها من البصرة، ، وواحدة من أخرى من أعتى وأقوى الإمبراطوريات عسكرية في التاريخ الحديث، ألا وهي، إمبراطورية الرفاق السوفييت الحمر، التي ارتدت على أعقابها مدحورة من أفغانستان، وكانت تلك الهزيمة العسكرية المجلجلة واحدة، إضافة لعوامل أخرى، ساهمت إلى حد كبير، في سقوط الإمبراطورية الحمراء الأولى، وربما الأخيرة، وبمشيئة الله، في تاريخ بني الإنسان.

لم يكن استعمال أساليب القوة، والقبضة الحديدية، مجدياً عبر التاريخ، والعنف لا يولد إلا العنف، ولكل فعل، فيزيائياً، رد فعل بحجم الفعل. وقوانين الطبيعة، كما هو معروف، هي ذاتها التي تسيطر على قوانين السياسية كما على قوانين علم الاجتماع، والحياة بشكل عام. ومن هنا لا يفهم هذا الإصرار الغربي العنيد على اللجوء العبثي والطائش إلى القوة، لحسم هذا الصراع وغيره، ولا يمكن النظر إليه إلا في سياق أمر واحد، وهو المضي العبثي، قدماً، وعن سابق تصميم، نحو تكرار المقولة الماركسية، إياها، فقط لتنعم البشرية، مجدداً بالمزيد من المهازل السياسية والعسكرية، لكن غير السارة، أبداً.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيلو: أخطأ ام أصاب؟
- شكراً لمحكمة الحريري؟
- طرائف من العالم: لغز السروال الزهري!!!
- هل هناك أمل بإعادة تأهيل الأصولي؟
- إيروتيك تشاينا
- مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال
- لماذا تشوش سوريا على فضائيات المعارضين؟
- الصحوة الكويتية: لا للإسلاميين ونعم للمرأة
- ثورة البراقع اللامرئية
- -أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي-: القصة الكاملة لإعدام ...
- إفلاس المعارضة السورية
- الحرب على الفئران والخنازير
- من قتل الحريري إذن؟
- انهيار النظام القضائي العربي
- الخنازير وأمراضها
- العدالة المأجورة
- العرب والتخلف الإليكتروني
- تحوّلات إيران الكبرى: هل تعترف إيران بإسرائيل؟
- استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!
- أيُ الوصفات تفيد؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - هل تكون أفغانستان مقبرة الأمريكان؟