أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - نضال نعيسة - -أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي-: القصة الكاملة لإعدام الفتاة الإيرانية














المزيد.....

-أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي-: القصة الكاملة لإعدام الفتاة الإيرانية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 07:36
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


"أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي"

لماذا شنقت ديلارا؟ القصة الكاملة لإعدام الفتاة الإيرانية، وكيف أوصلها الجهل بالقانون إلى حبل المشنقة؟

"أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي"، بهذه الكلمات الخافتة الموؤودة المعبـّرة والمؤثرة، ومن قلب سجن راشت المركزي، في طهران، كانت تلك الكلمات تخرج من حجرتها بحشرجة مكبوتة وألم عميق، واختتمت بها الفتاة الإيرانية ديلارا دارابي، ضحية الجهل بالقانون، وبطبيعة التفكير السائد في هذه المنطقة، مكالمتها الهاتفية، مع والديها، وذلك قبيل ساعات من التفاف حبل المشنقة حول عنقها الطري، الأمر الذي أثار موجة عارمة من السخط والحنق، عبر العالم ضد ذلك الفعل، وأردفت بكلمات أخرى متوسلة، ودامعة: " سوف يجهزون علي يا أمي، انقذيني من فضلك". ولكن لم يكن هناك، على ما يبدو، قدرة لأي كان على إنقاذ رقبتها من حبل المشنقة، بعد أن صدر الأمر بتنفيذ الحكم ضدها، وعلى الرغم من أنها كانت قد منحت مهلة شهرين إضافيين، كما تم إخبارها، وذلك قبل تنفيذ الحكم بأسبوعين، وسارعت إلى إعلام ذويها بالأمر في حال من الفرح، علّ استئنافاً ما قد ينفع، أو يفلح إبان تلك الفترة المعطاة، غير أن شيئاً من تلك الآمال لم يتحقق، ليبقى التنفيذ، بعدها، وبتلك السرعة، والطريقة، واحداً من ألغاز هذه المأساة الغريبة.

هذا وتقتضي تقاليد القانون الإيراني إخطاراً لذوي المدان الذي سيتم تنفيذ الحكم به، وذلك قبل 48 ساعة من تنفيذ الحكم، غير أن شيئاً من هذا لم يتحقق أيضاً، ليضيف سراً آخراً لأسرار المأساة.

وتعود مأساة الفتاة اليافعة ذات الـ22 ربيعاً، إلى سبتمبر/أيلول من العام 2003، أي وقت أن كان عمرها آنذاك 17 عاماً، حين أدينت بقتل ابن عم والدها الثري، بعد أن اعترفت بذلك، بناء على طلب من صديقها أمير حسين لتقول ذلك، والذي كان هو، وطمعاً بالمال، القاتل الفعلي، إنقاذاً له، كما أقنعها كونها تعتبر حدثاً، وقاصراً بحكم القانون، وتحت السن القانونية، ولن تتم مقاضاتها بناء على ذلك، وحكم على صديقها لاحقاً بعشر سنوات سجن بجرم التواطؤ بالقتل. فما كان من المسكينة إلا أن أكدت التهمة عليها، ونالت نصيبها المأساوي المحزن. ولم يبد أنه كان بالإمكان التراجع عن ذلك.

لقد كانت ديلارا دارابي، وبعيداً عن ذلك كله، فنانة تشكيلية ورسامة من طراز خاص تعبر بريشتها عما يجول في أعماقها من وجدانيات وأحاسيس تعكسها على تلك اللوحات البيضاء، غير أن ذلك كله لم يكن ليعني شيئاً لهيئة قضائية لا ترحم ولا تأخذ لا باعتبارات الفن، ولا الطفولة على حد سواء، ولم تنفع معه كل توسلات ومناشدات منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ومحامي الضحية الذين استنفذوا كل ما في جعبتهم من مهارات دفاعية.

تلك مأساة هذه الفتاة التي كتبت آخر فصولها مع اعتلائها حبل المشنقة، وإنها لرمزية بالغة، ومؤثرة، بالفعل، أن تكون آخر لوحاتها التي رسمتها بأناملها الناعمة، وأهدتها لمحاميها الخاص، هي لرجل عجوز يعزف على الكمان، وربما لم تكمن تدري أنه كان يعزف لحن قصة موتها، بالذات.

إنه الإعدام وطريقة إزهاق الروح بشكل وحشي مريع تقشعر له الأبدان في عالم يتجه يومياً وبخطى حثيثة نحو أنسنة أكثر جمالاً ورأفة وعدالة بعيداً عن عوالم التوحش والموت المخيف الذي يجعل من تلك الخاتمة الإنسانية مأساة تنطوي على ازدواجية في الأبعاد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفلاس المعارضة السورية
- الحرب على الفئران والخنازير
- من قتل الحريري إذن؟
- انهيار النظام القضائي العربي
- الخنازير وأمراضها
- العدالة المأجورة
- العرب والتخلف الإليكتروني
- تحوّلات إيران الكبرى: هل تعترف إيران بإسرائيل؟
- استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!
- أيُ الوصفات تفيد؟
- هل دماء ابن لادن شيعية؟
- فقه الجنس: برامج إباحية، أم وعظية؟
- اعترافات مصريّة خطيرة
- القاهرة وحزب الله: من يتهم من؟
- المطلوب من إخوان سوريا
- سقوط بغداد: عِبَرٌ وغموض وتحديات
- من الوحدة والتضامن إلى إدارة الخلافات العربية
- انهيار جبهة الخلاص السورية
- أنسنة العولمة
- أبو عنتر في ذمة الله


المزيد.....




- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...
- طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة
- خبير عسكري: المواصي لن تستوعب النازحين من رفح والاحتلال فشل ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل للأسرى
- الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بالإفراج عن الأسرى ورحيل ...
- فيديو: أطلقوا العنان لصرخات متواصلة.. طلاب يتظاهرون ليلاً أم ...
- حملة سياسية وإعلامية.. ميقاتي يرد على مزاعم وجود -رشوة أوروب ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - نضال نعيسة - -أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي-: القصة الكاملة لإعدام الفتاة الإيرانية