أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - إفلاس المعارضة السورية














المزيد.....

إفلاس المعارضة السورية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 08:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وهذه المرة، ربما هو إفلاس مالي حقيقي، بكل ما للكلمة من معنى، بعد أن كانت نفس هذه المعارضة قد أعلنت عن إفلاسها الفكري والسياسي بعد سلسلة من التطورات الدراماتيكية أخيراً على صعيد الإقليم. فقد نقل موقع أنفورمر سوريا خبراً عن إغلاق محطة الـ ANN التي كانت تبث من لندن، والناطقة بما يسمى بالتجمع القومي الموحد الذي يقوده السيد رفعت الأسد النائب السابق لرئيس الجمهورية العربية السورية. وقال الموقع في معرض حديثه عن هذا التطور المثير، وغير المتوقع، بأن مالك المحطة حضر إليها وطلب إيقاف البث فوراً، ومغادرة جميع العاملين لمبنى القناة الواقع في لندن. وأضاف أن هناك استحقاقات مالية للعاملين فيها تقدر بحوالي 600 ألف جنيه إسترليني عجز مالكو القناة عن السداد والوفاء بها، وذلك بسبب الأزمة المالية التي أكلت رؤوس أموالهم، كما قال الموقع، فيما أشار نفس المصدر، وفي موضع آخر، إلى أن أسباب وقف البث هي إفلاس المعارضة في الخارج وعدم جديتها، وبالتالي عدم قدرتها على التأثير بالداخل السوري، كما جاء في الخبر المذكور، (انتهى الاقتباس).

والأمر وإن يكن له طابع مادي، في وجه من وجوهه، فلا يمكن لنا أن نستبعد البعد والطابع السياسي الذي يرتبط بالكثير من المعطيات والمآلات التي حصلت مؤخراً، وخفوت صوت هذه المعارضة إلى أدنى الحدود، وإغلاق معظم منتدياتها ومواقعها، ومن ما زال يعيش أوهام المرحلة البوشية فإنه سرعان ما سيخطو، باعتقادنا، نفس هذه الخطوات، حين تنكشف له حقائق عن الوضع السوري الجيوبوليتكي الجديد. وبنظرة سريعة، وفاحصة، يمكن، على الفور، إحصاء أكثر من تيار وجهة معارضة، كانت قد أغلقت أبوابها، وكسرت "الدف"، وبطلت الرقص السياسي، إذا ما اقتفينا المثل الشعبي السوري العبقري المعروف القائل: " كسرنا الدف، وبطـّلـنا الرقص" ولكن الرقص الحقيقي والممتع هنا، والمثال كناية عن الانصراف عن ممارسة مهنة أو أداء عمل ما. ولسنا، هنا، بمعرض ذكر أي منها لأن غرضنا وغايتنا ليست التشهير بأحد، كلا وحاشى لله. ولكن ما يجمع فيما بينها أنها كانت قد رافقت صعود البوشية في المنطقة وسقطت وانتهت بنهايتها، فيما يحاول، اليوم، (وهذه أرقام ومعطيات ملموسة وحقيقية وليس محض أوهام كما فعل أغيار آخرون)، أكثر من تيار فاعل آخر "مغازلة" النظام السوري، ومد يده له، على أمل الصفح عن الآثام السياسية التي تورط فيها كثيرة في الحقبة السوداء إياها. والواقعية السياسية، إياها، تقتضي القول، أنه، ولطالما أن سوبر ماركت التغيير الكبير قد أغلق فرعه الرئيسي في واشنطن، فإنه لم يعد هناك، أي مبرر لأصحاب الدكاكين، وتجار الشنطة السياسية وصغار الباعة الجوالين.

وليس بعيداً عن تلك القناة التي أغلقت أبوابها مؤخراً، تتراءى لنا، بوادر ومؤشرات على مآلات ونهايات قد لا تختلف كثيراً عما حصل لبعض المواقع السورية الرئيسية المعارضة، والقناة المذكورة أعلاه، وذلك بسبب افتقارها لأدنى متطلبات ومقومات العمل السياسي والفكري والحزبي الراقي، البعيد عن العصبويات، والشلليات، والتكتلات، والجهويات، والشخصنات والأنانيات والنرجسيات المستفحلة والمستوطنة، وعدم قدرتها، لذلك، على تجميع بضعة أفراد وراءها، واقتصارها على علاقات عائلية قريبة جداً، بعيدة عن أية ممارسات وطنية حقيقية تمجد قيم المواطنة وتكرسها على الأرض كي تكسبها درجة من المصداقية هي الأهم في أي عمل سياسي وحزبي حقيقي، وتحولت إلى مجرد منابر وقنوات النجم الواحد، والعائلة الواحدة، والفكر، والقول الواحد.

يعتقد كثيرون، في هذا الصدد، أن مجرد طرح بعض الشعارات الكبيرة، و"الكلام الكبير"، عن الديمقراطية، والإصلاح، ومحاربة الفساد، هو وصفة سحرية ستسحر الألباب وتسيطر على عقول الناس، وتقود فوراً إلى عملية التغيير المنشود. مع العلم اليقين، أن تبلور أي مفهوم في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، كالديمقراطية، مثلاً، يخضع لجملة من الشروط والتطورات المجتمعية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية التراكمية المعقدة والمركبة جداً، ولا تحدث خلال سنة، ولا سنين، وربما تحتاج لعقود وعقود. ولا يمكن نزع مجتمع هكذا، وبسهولة، من شروطه القبلية، والعائلية، والعشائرية، والمذهبية التي تراكمت عبر مئات السنين، وفرض إسقاطات ورؤى جاهزة، و"تيك أوي"، كانت قد تشكلت في خضم ظروف وشروط موضوعية مختلفة كلياً، متناسين كل ما في هذه المجتمعات من أزمات بنيوية متجذرة.

ثمة أسباب كثيرة لإفلاس وانهيار المعارضة السورية وعلى هذا النحو البائس الحزين، ولكن هذا قد لا يبدو مهما في هذه المرحلة، على الأقل، حيث أفول نجم المعارضة والإفلاس الذي تعانيه، قد بات واقعاً قائماً يتلمسه ويحس به الجميع، والأهم من ذلك كله، أنها، وكما ازدهرت مع الإعلان عن قيام محكمة الحريري، فإن إفلاسها النهائي كان، أيضاً، مع الانهيار الكلي لمحكمة الحريري، وانكشاف الفبركات الكثيرة التي رافقتها، وحيث كان كثيرون قد بنوا حولها آمالاً عريضة، داخلياً وخارجياً. ولذا فقد أصبح من الواجب اليوم، وقبل أي وقت مضى، تغيير الخطاب، وفق أسس تعتمد الصدق والشفافية والموضوعية والنزاهة والحياد، وبعيداً عن سياسة التضليل والتوهيم والتهويل والفبركات التي طغت في المرحلة الماضية وأدت إلى هذه النهايات غير السعيدة.

ومن هنا يبقى السؤال الأهم هو حول مدى قدرة البعض على الصمود قبل الانهيار المتوقع الوشيك، مع الأخذ بعين الاعتبار إصرار البعض على بعض مكابرة لن تثمر، وفي ضوء المعطيات المتوفرة راهنا، ولن تفضي إلى أي شيء، ولذا يصبح السؤال التالي في حكم التلقائي، والطبيعي المنطقي، من هو التالي على لائحة الإفلاس، أو الإخفاق والانهيار السياسي، ولا فرق هنا، وإن كان يظهر ويلوح لنا الكثيرون من المرشحين لنيل هذا الشرف الرفيع؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على الفئران والخنازير
- من قتل الحريري إذن؟
- انهيار النظام القضائي العربي
- الخنازير وأمراضها
- العدالة المأجورة
- العرب والتخلف الإليكتروني
- تحوّلات إيران الكبرى: هل تعترف إيران بإسرائيل؟
- استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!
- أيُ الوصفات تفيد؟
- هل دماء ابن لادن شيعية؟
- فقه الجنس: برامج إباحية، أم وعظية؟
- اعترافات مصريّة خطيرة
- القاهرة وحزب الله: من يتهم من؟
- المطلوب من إخوان سوريا
- سقوط بغداد: عِبَرٌ وغموض وتحديات
- من الوحدة والتضامن إلى إدارة الخلافات العربية
- انهيار جبهة الخلاص السورية
- أنسنة العولمة
- أبو عنتر في ذمة الله
- في سجال خطوة إخوان سوريا


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - إفلاس المعارضة السورية